في الوقت الذي يبدأ فيه “فصل الربيع” جغرافياً في مصر انخفضت درجات الحرارة أقل من معدلاتها الطبيعية تأثراً بظواهر الطقس غير المستقر في كثير من مناطق العالم والتي تزيد حدتها من عام لآخر، ودفع ذلك الأمم المتحدة إلى تبني أجندة خاصة لمكافحة التغيرات المناخية، تضمنت عقد سلسلة من المؤتمرات العالمية حول التغيرات المناخية، التي تلزم توصياتها مختلف دول العالم بضرورة الحفاظ على مناخ كوكب الأرض، وتقديم تقرير شامل عن الإجراءات التي اتخذتها بشأن حماية المناخ.
وتحدث مرحلة الانتقال بين الفصول تغيرات في جسم الإنسان، مثل انخفاض حرارته، وزيادة معدلات العدوى بنزلات البرد والإنفلونزا، وزيادة المشاكل بالقلب والأوعية الدموية، وارتفاع معدلات الإصابة بأزمات الربو، وتقلب المزاج، وكل تلك الأمور والظواهر التي تهدد كوكب الأرض وسكانه.
وفصل الربيع هو أحد فصول السنة الأربعة، ورغم أنه يوصف بالأحوال المناخية المعتدلة، فإن العلماء يؤكدون أنه في الغالب الأعم، يسود خلاله حالة من عدم الاستقرار بالطقس، وذلك عندما يبدأ الهواء الدافئ في الهبوب من وقت لآخر من المناطق القريبة من خط الاستواء، فيما لا يزال الهواء البارد يهب في نفس الوقت من المنطقة القطبية، ويشيع حدوث الفيضانات في المناطق الجبلية وبالقرب منها في هذا الوقت من العام أكثر من غيره، حيث يحدث ذلك بفعل ماء الثلج الذائب، الذي يزداد مرات عديدة بفعل الأمطار الدافئة.
ويرتبط تعريف فصل الربيع، في علم المناخ (الفينولوجيا)، بمجموعة من المؤشرات مثل ازدهار الفصائل النباتية المختلفة والأنشطة الحيوانية، والرائحة الخاصة التي تكتسبها التربة، بعد وصولها لدرجة حرارة معينة من الدفء تساعد في بدء إنبات وإنماء النباتات الصغيرة، وتشهد الكثير من المناطق معتدلة المناخ ارتفاعا في درجة حرارة الهواء والتربة، بدرجة تتناسب مع حاجة النبات إلى الماء والدفء، مما يساعد على تفتح الزهور والأثمار، ويحدث هذا على فترة طويلة تستمر من فصل الربيع حتى أوائل فصل الصيف.
وتحدث ذروة فصل الربيع فلكياً عند لحظة الاعتدال الربيعي، الذي عادة ما تكون يوم 21 مارس من كل عام، في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وفي 22 سبتمبر في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، ويستمر عادة لحوالي 3 شهور إلى أن تحين لحظة الانقلاب الصيفي الذي يقع يوم 21 يونيو في نصف الكرة الشمالي، و21 ديسمبر في نصف الكرة الجنوبي، وذلك بفعل استمرار حركة الشمس الظاهرية في الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجيا، حتى تصبح هذه الأشعة عمودية تماما على مدار السرطان حول يوم 21 يونيو القادم.
ومواصلة ميل أشعة الشمس في هذا الاتجاه، يعني استمرار طول النهار في الزيادة تدريجياً، وقلة ساعات الليل، وذلك بسبب ميل محور الأرض نحو الشمس خلال “فصل الربيع” الذي يحل حاليا في المنطقة الشمالية من الكوكب، فيميل هذا النصف من الكرة الأرضية نحو الدفء بشكل ملحوظ مما يؤدي إلى بدء نمو النباتات الجديدة، وهي العملية التي تميز فصل الربيع عن غيره من الفصول معلنة قدومه، فيما تبدأ الثلوج في الذوبان في المناطق التي تشهد سقوطها، وتفيض الأنهار بفعل ماء الثلج المذاب.
وفي مصر والدول الواقعة في النصف الشمالي للكرة، تلعب الأتربة والرمال والغبار المنتشر ذراته بملايين الأطنان في الهواء الجوي دوراً بارزاً في سوء الأحوال الجوية وعدم استقرارها، إضافة إلى ما لوحظ في العقود الأخيرة من ظاهرة الزحف الربيعي، التي تعني ظهور الكثير من المؤشرات المناخية المرتبطة بفصل الربيع في الكثير من المناطق بسابق يومين لكل عشرة سنوات.
المصدر: أ ش أ