على أمل طى صفحة العنف ضد المرأة ، والغوص فى عمق الأزمة ، حددت الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة ، ليكون مناسبة للتركيز على هذه القضية حتى يوم 10 ديسمبر ، الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان ، حيث تعتبر الأمم المتحدة ، أن العنف الذي يمارس ضد المرأة بأشكال مختلفة ما هو إلا اختراق واضح لحقوق الإنسان.
حملة الـ 16 يوما من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة التى أطلقتها منظمة الأمم المتحدة ، تهدف إلى رفع الوعي وخلق رأي عام مساند في كل مكان لإحداث التغيير ومناهضة كافة أشكال العنف الموجهة ضد المرأة والفتاة وتسليط الضوء على هذه المشكلة ودعوة المجتمع المحلي والدولي للسعى نحو إيجاد حلول جذريه لها.
ومن خلال حملات تنطلق اعتبارا من اليوم ، و تستمر على مدى 16 يوما ، يتم وضع موضوع العنف ضد المرأة في مرمى الحدث محليا وإقليميا ودوليا والمنظمات الدولية ، عبر تنظيم فعاليات للتعريف بهذه المشكلة ، يشارك فيها الأجهزة المعنية والمنظمات غير الحكومية ، وإقامة الأنشطة التى تتناول القضية من كافة جوانبها بهدف مناهضة العنف ضد المرأة حول العام ، مما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضد النساء والفتيات ، وصولا إلى مستقبل أكثر إشراقا وعالم خال من العنف٠
تأمين المرأة ضد العنف بكافة أشكاله في مصر تعززه إرادة سياسية قوية أدت إلى تطبيق استراتيجية شاملة للقضاء على العنف ضد المرأة بمشاركة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية و22 وزارة بمتابعة المجلس القومي للمرأة والجمعيات الأهلية ، هذه الاستراتيجية قللت من الممارسات العنيفة ضد المرأة ، بالإضافة إلى أن خطة التنمية الشاملة 2030 تتضمن محور حماية النساء ، وبه 8 مؤشرات قياس منها الحد من الزواج المبكر ومكافحة التحرش والختان والعنف.
وتتبنى الحكومة قضايا العنف ضد المرأة، مستهدفة كل ما من شأنه الحفاظ على مكانتها وكرامتها ومستقبلها، وتؤكد الدلالات جدية الحكومة في التصدي لمشاكل العنف ، حيث يجري الآن إعداد قانون شامل للقضاء على العنف ضد النساء تشارك في صياغة نصوصه المنظمات المدافعة عن المرأة، في الوقت الذي شهدت فيه الفترة الماضية إقرار سلسلة قوانين تنتصر للنساء منها قانون تجريم التحرش الجنسي وقانون يجرم الزواج المبكر وثالث بتجريم حرمان المرأة من الميراث.
وقالت الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، إن الدولة تكفل الحماية للمرأة من كافة أشكال العنف الموجه ضدها، وفقًا لما نص عليه الدستور المصرى، كما تعد قضية حماية المرأة المصرية من كافة أشكال العنف فى الأماكن العامة أحد المحاور الرئيسية لاستراتيجية تمكين المرأة 2030، والتى تأتى ضمن محور “الحماية”٠
وتقوم مصر بخطى حثيثة من أجل مواجهة المشكلة الخطيرة التى تهدد أمن وسلامة واستقرار الأسرة المصرية ، وتضامنا مع المجتمع الدولى فى الدعوة إلى ، والعمل على الحد من العنف ضد المرأة ، تحمل حملة “الـ 16 يوما”التى يطلقها المجلس القومى للمرأة فى وقت لاحق اليوم ، هذا العام شعار ” احميها من الختان ” ، حيث نجحت مصر في مناهضة العنف ضد المرأة عن طريق سن القوانين والمشاركة في جميع فعاليات نشر الوعي للحد من العنف والتحرش ، وباتت هناك محاسبة قانونية لكل من يعرض المرأة لأي نوع من أنواع العنف٠
وينظم المجلس سلسلة من الدورات والندوات لتوعية المرأة بضرورة الإبلاغ عند التعرض لأي درجة من درجات العنف المختلفة، ويتابع ويرصد أي عنف تتعرض له المرأة ويتم تعيين محام للدفاع عنها والحصول على حقها ، فضلا عن حملات توعية في الجامعات الخاصة والحكومية والمعاهد في مختلف أنحاء الجمهورية ، للتصدي للعنف ضد المرأة ومناهضة التحرش ، والتعريف بالعقوبات التي يتعرض لها أي شخص يمارس العنف ضد المرأة، حيث أن زيادة الوعى من أهم طرق القضاء على هذه الظاهرة٠
