تستعد السلطات الاوكرانية لانتخابات رئاسية الاحد يعكرها الانفصاليون المسلحون الموالون لروسيا بعد حملة تخللتها معارك بين المتمردين والجنود الاوكرانيين اسفرت عن سقوط اكثر من 150 قتيلا وتثير مخاوف من تقسيم البلاد.
وفي كييف شاركت الحكومة التي انبثقت من حركة الاحتجاج على سلطة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفتيش في اوكرانيا السبت في صلاة من اجل السلام في كاتدرائية القديسة صوفيا.
وفي نداء الى الاوكرانيين، دعا رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك الناخبين الى التوجه بكثافة الى صنايق الاقتراع “للدفاع عن اوكرانيا”. وقال “سيكون ذلك تعبيرا عن رغبة اوكرانيي الغرب والشرق والشمال والجنوب”.
ومن جانب اخر، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت الاتحاد الاوروبي الى دعم بناء انابيب غاز لا تمر باراضي اوكرانيا، محذرا من التهديد الذي يمثله “المتطرفون” الاوكرانيون على انابيب الغاز التي تمر بهذا البلد.
وقال بوتين في كلمة القاها امام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ، ان روسيا كانت على الدوام مزودا مسؤولا لاوروبا بالغاز، الا انها كانت ملزمة بمرور الغاز عبر الاراضي الاوكرانية.
وكان بوتين، الذي كرست ادارته لملفي سوريا واوكرانيا عودة موسكو الى مقدم الساحة الدولية، قدم بادرة تهدئة بتأكيده السبت ان بلاده “ستحترم خيار الشعب الاوكراني” وانه سيعمل مع رئيس الدولة المنتخب.
وقال بوتين “نفهم ان الشعب الاوكراني يريد الخروج من الازمة (…) نريد نحن ايضا ان يعود الهدوء في نهاية المطاف (الى اوكرانيا)، سنحترم خيار الشعب الاوكراني”. واكد انه “مثلما نعمل اليوم مع هؤلاء الذي يسيطرون على الحكم، سنعمل بعد الانتخابات مع السلطات المنتخبة”.
ووصف الرئيس الروسي ما يحصل في اوكرانيا بانه “فوضى وحرب اهلية حقيقية” في اشارة الى المعارك بين الجيش الحكومي والانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق اوكرانيا.
وتلقى البيت الابيض بحذر هذه التصريحات وقال انه ينتظر “اشارة” ملموسة اكثر من جانب موسكو.
وعلى الجبهة الشرقية شهدت المواجهات بعض الهدوء بعد يومين من معارك عنيفة في منطقة دونيتسك اسفرت عن سقوط 26 قتيلا بينهم 19 جنديا اوكرانيا الخميس.
وقد مني الجيش الاوكراني في اليوم المذكور باكبر خسارة منذ بدء عمليته “لمكافحة الارهاب” في 13 ابريل.
وشهدت مدينة سلافيانسك معقل المتمردين الموالين للروس معارك في وقت مبكر من السبت عشية الانتخابات التي تهدف الى وضع حد لازمة سياسية مستمرة منذ ستة اشهر، دفعت البلاد الى حافة حرب اهلية وتقسيم.
كما ادت الى اسوأ ازمة دبلوماسية بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة.
وفي منطقة دونيتسك التي اعلنت سيادتها بعد استفتاء على الاستقلال، اعلن زعيم هذه المنطقة دنيس بوشيلين “سنلجأ الى القوة” لمنع سير الانتخابات.
وقالت تاتيانا المسؤولة في احد مراكز التصويت في ماكييفا غرب دونيتسك لوكالة فرانس برس رافضة ذكر اسم عائلتها لاسباب امنية “نحن مستعدون للاقتراع لكن قد لا تجري الانتخابات هنا”.
وفي مدرسة في وسط دونيتسك لا اشارة الى وجود صناديق اقتراع. وقالت اولغا المكلفة مركز التصويت باسف “عادة نشهد انتخابات لكن هذه المرة لن تجري على ما يبدو”.
وضاعف الانفصاليون تحركاتهم لمنع تنظيم الانتخابات. فقد تعرضت لجان انتخابية عدة لهجمات من قبل مسلحين بينما خطف العديد من الموظفين العاملين في الانتخابات.
ويسيطر الانفصاليون على عشرين لجنة انتخابية محلية من اصل 34 في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وعشية الانتخابات، دعا الرئيس الاوكراني بالوكالة اولكسندر تورتشينوف الاوكرانيين الى التوجه الاحد الى مكاتب الاقتراع لاعطاء البلاد “سلطة شرعية”، و”عدم السماح بان تصبح اوكرانيا قطعة من امبراطورية ما بعد الامبراطورية السوفياتية”.
ومن اجل تأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية، نشرت كييف 55 الف شرطي و20 الف متطوع. وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع اجراء الانتخابات في الشرق حيث قد يواجه نحو مليوني ناخب صعوبات في الادلاء بأصواتهم.
وينظر الى الاستحقاق الرئاسي الاحد على انه الاكثر اهمية لمستقبل اوكرانيا منذ استقلالها في 1991، وخصوصا ان البلاد تواجه خطر الانقسام وتقف على شفير الانهيار الاقتصادي.
ويبدو الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو الاوفر حظا في الوصول الى سدة الرئاسة، اذ حصل على 30 نقطة اكثر من رئيس الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، وفق استطلاعات رأي بينت انه من المرجح ان تجري دورة انتخابية ثانية في حزيران يونيو.
وخلفت المعارك في شرق اوكرانيا اكثر من 150 قتيلا بين جنود ومسلحين ومدنيين، بحسب حصيلة تعتمد الحد الادنى اعدتها وكالة فرانس برس انطلاقا من معطيات الامم المتحدة ومسؤولين رسميين اوكرانيين ومتابعة مراسلي وكالة فرانس برس.
وستنشر منظمة الامن والتعاون في اوروبا نحو الف مراقب على الارض.
وقال نائب رئيس اللجنة الانتخابية اندري ماغيرا ان “الانتخابات ستجري تحت اي ظروف وسنحصل على رئيس شرعي منتخب”.
المصدر: أ ف ب