قبل 49 عاما، وفى مثل هذا اليوم، افتتح الراحلان الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السوفيتى نكيتا خرشوف مشروع السد العالى فى أسوان، أضخم المشروعات التنموية التى نفذها ناصر لتوليد الكهرباء وحماية مصر من فيضان النيل، واليوم يحق لأحفاد ناصر أن يفخروا بأنهم على طريق تحويل مصر لمركز إقليمى للكهرباء، بفضل تنفيذ استراتيجية 2030 لإنتاج الطاقة، التى يتم تنفيذها بدعم ومتابعة من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
لقد قطعت مصر شوطا طويلا على مدى 4 سنوات فى تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى لإنتاج الطاقة الكهربائية واستخراج الغاز، فيما تسعى لتنفيذ مشروع الربط الكهربى مع أوروبا وأفريقيا، وذلك فى إطار خريطة مستقبلية لتصدير الطاقة النظيفة، حيث استطاعت مصر خلال السنوات الأخيرة تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى، بما مكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتى وفائض للتصدير من الطاقة الكهربائية .
ويعد مشروع الربط الإقليمى للكهرباء بمثابة المشروع الإستراتيجى الذى يجعل مصر مركزا رئيسيا لتبادل وتصدير الطاقة الكهربائية مع كل من الدول العربية والأفريقية إلى جانب تصدير الطاقة النظيفة لأوروبا عبر قبرص واليونان، ويقوم المشروع على 3 محاور، هى الربط الكهربى بين شمال وجنوب المتوسط، الربط الكهربائى مع دول الخليج، وتصدير وتبادل الطاقة مع قارة أفريقيا .
وتسعى مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز في البحر المتوسط، من خلال الاستفادة بمحطات الإسالة التي تمتلكها، والتي يمكن من خلالها استيراد الغاز المكتشف في دول شرق المتوسط، من أجل تسييله وإعادة تصديره، خاصة لأوروبا، بما يؤكد على أهمية الدور المصري في مستقبل غاز منطقة شرق المتوسط بموقعها الاستراتيجي والبنية التحتية القوية المتاحة والاكتشافات الغازية الكبرى التي حققتها وأنها تعد أفضل خيار استراتيجي واقتصادي وفني لاستغلال غازات شرق المتوسط .
وتتبنى مصر سياسة ذات هدفين، الأول تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإمدادات المحلية، والثاني التصدير من المنشآت وشبكات الأنابيب المتوفرة باستيراد الغاز من الدول المجاورة، والاكتفاء الغازي المصري، ومع الاكتشافات الواسعة للغاز الطبيعى فى منطقة شرق المتوسط، توسعت مصر فى إنشاء محطات الكهرباء التى تعتمد على توليد الطاقة من الغاز .
توليد الكهرباء من الموارد المائية، له باع فى تحويل مصر مستقبلا لمركز إقليمى للطاقة، ويعد مشروع قناطر أسيوط الجديدة التى افتتحها الرئيس السيسى قبل عام، أحدث مشروعات الطاقة المنتجة من الموارد المائية التى تم الانتهاء منها، والتى ستضيف 32 ميجاوات لشبكة الكهرباء .
وبجانب إنتاج الطاقة من المصادر المائية، يأتى مشروع محطة جبل الزيت، التى يتم تصنيفها كأكبر محطة لإنتاج الكهرباء من الرياح فى العالم، إلى جانب سعى مصر لزيادة إنتاج الطاقة الكهربية من المصادر المتجددة، ومن بينها الطاقة الشمسية التى تتميز بها مصر على مدار العام، وفى هذا الصدد انتهت مصر من تنفيذ أعمال البنية التحتية لثلاث محطات جديدة بمساحة 400 فدان، وتخطط لإنشاء محطتى توليد الكهرباء باستخدام الخلايا الشمسية بقدرة 100 ميجاوات بمنطقة الزعفرانة وكوم أمبو .
المصدر : أ ش أ