قال الصحفي التركي المعارض” روسن كاكير “: لقد بدأت الحرب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبين منافسيه ومعارضيه الذين يسعون لتشكيل وتأسيس أحزاب سياسية تعارض الحزب الذي كان الأكثر شعبية في تركيا “حزب العدالة والتنمية”، وفقا لما نقلته صحيفة “اراب ويكلي” البريطانية.
تابعت الصحيفة البريطانية، لقد أدى الانكماش الاقتصادي التركي بسبب سياسات اردوغان السياسية الخارجية والداخلية أيضا، إلى ارتفاع معدلات البطالة وإضعاف الليرة التركية، فضلا عن اتهامات عديدة تطارد أردوغان، من بينها اتهامات بالفساد والاستبداد، مما أدى إلى تآكل شعبية حزب العدالة والتنمية ووحدته، مما أدى إلى ضعف التصويت لحزبه في الانتخابات، وبالتالي لم يعد حزبه يحكم بأغلبية في البرلمان.
وأردفت الصحيفة، أن كلا منافسيه الأبرز على الساحة السياسية، وهم علي باباجان وأحمد داوود أوغلو، قررا إنشاء أحزاب سياسية منافسة للعدالة والتنمية، فقد قال أحمد داود أوغلو، 60 عامًا، وزير خارجية تركي سابق ورئيس وزراء، إنه سينشئ حزبا على أساس ديني ولكن محافظ وليس متطرف،
فيما ذكر علي باباجان، 52 عامًا، الذي شغل منصب وزير الاقتصاد ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء قبل مغادرته الحكومة في عام 2015، أنه عازم على تأسيس حزب سياسي أكثر ليبرالية.
فيما تنوعت استطلاعات الرأي بشكل كبير حول مدى قوة الأحزاب الجديدة، حيث تتراوح التقديرات بين جاذبيتها بنسبة تتراوح بين 2 و10 في المائة لكل منهما، ومع ذلك، حتى إذا بقيت التشكيلات الجديدة أقل فإن حزب العدالة والتنمية قد تصدع بالفعل، فيما تقول تقارير إعلامية، إن العديد من أعضاء حزب العدالة والتنمية يستعدون لمغادرة الحزب، للوقوف جنبًا إلى جنب مع داود أوغلو أو باباجان.
تابعت الصحيفة، أن مثل هذا التطور قد يجعل من الصعب على أردوغان وحزب العدالة والتنمية تنفيذ جدول أعمالهما، وهم يشغلون 339 مقعدًا في البرلمان بسبب شريك أردوغان اليميني، حزب الحركة القومية “MHP”، ومع ذلك، إذا انضم أكثر من 50 من نواب حزب العدالة والتنمية إلى أحد الأحزاب الجديدة فإن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يفقدان أغلبيتهم.
قال كاكير، على قناة ميديسكوب التليفزيونية على الإنترنت، إن أردوغان سعى لفترة طويلة إلى التقليل من أهمية تصرفات داود أوغلو وباباجان، بعد أن غادر كلا السياسيين حزب العدالة والتنمية هذا العام، لكن أردوغان يدرك الآن أنه لا يستطيع منع إنشاء أحزاب جديدة.
في خطاب ألقاه يوم 8 ديسمبر، هاجم أردوغان كلا من داود أوغلو وباباجان، متهما إياهما بالاحتيال على بنك خلق الحكومي التركي، ورد داود أوغلو بالدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل في الثروات الخاصة لجميع الرؤساء الحاليين والسابقين ورؤساء الوزراء فضلا عن أفراد عائلاتهم المقربين.
وأضافت الصحيفة البريطانية: “لقد أصبح الفساد والمحسوبية سمتين رئيسيتين في تركيا، حيث فشل الاقتصاد في توفير فرص عمل كافية، وارتفع معدل البطالة، كما فقد حزب العدالة والتنمية السلطة في المدن الكبرى أسطنبول وأنقرة في الانتخابات البلدية هذا العام”.
كما كشف السياسيون المعارضون الذين سيطروا على قاعات المدينة على ما يسمونه بحالات فساد كبيرة من عهد حزب العدالة والتنمية، ومن الأمثلة على ذلك العقود العمل والتملك العامة التي زُعم أنها مُنحت لأتباع حزب العدالة والتنمية، في أسطنبول، فقد قال عمدة أسطنبول الجديد “اكرم امام اوغلو” إن هناك المئات السيارات التي قال إن إدارة المدينة السابقة، قد استأجرتها وسلمتها إلى أنصار حزب العدالة والتنمية للاستخدام الخاص.
مع الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في عام 2023، سيكون لدى داوود أوغلو وباباكان ما يكفي من الوقت لبناء مؤسساتهم في جميع أنحاء البلاد، وقال الصحفي التركي” يلديراي اوجور” في صحيفة كارار المقربة من داوود أوغلو، إنه يشك في أن يختار أردوغان إجراء انتخابات مبكرة لجعل من الصعب على منافسيه حشد قواتهم ضده.
وقال إن أرقام استطلاعات الرأي لحزب العدالة والتنمية: “لم تصل إلى مستوى مرضٍ بالنسبة للحكومة في أعقاب الخسائر في الانتخابات البلدية”، ومن غير المرجح أن يخاطر أردوغان بإجراء انتخابات في هذا الجو.
وكان باباجان قد قال لقناة خبر ترك التركية في نوفمبر، في أول مقابلة مباشرة له منذ استقالته من حزب العدالة والتنمية: “لقد رأينا أن تركيا دخلت نفقًا مظلمًا، حيث تتفاقم مشكلاتها في كل قضية يومًا بعد يوم، متهما أردوغان بالابتعاد عن الرؤية السياسية للديمقراطية والشفافية التي وضعها الحزب”، وقال إن غياب الديمقراطية في ظل “حكم الرجل الواحد” أضر بالبلاد.
المصدر/ اراب ويكلي