ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن وزير الخارجية مايك بومبيو يجري حالياً جولة خارجية يزور خلالها قارات متعددة في محاولة لتعزيز وحدة الغرب في مواجهة خصومه، بما في ذلك الصين وإيران. وهذه الجولة هي الثانية التي يقوم بها عضو الكونجرس السابق لتحقيق هذا الهدف الذي غالباً ما يُتهَم باستغلال السياسة لتحقيق أغراض خاصة بدلاً من الدفاع عن المصالح الأمريكية بالخارج.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أن خطاب بومبيو في مؤتمر ميونيخ الأمني الأخير حول كيفية “فوز” الغرب إنما يسلط الضوء على الفرق الشاسع بين الأحاديث المتباهية للولايات المتحدة وعدم ارتياح أوروبا بشأنها، فضلا عن أن الزيارة اللاحقة التي أجراها بومبيو لثلاث وجهات في أفريقيا، والتي انتهت يوم أمس الأربعاء، لم تقدم أي عزاء لأولئك الذين يقولون إن سياسة إدارة ترامب في إفريقيا هي مسألة ثانوية.
وأضافت الصحيفة “يبدو أن محاولات بومبيو لاستقطاب حلفاء الولايات المتحدة تستقبلها آذان صماء في حقيقة الأمر.ومع ذلك، فمن السهل تحديد المشكلة: فربما يتحدث كبير الدبلوماسيين الأمريكيين عن مسألة توحيد الغرب، غير أن لغته حيال ذلك تكشف عن انقسام كبير داخل واشنطن”.
وتابعت “الانفصال بين لغة بومبيو وجمهوره كان جليا بالكامل في ميونيخ. فمن المفترض أن يعزز المؤتمر السنوي الذي يعقد في ألمانيا العلاقات بين ضفتي الأطلسي، لكنه أيضا كشف نقاط الضعف. فيما تحدث المنظمون هذا العام عن موضوع “تراجع الدور الغربي” – وهي فكرة أن الأوروبيين والأمريكيين تنازلا عن النفوذ العالمي”.
ومع ذلك، أشار بومبيو إلى أن تشاؤم أوروبا بشأن السياسة الخارجية لإدارة ترامب كان خاطئًا…وقال -في ميونخ- ” أنا هنا هذا الصباح لأخبركم بالحقائق” وذكّر الحضور بأنه زار ألمانيا ثلاث مرات في الشهر الماضي وتساءل: “هل هذا يعكس رفض الولايات المتحدة لتحمل المسئولية؟!”.
وبالنسبة لأفريقيا، رأت الصحفية أن بومبيو “أدلى خلال فترة وجوده في القارة السمراء بتصريحات مضللة. ففي حديثه في أنجولا، بدا أنه يشير إلى أن الولايات المتحدة استأجرت عمالا محليين لمشاريع عندما لم تقم بذلك دول أخرى- لم يذكر اسماءها، لكنه بالتأكيد كان يقصد الصين- بذلك. غير أن دراسة حديثة كشفت أن أكثر من 70% من العاملين في مشاريع البناء والتصنيع التي تديرها الصين كانوا من الأنجوليين!”.
وأخيرا، قالت الصحيفة الأمريكية “إن بومبيو ربما يتفاخر بالوقت الذي أمضاه في أوروبا، لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذه الزيارات أسفرت عن تفاهم متبادل. لا سيما وأن ترامب تجاهل نصيحة أوروبا بشأن قضايا كبيرة مثل اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني. لذلك، ليس من المستغرب أن تفعل أوروبا نفس الشيء: حتى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو أقرب حليف لإدارة ترامب في أوروبا الغربية، خالف أوامر الولايات المتحدة بعدم التعامل مع شركة هواوي الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيا”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)