قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء والوجه البحرى إن كل مدن سيناء ساحرة ولديها مقومات سياحية متعددة من سياحة الآثار والسياحة البيئية والصحراوية والعلاجية والشاطئية فهى واحة أحلام لكل المصريين .
واستعرض ريحان – فى تصريح له اليوم – أجمل 10 مواقع أثرية وسياحية بسيناء ، مشيرا إلى أنه لم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة وعلى بعد 40كم جنوب شرق أبو زنيمة ،وأن سبب التسمية ب”سرابيت الخادم” ترجع إلى أن السربوت وهي مفرد “سرابيت” وهو عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها، وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرين تنقش أخبارها على هذه الصخور، أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.
وأوضح أن مدينة دهب تبعد 100كم شمال شرق شرم الشيخ فى الطريق الساحلى شرم الشيخ طابا وتجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ فهى بحق مدينة للثقافة والجمال وبها معهد للبردى وتحتضن دهب ميناء دهب البحرى على خليج العقبة الذى استخدمه العرب الأنباط بسيناء منذ نهاية القرن الثانى قبل الميلاد لخدمة التجارة بين الشرق والغرب وتنعكس أشعة الشمس على رمال دهب فتعطى بريق الذهب لذلك أطلق عليها دهب .
وأشار إلى أن وادى فيران على بعد 50كم شمال غرب دير القديسة كاترين – 350كم من القاهرة – وتم الكشف عن مدينة بيزنطية متكاملة بتل محرض بوادى فيران تعود للقرن الخامس والسادس الميلاديين وبه أقدم كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين .
وأضاف أنه بالنسبة لمدينة سانت كاترين فهى تبعد 300كم جنوب شرق نفق أحمد حمدى وترتفع 1600م فوق مستوى سطح البحر ، وتشمل الدير وجبل موسى وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه ، مؤكدا أن دير سانت كاترين يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء.
ولفت إلى أهمية مدينة طور سيناء التى تبعد 269كم عن نفق أحمد حمدى وتحوى حمام موسى الذى يبعد 3كم شمال المدينة ويضم 5 عيون كبريتية درجة حرارتها 37 درجة مئوية تستخدم هذه المياه فى علاج الأمراض الروماتيزمية والجلدية ،كما تحوى الطور الفرضة البحرية للميناء المملوكى بطور سيناء (648-922ه ، 1250-1516م) الذى كان يخدم حركة التجارة بين الصين وجنوب شرق آسيا والخليج العربى عبر سيناء إلى أوربا ،بالإضافة إلى أجمل الأديرة المكتشفة بسيناء والذى يعد تحفة معمارية فريدة من الحجرالجيرى المصقول وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن 6كم شمال مدينة طور سيناء.
وبالنسبة لقلعة النخل، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أنها تقع بمدينة نخل بوسط سيناء على بعد 156كم جنوب العريش وهى ملتقى لعدة طرق تاريخية منها طريق الأنباط التجارى بين أيلة (العقبة) والقلزم (السويس) وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء من غزة إلى دير سانت كاترين والعودة (الطريق الغربى) ،كما كانت على طريق صدر وأيلة (الطريق الحربى لصلاح الدين بسيناء).
وتابع أن مدينة طابا تبعد 75كم شمال نويبع فى طريق طابا نويبع وتحوى مقومات سياحية عديدة منها سياحة الآثار والشواطئ والغوص والسفارى فى الجبال المحيطة بالمدينة ومن أهم معالمها قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون 10كم من مدينة العقبة وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول أنشأها القائد صلاح الدين عام 567ه- 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء ، وتحوى برجا للحمام الزاجل وحمام بخار وأبراج دفاعية ومسجد واكتشفت داخلها كنيسة من القرن السادس الميلادى حفظت كاملة حتى الآن.
وأضاف أن مدينة نوبيع تبعد 75كم شمال دهب فى طريق دهب – طابا وهى مدينة ساحرة فعلاوة على كونها ميناء مصر البحرى على خليج العقبة فقد ارتبطت فى الأذهان برحلات الحج والعمرة ورحلات المصريين والعرب والعلاقات التجارية بين الشرق والغرب قديما وحديثا وتحتضن المدينة قلعة نويبع المشرفة على خليج العقبة بنتها وزارة الحربية المصرية عام 1893.
وأشار إلى جبل حمام فرعون ويبعد 110كم من نفق أحمد حمدى يخرج من سفحه نبع كبريتى يطلق عليه حمام فرعون درجة حرارته 57 درجة مئوية وفم النبع الكبريتى تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع فى بطن الجبل ، فيما تبعد عيون موسى 25كم شمال رأس سدر وهى العيون التى تفجرت لنبى الله موسى واستمر جرينها فى المنطقة فانبتت النباتات والنخيل كما تحور رأس سدر على بعد 40كم فى الطريق من رأس سدر إلى صدر الحيطان بوسط سيناء قلعة الجندى الذى بناها صلاح الدين من عام 1183 حتى 1187م على الطريق الحربى الخاص به بسيناء وتحوى أبراج دفاعية وصهاريج مياه ومساجد.
المصدر: أ ش أ