أدى التصعيد الحوثي في محافظة الجوف اليمنية، خلال الأيام الماضية، إلى مفاقمة تعقيدات الأزمة في اليمن، وخروج عن التزامات التهدئة التي لا تقتصر فقط على محافظة الحديدة، بل على الجبهات كافة، من أجل إفساح المجال لجهود الحل السياسي المتعثر، بسبب عدم استعداد الميليشيا الخوض في السياسة والتفاوض
. لقد أدى العدوان الحوثي على مدينة الحزم، عاصمة الجوف، إلى حدوث كارثة إنسانية، بسبب حملة التهجير الشاملة التي نفذتها الميليشيا ضد السكان، وتقطعت السبل بالآلاف، وهم يتجهون إلى مناطق لا توجد فيها الميليشيا.
إن أحداث الجوف الأخيرة، كشفت عن طابع الحرب الوحشية للميليشيا، وهو نهج مستمر منذ الانقلاب على الشرعية، وتجسد بدون رتوش، خلال الجريمة التي ارتكبتها الميليشيا بحق المدنيين، ذلك أن الميليشيا لم تقم حتى اليوم بتحييد المدنيين في مناطق الصراع من تداعيات المعارك الميدانية.
وتكشف الإحصاءات أرقاماً مهولة في عدد الضحايا المدنيين على أيدي الميليشيا، سواء عبر الألغام الفردية العشوائية، أو الاستهداف المباشر.
وهذه الحقيقة تظهر من جانب آخر، المهمة الإنسانية المتكاملة لقوات التحالف العربي في اليمن، فهي إلى جانب عملياتها لتمكين الشرعية، بمثابة الحصن الأخير للمدنيين في أرجاء اليمن، وحماية حقهم في الحياة والعيش الكريم. ولعل السجل المشرف لانتصارات التحالف العربي والجيش اليمني، تكشف عن حقيقة ناصعة.
فحين تدخّل التحالف العربي في عام 2015 ضد الميليشيا، التي كانت سيطرت على مساحة كبيرة من اليمن، لم يسبق أن حدثت أي موجة نزوح من السكان المدنيين في المناطق المحررة من الميليشيا، بل على العكس، سرعان ما كانت تدب الحياة في المناطق المحررة، بمساهمة من الذراع الإنسانية لدول التحالف.
الفرق شاسع بين الحياة التي يجسدها التحالف والقوات المشتركة، وبين التدمير الذي تنفذه وحشية الميليشيا.
المصدر:البيان الاماراتية