يحيي العالم يوم 14 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي للسكري، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار “الأسرة ومرض السكري” حيث تم اعتماد هذا الشعار لعامي 2018 – 2019، ويهدف إلى رفع الوعي حول تأثير مرض السكري على الأسرة ودعم شبكة المتضررين، كذلك تعزيز دور الأسرة في إدارة مرض السكري ورعايته والوقاية منه وتعليمه.
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للسكري (IFD) لعام 2017، إلى أن عدد المصابين بداء السكري بلغ 600 مليون شخص، ويوجد منهم بمنطقة الشرق الأوسط نحو 83 مليوناً، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال العشرين عاماً القادمة، كما وجد أن أكثر من 60% من أمراض القلب والشرايين عادة ما تكون بسبب السكري عند من تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً، كما أن من أعلى النسب لحدوث البتر بعد الحوادث تعود إلى مرض السكري، علاوة على أن العمى يعتبر من أهم المضاعفات الراجعة لمرض السكري.
وتم اختيار تاريخ 14 نوفمبر لتكريم الدكتور فريدريك بانتينج الذي شارك في اكتشاف الإنسولين عام 1921، واكتسب هذا الجهد أهمية دولية كبيرة في السنوات الأخيرة مع زيادة انتشار المرض، حيث أنه في الوقت الحالي أصبحت الحاجة إلى التوعية بمرض السكري أكثر أهمية من أي وقت مضى، وذلك للحد منه ومن الأضرار الناتجة عنه عن طريق تثقيف المجتمع عن المرض، والتأكيد على توفير الرعاية الطبية المناسبة لمرضى السكري.
كما تم اختيار شعار اليوم العالمي للسكري وهو حلقة زرقاء، وتم وضعها عام 2006 من قبل المؤسسة الدولية للسكري، ويقصد باللون الأزرق استحضار لون السماء التي توحد كل الأمم وهو لون علم الأمم المتحدة، والدائرة رمزاً للوحدة، وتشير إلى وحدة المجتمع العالمي للسكري استجابة لوباء مرض السكري.
ويعرف مرض السكري، بعدم قدرة الجسم وفشله باستخدام سكر الجلوكوز على نحو طبيعي، ويعد سكر الجلوكوز مهماً جداً لعمل خلايا الجسم ، فهو مصدر الطاقة للجسم والدماغ وبدونه لا يتمكن الجسم من أداء مهامه كما ينبغي، وتجدر الإشارة إلى أن تحديد نوع مرض السكري الذي يصيب الفرد يعتمد على المسبب الدقيق له، ولكن وبغض النظر عن المسبب الخفي لمرض السكري، فإن جميع أنواعه تتسبب في النهاية بزيادة السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى تطور مشكلات صحية جدية وخطيرة.
وهناك 3 أنواع من مرض السكري شيوعا وهى مرض السكري النوع الأول: ويصيب هذا النوع الفرد في حالة فشل الجسم في تصنيع هرمون الإنسولين، وفي هذه الحالة يجب على المريض أخذ بديل إنسولين صناعي، مرض السكري النوع الثاني : وهو النوع الأكثر شيوعاً لدى مرضى السكري، ويكون فيه إفراز هرمون الإنسولين طبيعيا، ولكن تكمن المشكلة في استجابة مستقبلاته، كما ولوحظ أن هذا النوع يرتبط بالسمنة، سكري الحمل: ويحدث هذا النوع لدى السيدات الحوامل خلال فترة حملهن، حيث يصبح الجسم أقل حساسية للإنسولين، ويتم التخلص من هذا النوع من أنواع مرض السكري في العادة بعد إنجاب السيدة لمولودها.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه يمكن الوقاية من الإصابة بمرض السكري، فهناك مجموعة من النصائح تقلل من فرص الإصابة بالنوع الثاني من السكري، حيث أنه عندما يتعلق الأمر بالنوع الثاني من داء السكري – وهو النوع الأكثر شيوعا من مرض السكري – فإن الوقاية تعد أمراً مهما جداً، وبشكل خاص تعد الوقاية من السكري أولوية إذا ما كان الشخص معرضاً لخطر الإصابة بمرض السكري، مثل أن يعاني من زيادة الوزن أو لديه تاريخ عائلي للمرض، وتكون الوقاية من داء السكري بأمور أساسية حيث إن النظام الغذائي لمرض السكري يعني ببساطة تناول أغذية صحية بكميات معتدلة والالتزام بأوقات وجبات منتظمة، وهى خطة الأكل الصحية التي هي غنية بالمواد الغذائية قليلة الدهون والسعرات الحرارية.
