46 عاما يسطرها التاريخ غدا الأحد، على انتصار مصر في حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، انتصارا كان من أعظم الانتصارات العسكرية في القرن الماضي، وميلادا جديدا وعلامة فارقة في تاريخ مصر الكنانة والأمة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها، فمن خلاله تبدلت النكسة إلى إنتصار عظيم، ودخل تاريخ الصراع العربي الإسرائيلى مرحلة جديدة.
وستظل مصر تحتفل بهذه المناسبة وتخلدها بإلقاء الضوء على ملحمتها الوطنية التي رسم أبعادها الجميع، ولتقدم للأحفاد والأجيال التي لم تعش تفاصيل هذا الانتصار قدوة تزكى روحهم الوطنية، وتحدثهم عن تضحيات الأجداد من أجل إعلاء معنى العزة والكرامة، وتحكى لهم سيرة جيل افتدى تراب أرض بلادهم بالدم، فتنشط الذاكرة للمعنى وراء النصر، وتحفز القدرة على التحدي والاتحاد، وترسخ في الأذهان أن الكل ماض والوطن باق.
لم تكن حرب أكتوبر حربا تقليدية اقتصرت نتائجها على محيطها الجغرافي، لكنها تعدت الحدود لتخرج للفضاء الفسيح معلنة عظمة هذا الشعب وقواته المسلحة، نصر جاء مع بدايات أعمال القتال وما تضمنته من أحداث جسام، حيث لم تشهد مثلها الحروب السابقة، فقد احتوت على أفكار وجوانب علمية وأساليب جديدة غيرت النظريات العسكرية وفن الحروب في العالم.
ولحظة العبور، وتحطيم الجنود المصريين لخط بارليف المنيع، كانت القفزة الأولى في طريق العزة والكرامة، ونقطة النهاية لتحديات كثيرة ومتتابعة ظن الجميع أنها لن تزول، وفيها برهن المصرى عزيمته وإصراره على النجاح، رغم كل ما احتوته الأحداث من ضراوة وتحدي.
حرب أكتوبر 73 أعظم حروب مصر في القرن العشرين، جاءت امتدادا لتاريخ انتصارات مصر على مدى تاريخها، وانتصارها العظيم فيها جاء نتيجة حتمية لتضافر جهود كافة الأجهزة، وهذا العام جاءت تشد أذر المصريين في حرب الشائعات التي يتعرضون لها، وتذكرهم بأنها السلاح الجديد المستخدم في الحروب الحالية، كما تذكرهم بحتمية اليقظة فالعدو لاينسى هزيمته، مهما كان موقعه الجغرافي.
أكثر من أربعة عقود مرت على نصر أكتوبر، ومازالت في ذكراها حضور يتحدى الزمن، ولاتزال تفاصيلها وحكاياتها ملء السمع والبصر، حيث حملت خطوات خير أجناد الأرض على تراب سيناء وعبورهم قناة السويس، وتحطيمهم خط بارليف، قصصا إنسانية، وأخرى تؤكد العلاقة التاريخية التى تربط المصريين بقواتهم المسلحة فلا يوجد بيت مصري إلا ونال أحد أفراده شرف الإنضمام إليها.
انتصار جاء نتيجة لأداء الجميع كل لدوره على أكمل وجه، الشعب بتحمله أعباء الحرب ومساندة الجيش، ومهمات سرية فتحت باب النصر، ومقاتلين على جبهة النصر ودم سال من أجل الوطن واستعادة الكرامة، ضباط وجنود صنعوا النصر بدمائهم، ورفاق الدم الذين صنعوا الانتصار وتوارو في الظل ، والأبطال الجالسون حاليا وسط الأوسمة والنياشين يتذكرون أيام الحرب ويستعيدون شريطا طويلا من الذكريات.
ورغم مرور كل هذه الأعوام على نصر أكتوبر، إلا أن ما حققه فيها الجيش المصري مازال موضع تقدير وتدريس في الأكاديميات العسكرية العالمية ، فتلك الحرب التي اتخذ قرارها الرئيس الراحل أنور السادات، جاءت تتويجا لحرب الاستنزاف التي نظمها وقادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر منذ عام 1967 وحتى وفاته، ورغم ما سببته الهزيمة من حالة معنوية سيئة للمصريين إلا أنها عجزت على كسر أحلام المصريين المشروعة على صخرة هزيمة يونيو 1967، ولم يقف المصريين عاجزون أمام ضعف العتاد العسكري بفقدها أكثر من 85 % من سلاحها آنذاك.
