رأت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية أن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أدوغان عزم تركيا على بدء التنقيب عن النفط في المياه الصومالية بدعوة من مقديشو، يشكل علامة جديدة على مساعي أنقرة للتأثير خارج حدودها بعد تدخلها الفاضح في ليبيا.
وزادت تركيا من دعمها لحكومة الوفاق الليبية في الأشهر الأخيرة، فأرسلت الطائرات المسلحة بلا طيار والمستشارين العسكريين والمتمردين السوريين المتحالفين معها إلى طرابلس. كما وقعت مذكرة بحرية مع حكومة الوفاق الوطني تحدد قطاعاً غنيًا بالغاز في شرق البحر المتوسط كإقليم تركي ذي سيادة، مما أثار استياء دول أخرى في المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي تحدث عن طلب من الحكومة الصومالية للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية الصومالية دون ذكر أي تفاصيل إضافية.
ونقلت قناة “أن تي في”، وهي محطة تلفزيونية تركية، عن أردوغان إن هناك “عرضاً من الصومال…إنهم يقولون، هناك نفط في البحار. أنت تنفذ هذه العمليات مع ليبيا ويمكنك القيام بها هنا أيضاً”، مضيفاً: “هذا مهم للغاية بالنسبة لنا. لذلك ستكون هناك خطوات سنتخذها في عملياتنا هناك”.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه في ظل حكم أردوغان، ازداد نفوذ تركيا الخارجي إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ أيام الامبراطورية العثمانية، علماً أن مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك جعل أحد مبادئه التأسيسية تجنب التدخل الأجنبي ما لم تتعرض تركيا للتهديد. وبقيت البلاد محايدة إلى حد كبير في الحرب العالمية الثانية.
وكعضو في حلف شمال الأطلسي، أرسلت تركيا قوات إلى النزاعات الخارجية وقاتلت إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب الكورية. وكانت المرة الوحيدة التي أرسلت فيها قواتها أحادياً للقتال على أرض أجنبية خلال غزو شمال قبرص عام 1974.
ومع ذلك، حول أردوغان نظره إلى الخارج منذ انطلاق ما يسمى الربيع العربي، أولاً من خلال دعم الأحزاب المرتبطة بجماعة الإخوان الإرهابية التي استولت على السلطة في مصر وتونس، ثم بدعم فصائل المعارضة المسلحة والسياسية في سوريا. منذ عام 2016، أرسل الجيش التركي إلى شمال سوريا ثلاث مرات، مما زاد قلق الحلفاء الغربيين. وقال هذا الشهر إنه سينشر القوات التركية في ليبيا.
وقالت الصحيفة إن نفوذ تركيا في الصومال يتزايد منذ عام 2011، عندما أرسلت شحنات كبيرة من المساعدات خلال مجاعة. وفي نفس العام، زار أردوغان مقديشو ليصير أول زعيم غير أفريقي يقوم بذلك منذ 20 عامًا.
ومنذ ذلك الحين استثمرت تركيا حوالي 100 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية وعززت العلاقات التجارية الثنائية إلى 206 مليون دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي. وتشغل شركات تركية مطار مقديشو وميناءها الذي تديره مجموعة البيرق مالكة صحيفة “يني شفق” المؤيدة لأردوغان.
وافتتح معسكر تركسوم، أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج عام 2017 وهو يغطي مساحة 400 هكتار. ويمكن للعسكريين الأتراك الـ 200 المتمركزين هناك تدريب 1500 جندي صومالي في وقت واحد. وأقامت تركيا أيضاً روابط مع السياسيين داخل الحكومة الصومالية وهي تمول عدداً من المواقع الإخبارية المحلية. وافتتح أكبر مجمع للسفارات التابع لتركيا في مقديشو عام 2016.
وعام 2018، وقعت تركيا عقد إيجار مدته 99 عاماً في سواكين، وهي جزيرة في البحر الأحمر تعتبر جزءاً من السودان وكانت في السابق ميناءً عثمانياً. وتقول أنقرة إنها تخطط لإعادة تطويره كمنتجع سياحي.
والشهر الماضي، كان مهندسون أتراك بين الذين أصيبوا في انفجار عند نقطة تفتيش في مقديشو أسفر عن مقتل 90 شخصاً على الأقل. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أسفر انفجار سيارة مفخخة عن إصابة 15 شخصاً بينهم مقاولون أتراك، في أفغوي في هجوم شنه متمردون صوماليون.
المصدر: وكالات