يحيي العالم غدا الثلاثاء، اليوم العالمي للسل 2020، تحت شعار ” حان وقت العمل.. حان وقت إنهاء السل”.
ويحتفل العالم كل عام بذكرى اليوم العالمي للسل في 24 مارس من أجل إذكاء وعي الجمهور بالعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المدمرة للسل وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء وبائه في العالم. واختير هذا اليوم لتخليد ذكرى اليوم نفسه من عام 1882 الذي أعلن فيه الدكتور روبرت كوخ عن اكتشافه للبكتيريا التي تسبب السل، مما مهد الطريق لتشخيص هذا المرض وعلاج المصابين به.
ويفيد آخر تقرير عالمي صدر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2019 بشأن السل، أن عام 2018 شهد انخفاضًا في عدد الوفيات الناجمة عن السل الذي أزهق أرواح 1.5 مليون شخص من بين حوالي 10 ملايين مصاب بالمرض خلال هذا العام.
وتسبب السل بكتيريا (البكتيريا المتفطرة السلية) تصيب الرئتين في معظم الأحيان.
وفي الإمكان علاجه والوقاية منه. وينتقل السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون أو يبصقون تندفع جراثيم السل إلى الهواء، ويكفي أن يستنشق الشخص بضعًا من هذه الجراثيم كي يصاب بالعدوى.
والسل المقاوم للأدوية المتعددة هو شكل من أشكال السل تسببه بكتيريا مقاومة لا تستجيب للعلاج بالإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما الدواءان الأشد فعالية من بين أدوية الخط الأول المضادة للسل. ويمكن علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة وشفاؤه باستخدام أدوية الخط الثاني، بيد أن خيارات الخط الثاني العلاجية محدودة وتتطلب المعالجة الكيميائية الطويلة (قد يستمر العلاج سنتين) بأدوية مكلفة وسامة. وفي بعض الأحيان، قد تنشأ مقاومة أشد للأدوية.
وفي عام 2018، شكل السل المقاوم للأدوية المتعددة أزمة صحية عمومية وخطرًا يهدد الأمن الصحي. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 484 ألف حالة جديدة مقاومة للريفامبيسين – الدواء الأشد فعالية في الخط الأول من العلاج – وأن 78% منها مصابة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة.
ويقع عبء السل المقاوم للأدوية المتعددة في معظمه في 3 بلدان، وهي الهند والصين والاتحاد الروسي، التي تشهد معًا نصف الحالات الموجودة في العالم تقريبًا. وكان نحو 6.2% من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة تمثل حالات للسل الشديد المقاومة للأدوية في عام 2018.
وتعاني جهود مكافحة السل من تدن مزمن في مستوى تمويلها. وتشير التقديرات الصادرة عن المنظمة إلى أن العجز في تمويل خدمات الوقاية من السل ورعاية المصابين به بلغ في عام 2019 ما مقداره 3.3 مليار دولار أمريكي. وبلغت قيمة التمويل الدولي (الذي لا تستغني عنه بلدان كثيرة منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل) ما مقداره 0.9 مليار دولار في عام 2019.
وذكرت الدكتورة تيريزا كاساييفا مديرة البرنامج العالمي لمكافحة السل في منظمة الصحة العالمية، إلي إن المنظمة عاكفة على وضع إستراتيجية عالمية لمكافحة السل في معرض تسريعها لوتيرة أنشطة البحث والابتكار بشأن مكافحته.
وأضافت:”نحن نواصل تعاوننا مع كل من الأوساط الأكاديمية وشبكات البحوث مثل الشبكة التابعة لمجموعة البريكس والمعنية بالبحوث المتعلقة بمكافحة السل، ومع الشركاء، بمن فيهم مؤسسة بيل وميليندا غيتس والمرفق الدولي لشراء الأدوية (اليونيتيد) وشركاء آخرين في إطار سعينا إلى وضع ما تُوصّل إليه من ابتكارات موضع التنفيذ لتحويل مسار وباء السل.
وتصبو الاستراتيجية العالمية لمكافحة السل التي أقرتها منظمة الصحة العالمية إلى بلوغ هدف مفاده تخفيض معدل الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 90 % ومعدل حالات الإصابة به بنسبة 80 % بحلول عام 2030 مقارنة بمعدلاته في عام 2015.\
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)