كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة اشترت أجهزة تنفس صناعي من شركة روسية خاضعة لنظام العقوبات الأمريكية ؛ كجزء من حزمة مساعدات أرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيويورك للمساعدة في مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) .
وذكرت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني) أن شحنة الإمدادات الطبية الروسية التي جاءت على متن طائرة شحن من طراز “إيه إن-124” العملاقة شملت تسليم أجهزة تنفس من تصنيع شركة “كريت”، وهي شركة تابعة لـ “روستيك”، المدرجة في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية.
وفي تصريحات خاصة لـ”فاينانشيال تايمز”، قال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية “أوفاك”: إن عمليات التسليم الإنسانية التي تم استلامها من الحكومة الروسية تبدو غير خاضعة للعقوبات بموجب قوانين العقوبات المتعلقة بروسيا وأوكرانيا التي يشرف عليها المكتب”.
وأضاف أوفاك: “أنه إلى الحد الذي تنطبق فيه مثل هذه العقوبات، تتمتع وزارة الخزانة بسلطة ترخيص للأشخاص الأمريكيين للمشاركة في معاملات تتماشى مع السياسة الخارجية الأمريكية ومصالح الأمن القومي”.
كما أشارت الصحيفة البريطانية في هذا الشأن إلى أن التلفزيون الحكومي الروسي ظل يبث خلال اليومين الماضيين لقطات للعمال في مطار جون كينيدي في نيويورك وهم يفرغون الصناديق التي تم ختمها بشعار الشركة المصنعة، وهو ما فسره البعض بأنها لقطات محرجة للولايات المتحدة وسط اقتراحات بأنها قد تفكر في تخفيف عقوباتها على موسكو في خضم تفشي الوباء .
من جانبه، أعرب مسئول أمريكي يعمل مراقبا في الحركة الجوية عن شكره لقائد الطائرة الروسية على “كل المساعدة التي تقدمها”، في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المساعدة كانت “بادرة لطيفة للغاية” من الرئيس بوتين.
وقال ترامب أيضا:” إنني لست قلقا بشأن الدعاية الروسية…لقد قدم الكثير من الأشياء عالية الجودة التي قبلتها بدوري.. فهذا قد ينقذ الكثير من الأرواح”.
وعادة ما تمنع العقوبات الأمريكية جميع الأشخاص والشركات الأمريكية من التعامل مع الكيانات المدرجة في “قائمة المواطنين المحددة أسماؤهم بصفة خاصة”.. وقد أضيفت “كريت” إلى القائمة في عام 2014 لتصنيعها “معدات استخباراتية والحرب إلكترونية” بالإضافة إلى العديد من الأنظمة والمكونات العسكرية المهمة.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس يوم الأربعاء الماضي:” إن البلدين قدما مساعدات إنسانية لبعضهما البعض في أوقات الأزمات في الماضي، ولا شك في أنهما سيقدمان ذلك مرة أخرى في المستقبل…فقد حان الوقت للعمل معا للتغلب على عدو مشترك يهدد حياة كل منا”.
وأعلنت روسيا أن بعض السلع في الشحنة تم دفع ثمنها من قبل صندوق الاستثمار المباشر الروسي، وهو صندوق ثروة سيادي يخضع لعقوبات محدودة للغاية للخزانة الأمريكية تقيد تمويل ديونها، على الرغم من أنه غير مدرج في القائمة السوداء.. كما أكد الصندوق الروسي أنه لم يدفع ثمن أجهزة التنفس الصناعي لشركة كريت.. فيما قالت الولايات المتحدة إنها دفعت ثمن الشحنة بالكامل ونفت أن الصندوق الروسي قام بتقسيم التكلفة.
وعادت “فاينانشيال تايمز” تعلق بالقول:” بإنه حتى مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بكورونا في روسيا – حيث ارتفع إلى 4149 يوم أمس الأول، مع 34 حالة وفاة – سعى بوتين إلى إبراز قوة روسيا في الخارج من خلال تقديم المساعدة إلى البلدان الأكثر تضرراً”، حيث سلمت وزارة الدفاع الروسية 15 طائرة على الأقل من الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى 100 من علماء الفيروسات وثماني فرق طبية، إلى إيطاليا، التي تضم بعض أكبر المؤيدين داخل الاتحاد الأوروبي لإنهاء العقوبات الغربية ضد موسكو.
كما أرسل بوتين يوم أمس الأول المساعدة إلى صربيا ، والتي قال عنها الرئيس ألكسندر فوتشيتش إنها علامة على أن “القيادة الروسية تفكر في صربيا والشعب الصربي الصديق ” .
المصدر : أ ش أ