قالت صحيفة “اليوم” افتتاحيتها التي نشرت اليوم الثلاثاء بعنوان ( الإرهاب التركي وانتهاك القرارات الأممية ) إن الإرهاب التركي المتمثل في التدخل السافر في الشأن الليبي هو امتداد لإرهاب مماثل على الأراضي الـسورية، فإصرار الرئيس التركي على نقل تدخله إلى الأراضي الليبية يؤكد من جديد ضلوعه في إطالة أمد الصراع في المنطقة، فبعد تورطه في الأزمة السورية نقل إرهابه إلى ليبيا في محاولة لنشر هذا الإرهاب المتنقل لتعميق الأزمة الليبية وإطالة العنف في هذا البلد، ويعتمد الرئيس التركي في نشره للإرهاب على مرتزقة ليبيين وزجهم في معمعة الحروب السورية، واعتماده في الوقت ذاته على مرتزقة سوريين للزج بهم في القتال الدائر في ليبيا.
وأضافت أن “يشكل هذا الاعتماد في جوهره خطوة لوضع العالم بأسره أمام رحلات الإرهاب من مكان إلى مكان دون النظر لما تخلفه هذه الخطوة الـسافرة من نقض لـسائر الـقرارات الأممية الداعية إلى نزع فتائل الصراع الدائر في ليبيا ليحافظ هذا البلد على استقلاله وسيادته وأمنه واستقراره، وتلك الخطوة لا تمثل إلا ممارسة للصوصية وسرقة النفط الليبي وفرض واقع مرفوض من أبناء ليبيا الشاجبين لهذا التدخل التركي السافر في شؤون بلدهم”.
وتابعت أن “التدخل التركي في ليبيا يمثل أحد أطماع الرئيس التركي في خيرات المنطقة، وقد عرف بابتزازه للدول الأوروبية والعالم من خلال اقتناصه لتدفق اللاجئين إلى الأراضي التركية من جانب، وإلـى ممارسته أسلوبا يتناقض مع حقوق الإنسان يتجنيده الـلاجئين الـسوريين لـزجهم في المعارك الليبية رغم أن هـذه الممارسة في حد ذاتها مرتبطة بوعود تتمحور في منحهم الجنسية التركية إن عادوا من ساحات المعارك الليبية وهم على قيد الحياة، كما أن هـذا التجنيد يمثل اختراقا للاتفاقية الدولية المناهضة لتجنيد المرتزقة وزجهم إلى ساحات المعارك”.
وأشارت الصحيفة إلى إدانة المملكة بشدة التصعيد العسكري الـتركي في ليبيا على اعتبار أنه يمثل انتهاكا صارخا لمواثيق وأعراف وقرارات الأمم المتحدة، وموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا يعتبر تقويضا واضحا لسائر الجهود المبذولة لإحلال الأمن في ليبيا وإخراج هذا البلد من أزمته الراهنة الخانقة، كما أن تلك الموافقة تتعارض تمام التعارض مع الإرادة العربية الجماعية التي تمخضت عن قرار الجامعة العربية بتاريخ الواحد والثلاثين من ديسمبر 2019 برفض التدخل التركي السافر في الشؤون الليبية الداخلية.
المصدر: وكالات