ناقشت صحف بريطانية صباح الجمعة، في نسخها الورقية والإلكترونية “المخاوف من انتشار فيروس كورونا، والتدابير الجارية لمواجهته.
ففي الجارديان نشرت تقريرا لموفدها في العاصمة السعودية الرياض مارتن شولوف حول قرار السلطات تعليق دخول السائحين والمعتمرين بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا.
الموضوع الذي عنونته الصحيفة قائلة: “السعودية تغلق الحرمين بسبب المخاوف من تفشي كورونا”، يشير إلى أن القرار السعودي يتعلق بالمعتمرين الأجانب فقط، ويأتي وسط عدد من القرارات الأوسع التي منعت دخول مواطني الدول التي ظهرت فيها حالات إصابة بالفيروس.
ويوضح شولوف أنه “بالرغم من أن الرياض لم تعلن صراحة الدول التي قررت منع مواطنيها من دخول أراضيها، إلا أن السلطات في مطار الملك خالد الدولي تقوم بعمليات فحص دقيقة للوافدين من إيران، والصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وهي الدول التي انتشرت فيها العدوى بشكل أكبر من غيرها”.
ويضيف شولوف أنه “رغم عدم الإعلان عن أي حالات إصابة حتى الآن في المملكة إلا أن عدد المصابين في مختلف دول الجوار يتنامي بسرعة، كما تم عزل عدد من المصابين في البحرين والكويت والإمارات والعراق ولبنان. بينما أعلن المسؤولون في إيران أن صلاة الجمعة ستلغى هذا الأسبوع خاصة بعدما بدأت الحكومة فرض القيود على التجمعات بسبب الانتشار السريع للفيروس على أراضيها”.
ويوضح الصحفي أن “المملكة أغلقت حدودها بشكل جزئي في السابق كما حدث عام 2014 إبان انتشار فيروس إيبولا، لكن يبقى الإغلاق الجماعي للحرمين في وجه المعتمرين القادمين من الخارج تطورا هاما قد تكون له تبعاته على شعائر الحج الذي ينتظر أن يجري خلال شهر يوليو المقبل”.
أما في الإندبندنت أونلاين فقد ركزت على نفس الملف حيث نشرت على رأس صفحتها الرئيسية صورة لرجل عربي يرتدي الكمامة الطبية وينظر إلى واجهة محل مصوغات، وعنونت تحتها قائلة “الخبراء يطالبون بقرارات حاسمة في الوقت الذي تأكدت فيه إصابة نائب الرئيس الإيراني بالفيروس”.
ونشرت الجريدة نفسها مقالا للكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك بعنوان “تفشي فيروس كورونا في إيران يذكرني بالموت الأسود”.
يقول فيسك “أشك في أن يكون تفشي العدوى بفيروس كورونا في الشرق الأوسط أمرا يهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو الملكيات السنية في الخليج”. ويضيف “لكني متأكد من أن الأجيال السابقة في الشرق الأوسط كانت ستستوعب سرعة تفشي المرض”.
ويضيف فيسك “عندما وردت الأخبار عن أول إصابة بالفيروس في إيران كان لدي القليل من الشكوك في أنها ستتعرض لحملة من الغضب العالمي، فقد كان انتقال الفيروس إلى بقية دول الشرق الأوسط أمرا لامفر منه حسب ما يقول التاريخ، لأن طرق الحجيج كانت دوما قنوات للوباء، وبغض النظر عن مدى مصداقية النظام الإيراني في الإعلان عن الإصابات وتعامله مع المصابين ستتغلب الكراهية المعاصرة في العالم السني للشيعة وسينتصر التحيز ضد الإيرانيين في الغرب وستصبح فارس القديمة هي المنبوذة والملامة بسبب الوباء”.
ويقول فيسك “فيروس تعود أصوله بوضوح إلى الصين يحول إيران الآن إلى تهديد لنا جميعا، هكذا اعتبرت جريدة نيويورك تايمز إيران مصدر تهديد للعالم عبر نشر الفيروس في دول الجوار بينما جريدة قالت جيروزالم بوست إن إيران “أشعلت الشرق الأوسط بالخوف من تفشي كورونا” كما خرج وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتصريحات عبر فيها عن قلقه من المعلومات التي تشير إلى أن السلطات الإيرانية ربما قامت بحجب معلومات حيوية بخصوص انتشار الإصابة في أراضيها”.
المصدر:وكالات