قالت صحيفة الخليج الاماراتية إن معركة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الديمقراطيين والجمهوريين دخلت مرحلة حاسمة، يبدو أنها ستتواصل إلى نهايتها؛ بعد أن أطلقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إجراءات العزل، بمطالبتها رئيس اللجنة القضائية في المجلس بالمضي قدماً في صياغة لوائح الاتهام؛ بهدف عزل الرئيس؛ لأنه «أساء استخدام السلطة، وقوّض الأمن القومي، وعرّض للخطر علاقاتنا، ولم يترك لنا الرئيس خياراً سوى التحرك»؛ وذلك بعد يوم من عقد اللجنة القضائية جلسة قال فيها خبراء قانون دستوري، استدعاهم نواب ديمقراطيون، إن «ترامب شارك في أفعال تشكل جرائم تستدعي المساءلة بموجب الدستور»، فيما قال خبير استدعاه الجمهوريون، إن تحقيق المساءلة «أجري على عجل وحافل بالأخطاء».
وأشارت الصحيفة إلى أن معركة العزل بدأت فعلاً؛ لكن ترامب يبدو أنه واثق من الانتصار في المعركة، وقد بات على استعداد لخوضها بعد أن كان في السابق متردداً، أو يسخر من إجراءات عزله، فقد أعلن البيت الأبيض على لسان ستيفاني غريشام، المتحدثة باسم ترامب «يجب أن يخجل الديمقراطيون من أنفسهم»، وأضافت: «عندما يطلق مجلس النواب إجراءات العزل، فإن ترامب يتطلع إلى محاكمة عادلة في مجلس الشيوخ»، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وهذا على ما يبدو ما يدفع ترامب إلى الاطمئنان بأن إجراءات عزله سوف تسقط في مجلس الشيوخ المكلف بإجراء التحقيق، والذي يصدر عنه قرار العزل؛ حيث أكد أنه «سينتصر»، وكتب على «تويتر»، «من الجيد أن الجمهوريين موحدون الآن أكثر من أي وقت مضى..وسننتصر». كما حث الديمقراطيين على التحرك سريعاً لو كانوا يعتزمون مساءلته «حتى يكون لدينا محاكمة عادلة في مجلس الشيوخ، وليتسنى لبلدنا العمل».
وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قد وضعت تقريراً من 300 صفحة، أكد أن ترامب «أضر بالأمن القومي، وقام بترهيب شهود فعليين ومستقلين، وعرقل التحقيق، ورفض تقديم وثائق وشهادة كبار مستشاريه، واستخدم سلطات مكتبه لطلب التدخل الخارجي لمصلحته في انتخابات الرئاسة عام 2020»؛ وذلك على خلفية اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالبه فيه بإجراء تحقيق في أنشطة نجل جو بايدن، منافسه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يمكن القول: إن المعركة بين ترامب والديمقراطيين بدأت فعلاً؛ وهي معركة كسر عظم
لا بد أن ينجلي غبارها عن انتصار طرف وخسارة طرف آخر.
وبحسب الصحيفة فان لدى الديمقراطيين أوراق قوة في مجلس النواب الذي يسيطرون عليه، وبمقدورهم المضي في إجراءات العزل؛ لكن العقدة سوف تكون في مجلس الشيوخ الذي سيتولى التحقيق؛ حيث الأكثرية الجمهورية هي التي تقرر، ويبدو الأمل ضعيفاً حتى الآن في أن يتمكن الديمقراطيون من استمالة ما يكفي من نواب جمهوريين إلى جانبهم؛ للوصول بالعزل إلى نهايته. –