أعلن مساء يوم الأحد في مؤتمر صحفي بالقاهرة عن أول جائزة في العالم العربي تخصص للعامية المصرية وتحمل اسم الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم الذي عرف بأشعاره ذات النقد اللاذع لأنظمة الحكم المتعاقبة في مصر حتى وفاته في الثالث من ديسمبر 2013.
ونجم الذي لم ينل أي جائزة في حياته كانت مؤسسة الأمير كلاوس للثقافة والتنمية في هولندا أعلنت في سبتمبر 2013 فوزه بجائزتها لعام 2013 “تكريما له على إسهاماته وأشعاره التي ألهمت ثلاثة أجيال من المصريين والعرب” كما نص تقرير اللجنة المشرفة على الجائزة. وكان مقررا أن يسافر نجم إلى هولندا لتسلم الجائزة يوم 11 ديسمبر في حفل رسمي بالقصر الملكي في أمستردام.
وقال راعي الجائزة رجل الأعمال نجيب ساويرس وهو أحد أعضاء مجلس أمناء الجائزة في المؤتمر إنه يعتز بصداقته لنجم الذي “حصل على ما هو أهم من كل الجوائز.. حب الناس الذين أحبوه وأحبوه أشعاره” مضيفا أنه كان يجيد التقاط روح الفكاهة المصرية وكان حارسا على هوية مصر.
وجائزة أحمد فؤاد نجم تتيح فرص التنافس عليها للشعراء الشباب دون الأربعين بشرط أن يكون الديوان مكتوبا بالعامية المصرية ولا يشترط أن يكون الشاعر مصريا.
وتمنح الجائزة سنويا ويسبق الإعلان عنها نشر قائمة قصيرة تضم خمسة شعراء يحصل كل منهم على جائزة قدرها 10 آلاف جنيه مصري وميدالية تحمل صورة نجم أما صاحب الديوان الفائز -من بين الخمسة الذين بلغت أعمالهم القائمة القصيرة- فينال جائزة قدرها 50 ألف جنيه مصري وتمثالا لنجم.
ولد نجم عام 1929 في إحدى قرى محافظة الشرقية بشمال البلاد. وبعد وفاة أبيه ألحقته الأسرة بملجأ خيري يوفر للأطفال اليتامى والفقراء الإعاشة ويدربهم على تعلم بعض الحرف اليدوية كما جاء في سيرته الذاتية التي حملت عنوان (الفاجومي) وهي كلمة عامية مصرية تعني الإنسان الصريح غير المبالي بردود فعل الآخرين على انتقاداتهم له.
وظل نجم بالملجأ تسع سنوات ثم عمل ببعض المهن إلى أن عين بوزارة المواصلات ثم قبض عليه عام 1960 بتهمة الاشتراك مع زميل له في تزوير أوراق رسمية وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات تعرف خلالها على معتقلين شيوعيين واستمع إلى قصائد لشاعر العامية المصرية البارز فؤاد حداد الذي كان في معتقل آخر.
ومنذ عام 1961 بدأ نجم كتابة الشعر ولفتت موهبته انتباه مسؤولي السجن فنظموا له أمسيات شعرية ونشرت قصائده في مجلة كانت تصدرها مصلحة السجون. وجمع قصائد ديوانه الأول (من الحياة والسجن) وتقدم به إلى إحدى المسابقات فأوصت الدكتورة سهير القلماوي رئيسة المؤسسة المصرية للتأليف والنشر (الهيئة المصرية العامة للكتاب حاليا) بنشره وكتبت له مقدمة.
ومنذ نهاية الستينيات شكل نجم مع الملحن والمطرب الشيخ إمام عيسى (1918-1995) ثنائيا مزعجا للسلطات المصرية وأدت تلك الأغاني إلى اعتقالهما في عهد عبد الناصر وكذلك في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. ولكنه رغم ذلك كان يحب عبد الناصر ويراه أكثر من أخلصوا لمصر وأحبوها. ثم رثاه بقصيدة (زيارة إلى ضريح عبد الناصر).
وجاء الإعلان عن الجائزة بحضور أعضاء مجلس أمناء الجائزة وهم ساويرس ووزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي والشاعر إبراهيم داود والمخرج السينمائي مجدي أحمد علي والكاتب صلاح عيسى والمنتج السينمائي محمد العدل.
المصدر: رويترز