أجمعت الصحف اللبنانية في افتتاحياتها، اليوم/الخميس/، على وجود حالة من التوتر الاحتقان السياسي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب، ظهرت بصورة جلية خلال السجال الذي دار بينهما أثناء وعقب الجلسة التشريعية للبرلمان أمس، على خلفية مشروع القانون الذي طرحته الحكومة بتخصيص مساعدات بقيمة 800 مليون دولار إضافية لشبكة الأمان الاجتماعية ودعم المزارعين والصناعيين لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية ووباء فيروس “كورونا” المستجد كوفيد9 .
وذكرت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) أن حكومة حسان دياب التي تشكلت بأعجوبة، ومن فريق واحد هم قوى الـ 8 من آذار السياسية (حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي) تعاني تصدعا داخليا في أرضية توليفتها المتجانسة استراتيجيا. وأشارت الصحف إلى أن أجواء العلاقة بين بري ودياب، بدت ملبدة ببعض الغيوم السياسية، وأن هذا الأمر ظهر واضحًا في حدة التخاطب في آخر الجلسة التشريعية حينما رفض رئيس البرلمان تلبية طلب رئيس الحكومة عقد جلسة مسائية للمجلس لإقرار مشروع تخصيص المساعدات الذي أعدته الحكومة، بسبب الطريقة التي تم بها تقديم الاقتراح.
وأضافت أن العلاقة بين رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة تواصل سيرها المتعثر، باعتبار أن الأخير يتخندق في جبهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مواجهة رئيس المجلس حسبما بدا من أداء دياب ومواقفه وطروحاته وانخراط توجهاته عموما مع التيار الوطني الحر، على نحو دعا بري إلى توجيه “تأنيب حاد” إلى دياب خلال الجلسة التشريعية. واعتبرت الصحف أن الجلسة التشريعية التي عقدت أمس، وما جرى خلالها من تبادل السجالات وتسجيل الردود بين النواب والكتل النيابية، جاءت معبرة إلى حد كبير حيث أظهرت أن الجبهة الحكومية متصدعة من داخلها، فضلا عن التفكك التصاعدي الذي يعتري وضع معظم الطبقة السياسية اللبنانية، وعدم وجود الحد الأدنى من تصورات متوافق عليها على الأولويات التشريعية والتنفيذية لإنقاذ البلاد من أخطر التحديات والأزمات الاقتصادية التي تتهددها والتي لم تعرف لها مثيلا في تاريخ لبنان.
المصدر/ا ش ا