تحتضن العاصمة البريطانية اليوم اجتماع “مجموعة لندن11” بشأن سوريا الذى سيركز على بحث سبل تحويل الحوار السياسى بين الأمم المتحدة والمجتمع الدولى، وبين مؤيدى المعارضة، وبين السوريين أنفسهم إلى عملية سياسية مجدية وذلك وفق ما أعلنه وليام هيج وزير الخارجية البريطانية فى تصريحات له أمس.
ويأتى هذا الاجتماع بعد ساعات من استقالة الأخضر الابراهيمى المبعوث الأممى والعربى الخاص لسوريا مساء أمس الأول والذى وصف الوضع فى سوريا بأنه صعب جدا ولكنه غير ميئوس منه.
وشدد على “أنه لايوجد مايبرر الاستسلام”، وذلك فى تصريحات للصحفيين بعد آخر تقرير قدمه إلى مجلس الامن الدولى الذى عقد جلسة مغلقة.
ورفض الإبراهيمى تحديد أولويات لخلفه ولكنه أشار الى أن “بيان جنيف1” ينص على ضرورة انتقال سياسى للسلطة فى سوريا يبقى فى صلب جهود السلام، كاشفا عن خطة عرضتها عليه إيران خلال زيارته الأخيرة لطهران واعتبرها مثيرة للاهتمام، موضحا أنها تتضمن أربع نقاط “وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية ومراجعة للدستور تحد من صلاحيات الرئيس، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية”.
وفى سياق ذى صلة، كشف بيان للبيت الأبيض عن أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أكد خلال لقائه رئيس الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد الجربا أمس الأول بواشنطن ضرورة التصدى للإرهاب فى سوريا وتعزيز رؤية الائتلاف بشأن اتفاق شامل يمثل جميع الشعب السورى موضحا فى بيان له أمس أن أوباما انضم إلى اجتماع مستشارة الأمن القومى سوزان رايس والجربا الذى شكر الجانب الأمريكى على المساعدات التى قدمها للمعارضة والتى وصلت قيمتها إلى 278 مليون دولار دون إعطاء تفاصيل عن طبيعة تلك المساعدات.
وأكد البيان أن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة فى الثالث من يونيو المقبل تفتقر الى الشرعية، مشيرا إلى أن أوباما ورايس كررا القول فى اللقاء بأن بشار الأسد فقد كل شرعية لقيادة سوريا وليس له مكان فى مستقبل البلاد.
ورحب الرئيس الأمريكى باراك أوباما ـ وفقا للبيان ـ بـما وصفه بالدور القيادى للائتلاف ونهجه البناء للحوار، مشجعا فى الوقت ذاته الائتلاف على تعزيز رؤيته لاتفاق شامل يمثل جميع الشعب السوري، مشيدا فى الوقت ذاته بدور الإئتلاف بشأن محاولته إيجاد حل سياسى للأزمة فى سوريا.
ولفت البيان إلى أن المحادثات بين أوباما والجربا ورايس، تناولت المخاطرالتى يمثلها التطرف المتصاعد فى سوريا وكذلك ضرورة التصدى للمجموعات الإرهابية فى كل فريق لكنه لم يشر إلى الطلب الملح الذى لم يتوقف الجربا منذ وصوله إلى الأراضى الأمريكية الأسبوع الماضى عن الحديث عنه والمتمثل فى الحصول على أسلحة مضادة للطائرات لمحاربة الجيش الوطنى السورى، ولكن الجربا رأى أن التأخر فى تقديم واشنطن لمساعدات إلى المعارضة فاقم بشكل كبير من المخاطر التى يمثلها وجود الآلاف من العناصر المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ورأى أن الولايات المتحدة تتحمل جزءا من المسئولية فى انتشار الجهاديين بسوريا، بسبب تأخرها فى دعم المعارضة المعتدلة، متسائلا عن المنطق الذى يرفض قتل السوريين بالسلاح الكيماوى بينما يقبل قتلهم بالطائرات والدبابات دون مساعدة دولية معتبرا أن ما يجرى فى سوريا هو “أحد أكبر كوارث القرن”.
المصدر وكالات