قالت صحيفة “اليوم” السعودية في افتتاحيتها اليوم الأحد والتي جاءت بعنوان ( لبنان وطائفية حزب) إن الطائفية السياسية والدينية فتحت أبواب لبنان ونوافذه أمام الولاءات للخارج، وأراقتْ المحاصصة الموغلة في المذهبية المزيد من الزيت على نيرانه المشتعلة حول صراع الكراسي، التي طالما بقيتْ شاغرةً لشهور، وربما لسنوات بفعل التدخلات الإيرانية على وجه الخصوص، والتي أدخلتْ البلاد في دوامة لا تنتهي من الخلافات، والحروب، والتشنجات في أهدأ الأحوال، حين اختطفتْ قراره، إلى أن أصبحتْ مفاتيح قصر بعبدا بيد وكلائها.
وقالت الصحيفة إن كل ذلك على حساب لبنان الوطن، ولبنان الشعب، وعلى حساب تمزيق السيادة، بعد أن نجحتْ في توظيف صنيعتها “حزب الله”، الذي لا يخفي ولاءه للولي الفقيه وعلى رؤوس الأشهاد، ليكون ذراعها المسموم، بعد أن سلّحته بمختلف أنواع الأسلحة بذريعة التصدي لإسرائيل، لتنحرف بوصلته سريعًا بعد أن قويتْ شوكته من الجنوب اللبناني المحاذي للجليل الأعلى إلى الداخل اللبناني كما حدث في السابع من مايو، لفرض إرادة الحزب على بقية الفرقاء بقوة السلاح، واطرادا إلى الداخل السوري لمساندة النظام هناك في اللعب بديموغرافية الأراضي السورية، كما تفعل تركيا الآن، وذلك بذرائع متعددة ابتداءً من ذريعة حماية المراقد المقدسة، وصولا إلى منع تسلل داعش إلى الداخل اللبناني، قبل أن ينفضح أمر الحزب الإلهي في نقل الدواعش بناقلاته العسكرية وتأمينهم إلى الشرق السوري، ليحكم سيطرته بقوة السلاح على سيادة البلاد وإرادة شعبها، وعلى قرار السلم والحرب فيها، مما أفضى بالنتيجة بلبنان الفسيفساء.
وقالت “لبنان التعايش إلى ما هو عليه الآن كمحمية إيرانية على ضفاف المتوسط، لا سبيل لأي حكومة فيه أن تتحرك دون إرادة الحزب ومَنْ يقف وراءه، مما انعكس على حياة الناس، وشلّ حركة الحكومة، وتأزيم الوضع الاقتصادي والمعيشي، الأمر الذي دفع بالمواطن اللبناني، الذي شعر بالاختناق للخروج لإعلان ثورته المدنية والسلمية، والعابرة للطوائف على واقعه التعيس، وبما يشي بوصوله فعلًا إلى العلة الحقيقية، التي طالما حاولتْ المملكة، واشتغلتْ مع كل الأشقاء لإخراجه منها عبر اتفاق الطائف، وعبر سلسلة المواقف الداعمة لسيادته لإنقاذه مما آل إليه، عندما دعمتْ كل حكوماته بصرف النظر عن انتماءاتها، فهل ينجح اللبنانيون «هذه المرة» في توجيه ثورتهم إلى «لبّ المشكلة» لرفع يد الحزب الإيراني عن إرادتهم الوطنية في سبيل بناء بلادهم دونما وصاية، ليستظلّوا شجر أرزهم عوضًا عن عباءة الولي الفقيه، ووكلائه في حزب الضاحية؟.”
المصدر: وكالات