كتبت صحيفة الخليج الإماراتية فى كلمتها اليوم الاثنين حول تفشى وباء كورونا حول العالم وما كان له من اثار على العلاقات الدولية ..
وقالت الصحيفة إنه من المفترض أن تشكل الكوارث والأوبئة حالة من التضامن والتعاون الدوليين لمواجهتها، خصوصاً إذا كانت مثل فيروس كورونا الذي يجتاح العالم ويحصد يومياً مئات الأرواح، ويصيب الآلاف.
فيروس كورونا الذي وضع الجميع من دون استثناء أمام مقصلته بلا سابق إنذار، يفترض من كل دول العالم حالة غير مسبوقة من الاتحاد، ووضع خلافاتها السياسية والاقتصادية والإيديولوجية وخصوماتها جانباً، وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة التحدي الذي يمثله هذا الفيروس الغامض الذي أعلن الحرب على العالم على حين غرة، ما يقتضي إعلان حرب عالمية مضادة تشترك فيها كل دول العالم كجبهة واحدة.
لكن يبدو أن بعض الدول لا تستطيع التخلي عن سياساتها وجشعها وعجرفتها وعدوانيتها، باعتبارها متأصلة في سلوكها، فلا تلقي بالاً للمخاطر الداهمة من جراء تداعيات هذا الفيروس، ولا لآلام ملايين البشر، ولا حتى لاحتمال أن يحوّل هذا الوباء الأرض إلى مقبرة واسعة لملايين البشر، كما يتوقع بعض قادة العالم، خصوصاً في أوروبا التي تحولت خلال أيام إلى قارة موبوءة عاجزة عن تجميع ضحاياها ودفنهم. وذهبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى حد الإعلان عن أن هذا الفيروس سيصيب ما بين 60 و70 بالمئة من المواطنين الألمان.
واضافت الصحيفة أن الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة حول أصل البلاء ومصدره، والأحاديث المتواترة عن مؤامرة تستهدف هذه الدولة أو تلك، هي نموذج لتداعيات سلبية في العلاقات الدولية مستقبلاً بين قطبين عالميين، هما في الأساس في حالة صراع قائمة حول الموقع في النظام الدولي.
كما أن الأزمة بين الولايات المتحدة وأوروبا على خلفية الفيروس، وما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حظر السفر إلى أوروبا باستثناء بريطانيا، كان لها وقع الصدمة داخل الاتحاد الأوروبي الذي أعلن رفضه القرار «الأحادي»، نظراً لتداعياته الاقتصادية. كما أن حديثه عن تقديم مليار دولار لشركة ألمانية تقوم بتطوير علاج من الفيروس، قد أشعل حرباً كلامية بين القارتين، إلى درجة أن مسؤولًا ألمانياً رد على الرئيس الأمريكي بأن «ألمانيا ليست للبيع»، وأن الدواء لن يكون محل احتكار لأية دولة.. يضاف إلى ذلك ضعف التنسيق والتضامن بين دول الاتحاد الأوروبي، كما في حالتي إيطاليا وإسبانيا اللتين بدتا عاجزتين عن مواجهة الفيروس، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تحول أوروبا إلى مركز لعدوى الوباء.
كذلك فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه تهديداً لبريطانيا على وقع الوباء، حيث هدد بإغلاق حدود بلاده معها، إذا تقاعس رئيس وزرائها بوريس جونسون عن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لاحتواء تفشي الفيروس.
بدلاً من أن يتحول هذا الوباء إلى فرصة لتوحد العالم ضده، نجد أن البعض يراه فرصة لتصفية حساباته.