ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لها بشأن إجراءات مساءلة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لعزله إلى أن اللجنة القضائية أقرت بمجلس النواب الأمريكي تهمتين ضد ترامب، هما سوء استغلال السلطة وإعاقة عمل البرلمان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يصوت مجلس النواب في خلال أيام على إقرار التهمتين مشيرة إلى أن ما قام به الديمقراطيون بأنه مقامرة.
وأوضحت الصحيفة أن إقرار المجلس التهمتين يحتاج موافقة ثلثي الأعضاء ويتمتع الديمقراطيون بأغلبية 233 مقابل 197 للجمهوريين.
وأوردت الصحيفة استبعاد زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونل، لإمكانية إدانة ترامب، حيث أن ذلك سيتطلب تصويت 20 مشرعا من الحزب الجمهوري ضد الرئيس للوصول إلى حد الثلثين، لافتة إلى أن الديمقراطيين يخشون من أن عددا من مشرعيهم قد يشقوا وحدة الصف في التصويت، وذلك خوفا من خسارة مقاعدهم في الانتخابات المقبلة.
وشددت الصحيفة على أن “الرأي العام تحرك في اتجاه دعم الرئيس، حيث أظهر استطلاع للرأي في الأسبوع المنصرم أن 51 في المئة يعارضون عزل ترامب، ارتفاعا من 48 في المئة في نهاية تشرين الثاني وهذه هي المرة الأولى التي تعارض فيها أغلبية الناخبين عزل ترامب منذ بداية الإجراءات في أيلول”.
قالت صحيفة الخليج الاماراتية إن بوريس جونسون زعيم حزب المحافظين نجح في إعادة رسم خريطة السياسة البريطانية؛ من خلال الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات التشريعية التي جرت، يوم أمس الأول، على حزب العمال البريطاني بزعامة جيرمي كوربين، الذي أصيب بأسوأ هزيمة منذ ثلاثينات القرن الماضي.
هذا الفوز للمحافظين تصدر عناوين الصحف البريطانية، التي عكست توجهات الرأي العام تجاه النتائج، فقد وصفت صحيفة «الدايلي ميل» الأمر بـ«المفرح»، في حين وصفته صحيفة «ديلي ميرور» بـ«الكابوس الذي يسبق «الكريسماس»؛ ذلك أنه بات بمقدور جونسون تشكيل حكومة أكثرية من دون اللجوء إلى حكومة ائتلافية مع أحزاب أخرى، بعد أن تمكن من الفوز بـ364 مقعداً تكفي للحصول على ثقة مجلس العموم (650 مقعداً).
جونسون وصف بريطانيا بعد ظهور النتائج بأنها «أعظم ديمقراطية في العالم»، في حين قال كوربين: «إنها ليلة مخيبة للآمال للغاية بالنسبة للحزب؛ لكنني أريد أن أقول إننا قدمنا برنامجاً انتخابياً مملوءاً بالأمل».
لكن لا شك أن نتائج الانتخابات تعطي جونسون دفعاً قوياً للمضي قدماً في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد خلال الشهر المقبل، باعتبار أن نتائج الانتخابات هي بشكل من الأشكال تفويض قوي له بالخروج، باعتبار أن «البريكست» خلقت حالة من الاستقطاب الداخلي خلال الحملة الانتخابية تجاوزت النقاش السياسي العادي.
من جهة أخرى، فإن هذه النتائج وضعت كوربين في موقف لا يحسد عليه كزعيم لحزب العمال؛ إذ بات من المؤكد أنه غير قادر على البقاء في منصبه، وإن كانت استقالته غير مرجحة خلال الأيام القلية المقبلة؛ لكنه سوف يستقيل حتماً بعد أن يأخذ فترة؛ للتفكير ومناقشة الخطوات القادمة، حسب قوله.
لكن، ما أسباب هزيمة كوربين بهذا الشكل؟ يقول عضو حزب العمال وعمدة لندن السابق كين ليفنغستون: «إن كوربين دفع ثمن العديد من برامج حملته، بما في ذلك عدم اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد معاداة السامية». وكان ليفنغستون استقال من حزب العمل عام 2018 بعد تعليق عضويته في عام 2016؛ بسبب مزاعم حول معاداته للسامية؛ جرّاء مواقفه المناهضة لـ«إسرائيل» ، كما هي حال كوربين. وقال ليفنغستون: «كان على كوربين أن يتعامل مع هذه القضية في وقت مبكر»، خصوصاً أن القوى اليهودية والصهيونية النافذة في بريطانيا شنت حملة تشويه عنيفة خلال الأشهر القليلة الماضية ضد كوربين، متهمة إياه بمعاداة السامية، كما كان واضحاً حالة القلق «الإسرائيلية» من فوز حزب العمال بزعامة كوربين، واحتمال اعترافه بالدولة الفلسطينية في حالة فوزه. وهو ما أظهرته نتائج تصويت اليهود في الانتخابات لمصلحة حزب المحافظين.
فاز جونسون، وانتصر خياره بالخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق مع بروكسل، مع خيارات كثيرة للمناورة.