قالت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس إن مسار تشكيل الحكومة الجديدة سيخضع لمحاولة تعديل جذرية، من حكومة اختصاصيين وخبراء (تكنوقراط) بالكامل، إلى حكومة مختلطة تضم اختصاصيين وسياسيين (تكنو-سياسية) أو حتى حكومة سياسية خالصة، وذلك لمجاراة المرحلة المتوترة إقليميا.
ورجحت صحف (النهار، والجمهورية، ونداء الوطن، والأخبار، واللواء، والشرق) حدوث تبدل في المعايير الأساسية للتأليف الحكومي، بعدما طغى العامل الإقليمي بالكامل على الوضع الداخلي اللبناني، الأمر يزداد معه التعقيد في عملية تشكيل الحكومة المقبلة برئاسة رئيس الوزراء المكلف الدكتور حسان دياب.
وأشارت الصحف إلى أن الانطباع السائد حاليا هو (لا حكومة في القريب العاجل)، ربطا بالتطورات التي وضعت منطقة الشرق الأوسط كلها ومعها لبنان في حلبة الاضطرابات، حيث أصبحت ولادة الحكومة تخضع لحسابات متقلبة داخليا وإقليميا، على الرغم من أن لبنان يعيش تحت أسوأ ظروف اقتصادية ومالية واجتماعية، وأن تفاقمها بصورة متسارعة تشكل خطرا كبيرا أصبح يعرض البلاد للانهيار.
وذكرت الصحف أن هناك اتجاها قويا لإعادة طرح تشكيل حكومة “وفاق وطني” أو على الأقل حكومة سياسية مطعمة بالتكنوقراط، وتوسيع الحكومة المقبلة بحيث تضم 24 وزيرا بدلا من الصيغة المصغرة المقترحة من قبل رئيس الوزراء المكلف التي تضم 18 وزيرا فقط.
وقالت الصحف إن رئيس الجمهورية ميشال عون أصبح يميل إلى تشكيل حكومة تكنو-سياسية، بعدما كان قد وافق في السابق على تشكيل حكومة تكنوقراط، وأن هناك توافقا بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن المرحلة أصبحت تتطلب حكومة مختلطة من التكنوقراط والسياسيين معا، مؤكدة في نفس الوقت أن لا اتفاق نهائيا حتى الآن على شكل الحكومة المنتظرة.
وأضافت الصحف أن الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) أصبح يحاذر الخوض في “مغامرة تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة حسان دياب” خشية أن تنفجر الحكومة بين يدي قوى الثامن من آذار السياسية التي يتزعمها حزب الله والتي كلفت “دياب” ترؤس وتشكيل الحكومة، وتتحمل تاليا تداعيات الانفجار بمختلف شظاياه الشعبية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية.
المصدر : أ ش أ