أصبحت الهواتف الذكية من مفردات الحياة اليومية التي لا يمكن للمرء الاستغناء عنها، حتى إذا انطلق في الرحلات وسط المناظر الطبيعية أو إقامة المعسكرات والتخييم في البراري والغابات، ولكن في مثل هذه الظروف تتعرض الأجهزة الحساسة للأتربة والغبار والأوحال ورذاذ الماء، ما يشكل خطورة كبيرة عليها.
وهناك العديد من الشركات المنتجة تروج لأجهزتها الجوالة بأنها مزودة بجسم مضاد للماء والغبار والأتربة، فضلاً عن إطلاق بعض الموديلات التي تكون مطورة خصيصاً للاستخدامات الشاقة.
وعادة ما تشتمل البيانات التقنية للأجهزة الجوالة بما في ذلك الكاميرات على بند يُعرف باسم “نوع الحماية”، والذي يوضح مدى قدرة تحمل الجهاز، ويمكن التعرف على نوع الحماية من خلال الاختصار IP الذي يكون متبوعاً برقمين، ويشير الرقم الأول إلى الحماية ضد الأتربة، بينما يوضح الرقم الثاني مدى الحماية ضد الماء.
وأوضح المحرر بمجلة الكمبيوتر «c’t» الألمانية لوتز لابس، أن الهاتف الذكي الذي يمتاز بنوع حماية IP54 مثلاً، يكون محمياً ضد تراكم الغبار والأتربة داخل الجسم، فضلاً عن أنه محمي ضد رذاذ الماء.
وأضاف: “قد يتحمل هذا الجهاز تساقط الأمطار عليه في بعض الأحيان”، أما إذا كان اختصار نوع الحماية ينتهي بالرقم 7، فإن هذا يعني أن سقوط الجهاز في الماء لفترة قصيرة لن يسبب له أية مشكلة، أما الرقم 8 فيعني أنه يمكن ترك الهاتف الذكي تحت الماء لفترة أطول.
معنى نوع الحماية
مع ذلك، يتعين على المستخدم أن يكون على دراية بما يعنيه رقم نوع الحماية، إذ أوضح يورغن ريبيرغر من الرابطة الألمانية لشركات الأجهزة الكهربائية قائلاً: “تقتصر بيانات نوع الحماية على عدم توغل الأتربة والمياه إلى داخل جسم الأجهزة الجوالة، ولكنها لا توضح أية معلومات عن الخصائص الوظيفية في ظل ظروف معينة”، وهذا يعني أن الهاتف الذكي المضاد للماء لا يمكن بأي حال من الأحوال استعماله بمثابة كاميرا للتصوير تحت الماء.
وتقرر شركات الإلكترونيات بنفسها نوع الحماية الذي تتمتع به الهواتف الذكية، ولا تتوافر حتى الآن اختبارات مستقلة للتحقق من هذه البيانات، ولكن الخبير الألماني لابس أكد أن المستخدم يجب أن يثق في هذه المعلومات تماماً، نظراً لأنه قام بالفعل باختبار العديد من الأجهزة الجوالة.
وحذر الخبير الألماني من أن الماء ليس كله سواء، وأوضح ذلك بقوله: “تتحمل الأجهزة الجوال الماء العذب بشكل جيد جداً، في حين أن الماء المالح يعتبر أكثر ضرراً، وبالتالي فإنه ينفذ إلى داخل الأجهزة الجوالة”.
الحماية من المياه
وليس بالضروري أن تأتي الهواتف الذكية المضادة للغبار والأتربة والماء في جسم سميك للغاية، ولكن هذا الشرط يجب توافره في الأجهزة المزودة بخاصية الحماية ضد السقوط، موضحاً أن خير مثال لهذه الأجهزة هواتف “Cat” الجوالة، التي تنتجها شركة بوليت البريطانية.
وتمتاز الهواتف الذكية العادية من الفئة المتوسطة والفاخرة بخطوط تصميمية أنيقة وقوية، ومع ذلك تتمتع بخصائص الحماية من الغبار والأتربة ورذاذ الماء.
وتروج شركة سامسونغ الكورية الجنوبية لهاتفها الذكي جلاكسي إس5 الجديد مثلاً أنه يتمتع بنوع الحماية IP67، وتقوم شركة سوني اليابانية بتجهيز هواتفها الذكية من فئة إكسبيريا بوظائف الحماية من الأتربة ورذاذ الماء منذ فترة طويلة.
وهناك العديد من شركات الإلكترونيات توفر هواتف ذكية بجسم مضاد للماء، ولكنها لا توضح مدى درجة الحماية لهذه الأجهزة.
غطاء مطاطي
وإذا لم يكن الهاتف الذكي مزوداً بوظائف للحماية من المؤثرات البيئية، فإن هذا لا يعني ضرورة شراء جهاز جوال جديد عند الرغبة في الانطلاق في الرحلات الشاطئية أو العطلات الصيفية، نظراً لأنه يمكن التغلب على مثل هذه المشكلات بتكاليف بسيطة للغاية، إذ يكفي شراء غطاء مطاطي لحماية الهاتف الذكي من السقوط، أو غلاف بلاستيكي يغطي الهاتف الذكي بالكامل، وذلك للحماية من الأتربة ورذاذ الماء.
وهناك حل أكثر سهولة وبساطة فضلاً عن أنه أرخص بكثير، ألا وهو حفظ الهواتف الذكية في كيس تجميد محكم الغلق أثناء التخييم أو الانطلاق في رحلات وسط المناظر الطبيعية الخلابة.
المصدر: د ب أ