وكان قرار حرب أكتوبر النتيجة الطبيعية للطريق المسدود الذي وصلت إليه الجهود السياسية والدبلوماسية، فحالة “اللاسلم واللا حرب” تخدم الاحتلال الإسرائيلي وتستنزف طاقة المصريين البشرية والاقتصادية، واستكملت القوات المسلحة استعداداتها للعبور، ونجحت في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وفي 6 ساعات اقتحمت قواتنا المسلحة أضخم مانع مائي بعد إقامة كباري العبور وفتح الثغرات في الساتر الترابي بمدافع المياه.
تفاصيل النصر والسلام مشرفة ومؤرخه روى بعضها شهود عيان والبعض الآخر رواه قادة عسكريين وساسة في مصر والخارج، ورسمت الملحمة الوطنية التي سجلها الشعب المصري في تاريخه، بعد أن اعتنق مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وكان عنصر المفاجأة سيد الموقف، فتمكن الجيش المصري بعد العبور من الاستيلاء على الضفة الشرقية لقناة السويس خلال الأيام الأولى من الحرب، وذلك ضمن الخطة التي تمت بالتنسيق مع سوريا والتي أطلق عليها اسم “عملية بدر”، فأصبح القتال مع إسرائيل على جبهتين مما يمكن السوريين من استعادة هضبة الجولان، وغزو إسرائيل عبر غور الأردن.
وتعرف حرب ٧٣ في سوريا “باسم حرب تشرين التحريرية”، فيما تعرف في إسرائيل باسم حرب “يوم الغفران أو يوم كيبور”، ومهما اختلف المسمى فقد حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من المباغتة العسكرية لإسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة منذ اليوم الأول من الحرب التي استغرقت ٦ أيام، حيث توغلت القوات المصرية 20 كيلومترا شرق قناة السويس وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.
جهود دبلوماسية تضافرت مع الجهود العسكرية فمهدت الطريق لمرحلة الإعداد للحرب، والتحركات الدبلوماسية الموازية فى دهاليز السياسة الدولية وداخل أروقة الأمم المتحدة لحشد الدعم الدولي للمواقف المصرية والحقوق العربية، وأبطال المخابرات الذين تتطلب طبيعة عملهم أن يكونوا بعيدين عن الأضواء، حيث بدأت التجهيزات لخطة العبور في ملعبهم في عام ٧١ (أى قبل المعركة الفعلية بعامين)، بوضع خطة الخداع الاستراتيجي الشاملة التي اشتركت فيها كل أجهزة الدولة.
وقبل كل هذا كان هناك الرئيس الراحل أنور السادات المعجزة العسكرية الفذة والقيادة السياسية المحكنة التي امتلكت خبرة قراءة الموقف المحيط، ومواقف كافة الأطراف الأخرى بكل دقة، فبعدما تيقن ضياع الأمل فى الحل السلمى، بات تركيزه على التخطيط للمعركة التى أصبحت أمرا حتميا، وأصر على الإمساك بمفرده بجميع الخيوط لضمان السرية، فقاد كافة مراحل الإعداد والتنفيذ لخطة المعركة في سرية تامة، وكان عام الحسم مدرجا في خطة الخداع الاستراتيجى، ومعطيات أخرى أدت جميعها إلى نجاحه فى خداع العدو الإسرائيلي.
وذاقت مصر طعم الفرحة بعد سنوات عجاف من النكسة المهينة، وعزف الجيش والشعب سيمفونية وطنية تدرس حتى الآن، مقدماتها كان قرار الرئيس جمال عبد الناصر بإعادة تأهيل الجيش في أسرع وقت وبدء حرب الاستنزاف التي اهلكت العدو، ثم جاء الرئيس أنور السادات ليتخذ قرار الحرب معتمدا على خطة الخداع الاستراتيجي، وصمود الجنود وتنفيذهم الخطة ببراعة وسرعة تدرس في أكبر الأكاديميات العسكرية، مما أرجع للوطن وللمصريين كرامتهم وأرضهم.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية استطاعت فيها مصر أن تحقق انتصارا عسكريا على إسرائيل بل كانت اختبارا تاريخيا حاسما لقدرة الشعب المصري على أن يحول حلم التحرير وإزالة آثار العدوان إلى حقيقة، لقد ظل هذا الحلم يؤرق كل مصري من العسكريين والمدنيين الرجال والنساء.
