تأتي ليلة النصف من شعبان التي في وقت لاحق مساء اليوم بين ألم وأمل ، ألم لعدم إمكانية إحيائها في المساجد كما تعود المسلمون على ذلك، وأمل أن يأتي شهر رمضان المبارك ويكون قد رحل فيروس كورونا الذي اجتاح العالم دون استئذان، فأغلق دور العبادة وجعل العالم يدخل في عزل إجباري وأصبح يشبه مصحة كبيرة.
وتأتي ليلة النصف من شعبان هذا العام مع حلول مغرب اليوم وحتى فجر الغد /الأربعاء/ وهي الليلة التي تم فيها تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام بمكة والتي كانت حادثا فارقا في تاريخ المسلمين، ونقطة تحول في مسار الأمة الإسلامية.
وفي يوم غد ينتصف شهر شعبان الحالي حسابيا وسيكون بدر قمره من النوع العملاق وذلك وفق ما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حيث سيبدو أكبر حجما وأقرب مسافة فيما سيكون ضوءه أكثر إشراقا من المعتاد ، ويعرف بـ”القمر العملاق” نظرا لحدوثه عندما يكون القمر بدرا وفي نفس الوقت في أقرب مسافة له من الأرض.
ليلة النصف من شعبان هي ليلة ترفع فيها الأعمال ويستحب فيها الدعاء فهو مستجاب ولها فضائل عظيمة أوردتها الأحاديث النبوية التي أشارت إلى أن الله يطلع فيها إلى جميع خلقه فيغفر لهم جميعا إلا لمشرك أو مشاحن، وقد أجمع المسلمون في كافة العصور والأزمان منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، حتى وقتنا هذا على أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة طيبة كريمة فاضلة لها منزلتها العظيمة عند المولى عز وجل.
وقد تعددت الفوائد والدروس من واقعة تحويل القبلة حيث التأكيد على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وعلو قدره عند الله، فقد كان النبي يحب أن يتوجه في صلاته إلى البيت الحرام، وتهفو روحه إلى استقبالِ أشرفِ بقاع الأرض ليستعيد ذكرياتِ الحنيفية الإبراهيمية.
كما أكدت العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ، فالمسجد الأقصى هو أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله تعالى، واقترانهما في تلك الواقعة التاريخية تؤكد قدسيتها وليعرف المسلم أهمية المسجد الأقصى، أولى القبلتين وأنه لا يقل مكانة عن المسجد الحرام، وأن التفريط في أحد المسجدين أو التهاون في حق أحدهما يعد تهاونا وتفريطا في حق الآخر.
المصدر : أ ش أ