والعناصر الرئيسية بهذا النظام هي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وغالباً الأشخاص المصابين بالسكري أو الذين في مرحلة ما قبل السكري يتم تحويلهم إلى اختصاصيي تغذية لمساعدتهم في وضع خطة غذائية صحية تساعد على التحكم في سكر الدم الجلوكوز، وإدارة الوزن والتحكم في عوامل الخطر لأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم ودهون الدم عالية.
ويشير الاتحاد الدولي للسكري، إلى أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح مرض السكري مشكلة عالمية ملحة مع الارتفاع الحاد في عدد المصابين الذي قارب نصف مليار شخص، ومن بين الدول العشر التي سجلت أعلى نسبة للإصابة هي الصين والهند في المرتبة الثانية حيث وصلت إحصائية مذهلة إلى 7.29 مليون شخص مصاب بهذا المرض، كما أن هناك 7 دول عربية وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وعمان ومصر، حيث تتراوح نسبة الإصابة عند البالغين من عمر 20 حتى 79 عاما ما بين 15 إلى أكثر من 20% ، وأعداد المصابين في ازدياد سريع سنويا.
وذكر التقرير أن هناك أكثر من 600 مليون شخص يعيشون حاليا مع مرض السكري، ومعظم هذه الحالات هي مرض السكري من النوع 2 ، الذي يمكن الوقاية منه إلى حد كبير من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام، اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتعزيز بيئات المعيشة الصحية، كذلك هناك دور رئيسي للعائلات تلعبه في معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل لمرض السكري من النوع 2 ويجب تزويدها بالتعليم والموارد والبيئات لتعيش نمط حياة صحي.
ويعد التشخيص والعلاج المبكران عاملين أساسيين لمنع مضاعفات مرض السكري وتحقيق نتائج صحية، ومن المحتمل أن تتأثر جميع الأسر بمرض السكري وبالتالي فإن الوعي بالعلامات والأعراض وعوامل الخطر لجميع أنواع مرض السكري أمر حيوي للمساعدة في اكتشافه مبكراً.
ومرض السكري يمكن أن يكون مكلفا للفرد والأسرة ففي كثير من البلدان، يمكن أن تستهلك تكلفة حقن الأنسولين والمراقبة اليومية وحدها نصف متوسط الدخل المتاح للأسرة، كما أن الوصول المنتظم وبأسعار معقولة إلى الأدوية الأساسية لمرض السكري بعيد المنال، لذلك، يعد تحسين الوصول إلى الأدوية والرعاية بأسعار معقولة للسكري أمراً ضرورياً لتجنب زيادة تكاليف الفرد والأسرة، مما يؤثر على النتائج الصحية، كما أن هناك أقل من 1 من كل 4 من أفراد الأسرة يمكنهم الوصول إلى برامج التثقيف حول مرض السكري.
وثبت أن الدعم الأسري في رعاية مرضى السكري له تأثير كبير في تحسين النتائج الصحية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، لذلك من المهم أن يكون التعليم والدعم المستمران حول مرض السكري متاحين لجميع الأشخاص المصابين بمرض السكري وعائلاتهم لتقليل التأثير العاطفي للمرض الذي يمكن أن يؤدي إلى نوعية حياة سلبية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)