حالة استنفار قصوى، خوف وقلق، ورعب ينتشر بسرعة مذهلة تفوق سرعة انتشار فيروس مستجد يجتاح العالم حاليا، وبات شبحا جديدا لصناعة الرعب فيه، إنه فيروس “كورونا المستجد” الذي انضم مؤخرا إلى قائمة أفتك الفيروسات التي أثارت الرعب بين البشر في الأونة الأخيرة، مسجلا رقم ٧ في تلك القائمة التي ضمت من قبل أنفلونزا الطيور، أنفلونزا الخنازير، السارس، زيكا، الإيبولا، وكورونا.
ارتفاع معدل العدوى وإعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وكذلك أعداد من أودى بحياتهم حول العالم، وسرعة انتشاره من الصين لفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفيتنام، دفع السلطات الصحية العالمية إلى إعلان حالة طواريء عالمية، رغم أن تلك المعدلات بقيت ضعيفة بالمقارنة بما يحدث في الصين ، إلا أن عدم إمكانية رصد جميع المصابين أثار الخوف من صعوبة كبح جماح العدوى بين البشر.
ويكمن الخوف والقلق الأكبر الذي تبديه السلطات الصحية العالمية من انتشار الفيروس في دول فقيرة ذات إمكانيات صحية ضعيفة، خاصة مع دخول مخاوف الشعوب مرحلة جديدة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين وانتشر في العديد من مناطق العالم يشكل “حالة طواريء صحية ذات بعد دولي”.
لكنها شددت في نفس الوقت على أن إعلان حالة الطواريء لا يستدعي المبالغة في رد الفعل، مشيرة – في بياناتها – إلى أن ما يزيد على 17370 حالة تم رصدها عالميا كان أغلبها في الصين، حيث بدأ الفيروس في الانتشار في سوق غير مرخص للحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية، لكن ظهرت حوالي 100 حالة في بلدان أخرى.
المخاوف العالمية من فيروس “كورونا المستجد” تنبع من الطبيعة “الخفية” للفيروس؛ أي أن أعراضه قد تظهر بعد أسبوعين من الإصابة، ولذلك قد يطول أمد بقائه، متسببا في إفشال جهود منظمة الصحة العالمية، ومحدثا الإعصار بمنافذ التجارة العالمية لأشهر قادمة، والتفسير العلمي لظهور الفيروس يشير إلى أنه فيروس قديم تم اكتشافه عام 1965، ويمر كل فترة ببعض التحورات الوراثية (الجينية)، مما ينتج عنه ظهور سلالة جديدة، لا توجد ضدها مناعة لدى البشر، مما تجعل الطريق ممهدا لدى الفيروس الجديد لاجتياح العالم، وإصابة كل من يتعرض له.
وحيث أنه سلالة جديدة، فإنه لا يوجد حتى الآن دواء لعلاجه أو لقاح للتحصين ضد الإصابة به، إلا أن جهود التجارب السابقة قد تسهل مهمة إيجاد لقاح ضد الفيروس المستجد، وقد أكد الباحثون المتخصصون في مجال الأوبئة أنه يصعب التنبؤ في الوقت الحالي بالفترة الزمنية اللازمة للتوصل للقاح مضاد للفيروس، وأن الأمر قد يستغرق شهورا وينتهي في غضون هذا العام، أو يمتد لما بعده، وقد بدأ العلماء في المعامل العالمية في الصين وأستراليا وألمانيا من إعادة تخليق فيروس كورونا الجديد معمليا، مما يفتح باب الأمل في أنه يمكن استخدامه لتطوير اختبار تشخيص مبكر للمرض قبل تطوره.
وعلى المستوى الدولي، أعلنت معظم الدول حالة الاستنفار في مطاراتها وفرضت إجراءات فحص طبي للمسافرين، خاصة القادمين إليها من مدينة ووهان الصينية، واتخذت العديد من الإجراءات الوقائية لمنع دخول الفيروس إليها.. فضلا عن الإسراع في سحب رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية وأسرهم من المدن الصينية.
وعلى المستوى الاقتصادي، يتفق المراقبون على أن انتشار “فيروس كورونا جديد” كان له العديد من الأضرار الاقتصادية سواء على مستوى الصين أو الدول الأخرى، حيث أكدت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أن الاقتصاد العالمي أصبح مهددا بخسارة أكثر من 160 مليار دولار، نتيجة تفشي وباء “كورونا الجديد داخل الصين وخارجها.
وكما أصاب فيروس كورونا المستجد البشر أصاب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثارت أخبار انتشاره في الصين وبعض دول العالم وتحذير العلماء من صعوبة احتواء الفيروس “القاتل”، اهتماما واسعا من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فتباروا في نشر الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تكفل الحماية من الإصابة بالمرض، ولم تسلم تلك المواقع من فكاهات المصريين وقفشاتهم الضاحكة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)