في مقال ها كتبت صحيفة الخليج الإماراتية ..
الحديث عن فن إدارة الوقت يكتسب أهمية في أوقات الأزمات، أي يتوقع من الفرد أن يدير وقته في أزمة يعانيها الجميع، وقد تكون هذه الإدارة من أصعب أنواع الإدارات.
ولعل الإنسان في أنحاء العالم كافة يعيش أزمة في الوقت الحالي، أزمة وباء كورونا، وتنقسم إلى قسمين، قسم يتعلق بالشق العلمي للأزمة، المرض، اللقاح، الوباء، الوقاية، وقسم يتعلق بشق الوقت، أي إدارة الوقت مع وجود الأزمة الأولى.
وفي ظل هذه الظروف، وفي الوقت الذي يُطلب من الناس فيه عدم الذهاب إلى أعمالهم وأشغالهم ومدارسهم وجامعاتهم، بل وعدم التجول والبقاء في المنزل، فإن مساحة الوقت تصبح متوفّرة بشكل مفاجئ إلى درجة عدم قدرة الإنسان على استيعابها بسرعة، خاصةً إذا كان لا يستطيع العمل من المنزل.
إن أول أمر يجب علينا فعله هو وضع خطة يومية وتنفيذها قدر الإمكان من دون تقاعس، ويجب أن تأخذ في عين الاعتبار وجود أناس آخرين في المنزل، وفي أحوال كثيرة يجب أن يتفق الجميع على هذه الخطة، وهي خطة عائلية، وبعد الاتفاق عليها، يجب أن يضع كل فرد من أفراد الأسرة خطته الخاصة به، وتشمل الصغار والكبار.
العنصر الثاني، الاستعداد التام للحوار مع الآخر، وقد أثبتت أزمة كورونا أن عائلات كثيرة بدأت تتعرف إلى بعضها بعضاً من جديد، وهنا إما تزداد المشاكل أو تقل طبقاً للأسلوب، وباختصار، جميل أن نعيد اكتشاف من نعيش معهم.
فإذا توفر العنصران، الخطة العائلية والفردية، والاستعداد للتحاور عبر التهيئة النفسية، نكون قد قطعنا مشواراً طويلاً في إدارة الوقت، ونحن هنا تحدثنا عن الوقت الشخصي وليس العملي، لأنه من المفترض تخصيص جزء مهم من الوقت لتنفيذ الأعمال.
المصدر : صحيفة الخليج