كانت القضية الفلسطينية على الدوام وفي جميع الظروف من ضمن الأولويات القصوى للإمارات، ورغم الكثير من الأحداث والتطورات وما مر على المنطقة منذ عقود، إلا أن ذلك لم يؤثر مطلقاً على الدعم غير المحدود للشعب الفلسطيني الشقيق، سواء عبر دعم قضيته العادلة والتأكيد أن الحل لا يكون إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أو من حيث تقديم الدعم اللازم وخاصة للخطط الأممية الهادفة لتأمين الاحتياجات التي لا تحتمل التأخير، ومن هنا فإن مواظبة الدولة على دعم “أونروا” وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين، تتواصل وآخرها تقديم منحة بـ50 مليون دولار لدعم المنظمة بهدف تأمين استمرار خدماتها لقرابة 5 ملايين فلسطيني يعيشون في ظروف مأساوية غاية في الصعوبة .
الموقف الإماراتي نابع من التزام تام بدعم كافة القضايا المحقة للأشقاء والمساهمة في التجاوب مع الظروف الإنسانية والمطالب التي تعتبر ضرورية وأساسية لا يمكن الاستغناء عنها، وفي الوضع الفلسطيني فإن ملايين الأشقاء الذين يعانون الكثير من الظروف الصعبة سواء في الداخل الفلسطيني أو في الخارج، إلا أنهم لم يقطعوا الأمل يوماً بقيام وطنهم رغم كل معاناتهم وما مروا به من مآس وظروف صعبة ومجازر ارتكبت بحقهم وجرائم إبادة، واليوم فإن هناك الكثير من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني بدولته ووطنه، وأن تطبيق تلك القرارات يعتبر أساساً لحل الصراع الأطول وإنهاء القضية الأكثر تعقيداً منذ عقود.
موقف الإمارات الثابت والمبدئي يتم تأكيده بشكل دائم، واليوم فإنه يأتي في الوقت الذي تثار فيه الكثير من التكهنات والتحليلات والترقب تجاه القضية الفلسطينية برمتها، لكن الإمارات بينت أنها لا يمكن إلا أن تكون مع أشقائها وتعمل معهم وتدعم قضيتهم، وذلك من خلال الالتزام بدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التامة والقيام بدوره في إنجاز حل سياسي وفق المرجعيات بما فيها قرارات مجلس الأمن والمبادرة العربية، التي تضمن السلام العادل والشامل وإنهاء الصراع ووضع حد لكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء استمرار الاحتلال “الإسرائيلي” لأرضه وقيامه بكل ما يسبب استمرار المآسي والأزمات والنكبات التي يعانيها أصحاب الأرض.
الموقف الداعم لفلسطين هو من أولويات السياسة الإماراتية دائماً، ولم تتوقف عن تقديم كل دعم لجميع الجهود التي تدفع لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال، والوقوف مع كل جهد أممي يهدف إلى إنهاء الصراع الأطول في المنطقة.
المصدر: صحيفة الوطن