سلطت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية الضوء على الجهود المضنية التي يبذلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تطوير جيش بلاده ، والذي يعتقد أن روسيا كقوة عالمية يجب أن تكون قادرة على استعراض قواها العسكرية.
وذكرت – في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني – أن عملية نشر بوتين مؤخراً 40 ألفًا من قواته المجهزة جيداً على الحدود مع أوكرانيا في خطوه هي الثالثة من نوعها ، تشير إلى أنه لا نية للانسحاب الفوري من هناك.
وأضافت أن مسألة تطوير الجيش لدى بوتين هي من المسلمات ، إذ يرى أن عملية تحديث القوات المسلحة والتي بدأها منذ 7 سنوات هي أمر بالغ الحيوية بالنسبة لبلاده ، بدلاً من الأسلوب التقليدي للاتحاد السوفييتي في التعبئة العامة ، الذي كان يعتمد كلياً على كثرة عدد المجندين البائسين والمعدات البالية.
ونوهت “الإيكونوميست” عن اعتقاد البعض أن الحافز الحقيقي لتطوير الجيش الروسي كان هو التجهيز لحرب جورجيا عام 2008 ، وهي الحملة الوجيزة التي رسخت لدى بوتين الاعتقاد بأن روسيا يمكنها استخدام القوة دون المخاطرة بمواجهة رد عسكري من الغرب ، ولكن هذه الحملة أيضاً ، حسب رؤية البعض ، شهدت أداء ضعيفاً بدا واضحاً في صعوبة إنجاز المهام هناك ضد قوة صغيرة مثل جورجيا.
وأشارت المجلة إلى تحسن الظروف والأوضاع المالية لأفراد الجيش الروسي بشكل أسهم في جعله أكثر احترافاً ، راصدة تغيير القيادات القديمة والمناطق العسكرية والكتائب والأقسام بأخرى أصغر حجماً وأنشط قتالياً وأيسر حركة.
ورأت أن الاصلاح الأكبر الذي شهدته القوات المسلحة الروسية تمثل في برنامج تحديث الأسلحة والذي تم إطلاقه في 2010 بتكلفة 720 مليار دولار ، وهو الذي يستهدف رفع نسبة تحديث الأسلحة من 10% لحوالي 70% بحلول عام 2020.
ولفتت المجلة البريطانية إلى إلغاء بوتين عمليات شراء سلاح أجنبي انطلاقاً من اعتقاده أن الصناعة القومية هي وسيلة للنهوض بقطاع تصنيع التكنولوجيا العالية في روسيا على نحو كفيل بإعادتها إلى سابق عهدها كقوة كبرى.
وتساءلت “الإيكونوميست” في ختام تقريرها عن إمكانية زياة حصة القوات المسلحة الروسية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد التي تعاني ضعف الاقتصاد وانخفاض أسعار الطاقة.
ورجحت المجلة أنه طالما كان بوتين في الحكم ، فستبقى ميزانية الدفاع على رأس أولوياته بحجة أنها طلب الروسيين العاديين.
المصدر: وكالات