عكس حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على حضور احتفال الشرطة بعيدها والكلمة المعبرة التى القاها فى هذه المناسبة تقدير وإعزاز الدولة قيادة وشعبا بالمؤسسة الشرطية ورجالها ، فأفرادها هم أبناء أوفياء لشعب مصر الأبى ، أبناء يخرجون من جنبات الأسر المصرية حاملين داخلهم قيمها ومبادئها ، حافظين عهد حماية هذا الشعب من كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة ، يتصدون للإرهاب وعناصره الآثمة ، وذلك جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة ، فيسقط منهم الشهداء والمصابون ، ولايزيدهم ذلك إلا إصرارا على صون الوطن وحماية المواطنين.
قبل 68 عاما لم يكن يوم 25 يناير يوما عاديا فى تاريخ صمود الشعب المصرى ، حيث سطر التاريخ ملحمة الصمود فى معركة الإسماعيلية التى شهدتها هذه المدينة فى عام 1952 وكتبت التاريخ فيها بحروف من نور أسماء وبطولات كل لم ساهم فى حماية الوطن والدفاع عن مقدرات الشعب.
مشوار بطولى للشرطة المصرية استمر من هذه المناسبة وحتى يومنا هذا ، وعلى مداه بتوجيه سجلت الأجهزة الشرطية أروع ملحمة بطولة وفداء ووفاء ووطنية لمصر ، لم يرهب رجالها الخوف من عدو أو غادر أوخارج عن القانون ، ولم تر أعينهم سوى مصلحة الوطن وأمنه وإستقراره ، مشوار رسم فيه رجال الشرطة البواسل لوحة مدادها دمائهم الذكية للحفاظ على وطنهم وأمنه ، سقط الشهيد وأصيب الجريح ومرت الأيام ، وبقى فى الذاكرة ملحمة الكفاح الوطنى ضد الأحتلال البريطانى وضد الإرهاب الأسود ، إلى جانب إنحياز تحالف الشرطة والجيش لحماية الشعب واحترام خياره.
لقد قدم أبطال الشرطة أرواحهم فداء للوطن وحماية ترابه المقدس ضد المحتل البريطانى ، فكان يوم 25 يناير يوما إستثنائيا ، فقد كان مقدرا له أن يخلد فى تاريخ مصر ، وأن يتحول إلى عيد للشرطة الذى يحتفل به كل عام، كما أصبح عيدا قوميا لمحافظة الإسماعيلية ، ليخلده التاريخ المصرى وليظل رمزا لبطولة وفداء رجال الشرطة الذين رفضوا تسليم أسلحتهم لقوة تفوقهم عددا وعتادا ، فلم يحنوا رؤوسهم وظلوا يقاومون العدو ببسالة وتضحية حتى آخر طلقة من بنادقهم ، وسقط منهم المئات بين شهداء ومصابين محافظين على شرف الوطن وكرامته.
عبر تاريخ مصر لعبت الشرطة دورا كبيرا فى حماية الجبهة الداخلية والحفاظ على الشرعية الدستورية ، والتصدى لما يهدد البلاد داخليا من منطلق وطنى لحماية الشعب وتراب الوطن ومقدراته والمحافظة على ممتلكات وأرواح أبنائه ، إستتباب الأمن الذى يتحمل مسئوليته جهاز الشرطة لتحقيق الاستقرار ودفع البلاد نحو التنمية ، كان رسالته عبر التاريخ تحت مظلة من الضبط والربط أسسا لإنشاء جهاز أمن قوى فى مصر.
و إلى اليوم بقى رجال الشرطة أوفياء للعهد والقسم ، عيون ساهرة لاتنام لتوفير سياج الأمن والأمان لبلدهم ، لقد بذلت قوات الشرطة جهودا هائلة لإجتثاث جذور الإرهاب واستطاعت مهاجمة بؤره لاحباط أى محاولة لتعكير صفو السلم والأمن ومواجهة العناصر الإرهابية والإجرامية ، افتدوا الوطن بأرواحهم وهم يطاردون المفسدون فى الأرض الذين يستبيحون سفك الدماء ، ولن تنسى مصر ولن ينسى التاريخ البطولات وتضحية الشهداء فى سبيل رفعه وطنهم ، الذين اقسموا أن يقدموا أرواحهم الذكية فداء للوطن وترابه المقدس فكانوا عند القسم أوفياء.
و يحق للمصريين أن يتباهوا ويفخروا بإرثهم البطولى والفدائى العميق وبإجدادهم وشهدائهم ، فوقوف الشرطة بجانب الجيش للمطالبة بحقوق الشعب ليس جديدا على المصريين ، والإنجازات التى حققها رجالهما معا جاءت وفق رؤية وإصرار وعمل وجهد وتضحيات وبطولات كبيرة قدمها رجال الشرطة والقوات المسلحة فى مواجهة التنظيمات الإرهابية ، والعناصر الإجرامية، و المجرمين والفاسدين ، وتجار المخدرات ، حموا الآداب العامة ، للحفاظ على للوطن ومقدراته.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)