السياسة الكويتية: تدخل تركيا الدموي ومجازرها في سوريا لن يلغي الحقوق الكردية المعترف بها عالميا
أكد رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية العميد أحمد الجارالله، أن التدخل التركي الدموي ومجازرها التي ترتكبها حاليا في سوريا، لن يلغي الحقوق الكردية المعترف بها من غالبية دول العالم.
وقال الجارالله – في افتتاحية صحيفة السياسة الكويتية اليوم الأحد، تحت عنوان (“الأردوغانية” بين أضغاث أحلام عبدالحميد وواقعية أتاتورك) – “إن المُراقب للسِّياسة التركية طوال السنوات الثماني الماضية، يرى تغييراً شاملاً فيها، إلى حد الانغماس في قضايا المنطقة، بعدما أيقنت السلطة الحاكمة، أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مجرد سراب لا أكثر، وبالتالي فإن العودة إلى الحلم الإمبراطوري، هو الخيار الوحيد لحزب العدالة والتنمية، الذي يستند إلى خلفية إيديولوجية إسلامية من صناعة جماعة (الإخوان).
وأضاف أنه على هذا الأساس يُنظر إلى مجمل التطورات التي شهدتها كل من سوريا والعراق بفعل التدخل التركي، المباشر تارة، وغير المباشر مرات عدة، إلى أن وضعت الحقيقة أمام أنقرة، أن مشروع الهيمنة الجديد، لا يمكن تحققه من خلال جماعة (الإخوان) عربياً، بعد الانتكاسات التي منيت بها في عدد من الدول، وإن سوريا التي حولتها تركيا ساحة خلفية لها، بدعم الجماعات المتطرفة، وتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إليها، لم تعد هي تلك التي أخذت الحماسة شرائح من شعبها تحت شعار الثورة، والتي يمكن أن تحقق هدفها في الإفساح بالمجال للاتراك بالتوغل إلى عمق العالم العربي”.
وشدد الجار الله على أن صانع القرار التركي لابد أن يدرك، أن غزو دولة عربية، حتى لو كانت هناك خلافات سياسية معها، ليس مقبولاً عربياً، ولا حتى إسلامياً، وأممياً أيضاً، لأن موازين القوى تتغير بفعل التبدلات الحاصلة عالمياً، والاستناد إلى جماعات سياسية محلية، لا يمنح الغازي مشروعية التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأردف قائلا “أنه على أنقرة النظر إلى التجربة الإيرانية المستمرة منذ 40 عاماً، والفشل الذي منيت به طوال العقود الأربعة، وعدم القدرة على التوسع، حتى باستخدام الأوراق والعصي الطائفية في عدد من الدول العربية، لأن مشروعها في أساسه، قام على سلسلة من العيوب القاتلة، فإذا كانت إيران استفادت من هشاشة الوضع اللبناني، واستطاعت عبر (حزب الله) الإمساك بقرار ذلك البلد، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها، بل عملت على وضع لبنان في محجر الرقابة الدولية، بعدما دمرت اقتصاده ودفعته إلى الانهيار، بدليل سلسلة الأزمات التي تتوالد كالفطر حالياً”.