في مبنى حكومي مكيف في مومباي يحملق نحو 12 مسؤولا في شاشة عملاقة تعرض لقطات مباشرة تصورها طائرة مُسيّرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من أحياء فقيرة مكتظة تمثل خط المواجهة في معركة المدينة الهندية لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وعندما أظهرت اللقطات عشرات المتسوقين يتزاحمون في سوق بمنطقة دونجري الفقيرة في مومباي الأسبوع الماضي، منتهكين إجراءات العزل العام التي بدأت في 25 مارس آذار، اتصل المسؤولون بالشرطة لتفريقهم.
وبعد عشرين دقيقة أظهرت اللقطات المصورة من دونجري عددا قليلا من الناس يتجولون في محيطها.
وتستخدم السلطات طائرات مُسيّرة وكاميرات خاصة بحركة المرور بعد إعادة توجيهها وخرائط حرارية للمساعدة في فرض إجراءات العزل العام في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض. لكن ذلك يمكن ألا يفي بالغرض عندما يتعلق الأمر بأزقة العشوائيات أو الأحياء الفقيرة التي تشبه المتاهة.
وقال برافين بارديشي، رئيس الهيئة المدنية الرئيسية في مومباي، ”مئات سيسقطون (سيلقون حتفهم)، ربما آلاف. لكن طالما أنهم ليسوا ملايين، فنحن في أمان“.
ويسكن مومباي زهاء 12 مليون نسمة، يعيش نحو 65 في المئة منهم في أحياء فقيرة. ويقدر أن ستة ملايين شخص آخرين يعيشون في مناطق محيطة بها.
وارتفعت حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في المدينة لما يتجاوز 1900 شخص بينهم 113 حالة وفاة، بما يمثل قرابة 15 في المئة من حالات الإصابة المعروفة في الهند والتي تتجاوز 12000 حالة.
وسجلت منطقة دارافي في مومباي، والتي عادة ما تعتبر أكبر حي عشوائي في آسيا ويقدر عدد سكانها بنحو مليون نسمة، 71 حالة إصابة ويخشى الخبراء من أن العدد قد يرتفع بشكل سريع.
وتشدد السلطات على أن ارتفاع عدد حالات الإصابة في مومباي يعود جزئيا إلى زيادة الفحوص. فقد أجرت المدينة 2374 فحصا لكل مليون شخص مقابل 448 فحصا لكل مليون في العاصمة نيودلهي، حسب تقرير لحكومة مومباي اطلعت عليه رويترز يوم الخميس.
وتظهر البيانات أن نحو 82 في المئة من مرضى كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا، في مومباي في حالة مستقرة وأن اثنين في المئة فقط منهم يحتاجون إلى عناية فائقة.
وقال بارديشي ”إذا حافظنا على هذه النسبة فعندئذ سنتجاوز الأزمة“.
المصدر: رويترز