التنسيق والتشبيك بين مؤسسات الدولة كافه من أجل محاولة القضاء علي العنف عامة والمرأة خاصة ، بوضع خطة متكاملة في صورة برامج قابلة للتنفيذ يساهم فى تعزيز جهود الدولة للقضاء على العنف ضد المرأة ، وكذلك عقد دورات تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج لتأسيس حياة أسرية سليمة ، بالإضافة إلى ترسيخ صحيح الدين الإسلامي والمسيحي للطلبة من خلال حصص التربية الدينية في المدارس ، وإقامة سلسلة من الندوات لتوعية الأسرة بكيفية التعامل مع الطفل ذوى الاحتياجات الخاصه ،وانشاء دار استقبال السيدات المعنفات لحمايتهم ومحاولة الوصول إلى حلول لمشكلاتهن ، وتفعيل القوانين الخاصة بالزواج المبكر (زواج القاصرات ) وختان الاناث ، وعمل برامج تنموية اقتصادية لتمكين المرأة من أجل تحسين دخلها من خلال عمل مشروعات الصغيرة ، وترجمه الاستراتيجية 2030 مع كل الجهات المعنية لوضع برامج لتنفيذها.
ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية تعاني منها كل المجتمعات ومنها المجتمع العربي. وقد تزايدت وتيرة العنف ضد المرأة في المنطقة في الآونة الأخيرة نتيجة عدم الاستقرار في عدد من الدول العربية، حيث تعاني المرأة بدرجة أكبر من الرجل لكونها الأضعف على سلم الحقوق والأقل امتلاكا لمصادر القوة الاجتماعية سواء الرمزية أو المادية ، وذلك بحسب ما صرحت به الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ٠
فى هذا السياق ، تطلق منظمة المرأة العربية فى وقت لاحق اليوم ( الإثنين ) حملة “لستِ وحدك” تزامنا مع الحملة الدولية للأمم المتحدة لمناهضة العنف
ضد المرأة، المستمرة خلال الفترة من 25 نوفمبر الحالى إلى 10 ديسمبر المقبل ، إيمانا منها بأن مفهوم العنف ضد المرأة لا يقتصر على الإيذاء البدني أو الجسدي ، وإنما يتسع ليشمل سائر مظاهر ممارسة التمييز ضد المرأة وحرمانها من حقوقها الإنسانية.
تستهدف الحملة تجميع الإحصائيات، والمعلومات، والإنجازات التشريعية الخاصة بالعنف ضد المرأة في المنطقة العربية ، والنصوص الدولية ذات الصلة، والتواصل مع عدد من الشخصيات والرموز العربية ؛ لإعلان تضامنهم مع الحملة، بالإضافة إلى إنتاج مواد فيلمية ورسوم توضيحية وبيانية حول مناهضة العنف ضد المرأة، إلى جانب تنظيم وقفة تضامنية مع المرأة العربية ضحية العنف بجميع أشكاله.
وعالميا ، تطلق الأمم المتحدة اليوم حملة الـ 16 ، بهدف مناهضة كافة أشكال العنف القائمة على النوع الاجتماعي، والتخلص منها بحلول 2030، داعيه إلى نشر الحملة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وباستخدام هاشتاج ” لون العالم برتقالي ” ، للتعامل مع القوانين التمييزية التي تتساهل مع الجناة ، موضحة أن هناك 15 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم تعاني من ممارسة الجنس القسري.
وأكد أنطونيو جوتيريش ،الأمين العام للأمم المتحدة ، في رسالته للمجتمع العالمى بهذه المناسبة التزام الأمم المتحدة بوضع حد لجميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة ، مشددا أن التجاوزات هي من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان وأكثرها استعصاء وانتشارا في العالم، حيث تتعرض لها واحدة من كل ثلاث نساء في العالم ، حيث أن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات يستمد جذوره من هيمنة الذكور التي دامت قرونا من الزمن.
المصدر : أ ش أ