تلك الحرب التي تحملت فيها القوات المسلحة المسئولية الأولى، وعبء المواجهة الحاسمة، فحققت إنجازا هائلا غير مسبوق، إلا أن الشعب المصرى بمختلف طوائفه وفئاته كان البطل الأول فيها وفى تحقيق هذا النصر، حتى أن تلك الحرب المجيدة يطلق عليها حرب الشعب المصرى كله، حيث لا توجد أسرة مصرية لم تقدم شهيدا أو مصابا أو مقاتلا فى تلك الحرب.
ويعتبر الشعب المصري البطل الحقيقي في تلك الحرب لأنه استطاع فى زمن قياسى تجاوز محنة النكسة، ورغم الحزن الشديد والقهر النفسى واليأس الذى شعر به، إلا أنه ما لبث أن ساند النظام، ورفض تنحى الزعيم جمال عبد الناصر وأصر على بقائه ليواصل المسيرة وتحقيق النصر، واتخذت العديد من الإجراءات والقرارات التى لم تجد معارضة أو تذمر منه في ظل الإحساس الشعبي بضرورة ترشيد الاستهلاك، فتحمل الشعب المصري نفقات زيادة الإنفاق العسكري من 5.5% من الناتج المحلى عام 62 إلى 21.5% عام 1973، وتحمل الشعب أيضا تمويل احتياجات القوات المسلحة.
بدأت الحرب يوم السبت بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما من جانب الجيش المصري والهجوم الأخر من جانب الجيش السوري، وساهم في الحرب بعض الدول العربية بالدعم العسكري والاقتصادي ، وقطع أمدادات البترول ، عن الدول المساندة لإسرائيل ، وحققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كيلو متر شرقا داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولا إلى سهل الحولة وبخيرة كبرية.
ويرجع الفضل في انتصار خطة الخداع الاستراتيجى والهجوم المفاجئ، إلى إخفاء أي علامات للاستعداد للحرب حتى لا تقوم إسرائيل بضربة إجهاضية للقوات المصرية في مرحلة الإعداد على الجبهة، واشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية تضمنت إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية، إجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة، إجراءات خداع ميدانية، إجراءات خداع سيادية، وتأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة، توفير المعلومات السرية عن القوات الإسرائيلية وتضليله، حيث أكدت مصر من خلال هذا الملف أنها استوعبت كل دروس المواجهات السابقة مع إسرائيل، ولعل هذا كان سر نجاح مخطط الخداع في تحقيق هدف تضليل إسرائيل بعيدا عن النوايا الحقيقية لمصر.
ومثلت قناة السويس مانع مائي صناعي صعب العبور فعرضها ما بين 180 إلى 200 متر، وجوانبها حادة مكسوة بالحجارة مما يمنع عبور الدبابات البرمائية، بالإضافة إلى ذلك أنشأ الإسرائيليون سد ترابي على الضفة الشرقية، وعلى طول هذا السد شيدوا خط دفاع أطلقوا عليه “خط بارليف”، وكان هناك شبه إجماع بين معظم الخبراء العسكريين في العالم بأن عملية العبور واقتحام خط بارليف شبه مستحيلة، واستندت خطة العبور إلى فتح الثغرات في هذا الساتر الترابي لإنشاء رؤوس الكباري وتسهيل عملية عبور المشاة والمعدات والمركبات باستخدام فكرة بسيطة ولكنها فعالة، حيث تم التجريب بضغط المياه باستخدام المضخات وخصص لكل ثغرة 5 مضخات يمكنها إزاحة 1500 متر مكعب من الأتربة خلال ساعتين بعدد أفراد من 10 إلى 15 جندي.
كما تضمنت الخطة سد فتحات أنابيب المواد المشتعلة قبل بدء العمليات، للتغلب على النيران المشتعلة على سطح القناة ، مع ضرب خزاناتها بالمدفعية أثناء فترة تحضيرات المدفعية التي تسبق الهجوم ، وفى تمام الساعة الثانية ظهرا نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية.
وبعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية فى قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تمهيدا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وبعد عشرين دقيقة توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ، ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة.
وفي تمام الساعة ٦ والنصف مساء نفس اليوم ، كان قد عبر القناة 2000 ضابط و30000 جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري، واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، باستثناء لواء برمائي مكون من 20 دبابة برمائية و80 مركبة برمائية عبر البحيرات المرة في قطاع الجيش الثالث بدأت فى التعامل مع القوات الإسرائيلية.
وبعد ساعتين ، أى في تمام الساعة الثامنة والنصف اكتمل بناء أول كوبري ثقيل وفي الساعة ١٠ والنصف اكتمل بناء سبع كباري أخرى وبدأت الدبابات المصرية ، والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمة الكبارى السبع و31 معدية ، و في صباح اليوم التالى ( ٧ أكتوبر ) أصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، بالإضافة إلى 1000 دبابة، وتهاوى خط بارليف الدفاعي، وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
وفي نهاية الحرب انتعش الجيش الإسرائيلي وتمكن من فتح ثغرة الدفرسواروعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل في تحقيق اي مكاسب استراتيجية، وعلى الفور اضطرت أمريكا للدخول على خط الأزمة بشكل مباشر، في محاولة منها لإنقاذ حليفتها الصغرى من انهيار تام لجيشها، حيث تدخلت في اليوم الرابع من الخرب عن طريق تشكيل جسري جوي لنقل الجنود والسلاح ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وتحقق هذا الإنجاز بأقل خسائر ممكنة، فقد بلغت خسائر القوات المصرية 5 طائرات ، 20 دبابة ، 280 شهيد ويمثل ذلك 2 ونصف فى المائة من الطائرات و 2 فى المائة في الدبابات و3 فى المائة في الرجال ، وهى خسائر قليلة بالنسبة للأعداد التي اشتركت في القتال.
ولعبت الدبلوماسية دورا كبيرا في إنهاء الحرب، حيث توسط وزير الخارجية الأمريكي حينها هنري كيسنجر بين الجانبين، وانتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك، وانتهت الحرب رسميا بالتوقيع على الاتفاقية في 31 مايو عام 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
ولأن الرئيس الراحل أنور السادات كان بطل الحرب والسلام، فقد انتقلت الدبلوماسية المصرية بعد انتصارات حرب أكتوبر من مرحلة مواجهة الهزيمة وآثارها إلى مرحلة تسويق النصر والبناء عليه، واستخدام أسلحة التفاوض الدبلوماسي لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وبدأت عملية السلام بوساطة أمريكية وتكريس النشاط الدبلوماسي على اعتبار أن حرب اكتوبر هى آخر الحروب ، وبتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى ٢٦ مارس عام ١٩٧٩ استردت مصر كامل سيادتها على سيناء وقناة السويس فى ٢٥ إبريل عام ١٩٨٢ فيما عدا طابا التى عادت لمصر فى عام ١٩٨٩ عن طريق التحكيم الدولي بعد معركة دبلوماسية شرسة من قبل إسرائيل .
ومن أهم نتائج حرب أكتوبر استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعودة الملاحة في قناة السويس، ووضوح تأثير التضامن السياسي العربي، بالإضافة إلى ما أحدثته الحرب من تغيرات عميقة في كثير من المجالات على الصعيد المحلي لدول الحرب وعلى الصعيد الإقليمي للمنطقة العربية، وانعكاساتها على العلاقات الدولية بين دول المنطقة والعالم الخارجي خاصة الدول العظمى.
واليوم يستلهم جنود وشعب مصر من انتصار حرب أكتوبر عام ٧٣ القدرة على التنمية فى سيناء تحت شعار “يد تبنى ويد تحمل السلاح “، وبالتزامن مع العمليات العسكرية التى تقوم بها القوات المسلحة لدحر الإرهاب فى سيناء ، وبالتوازى معها تأتى مشروعات التنمية كأحد المشروعات القومية التى تتبناها الدولة عقب ثورة ٣٠ يونيو حيث تحظى التنمية في سيناء بعناية كبيرة من القيادة السياسية ، ويتضمن المشروع تنمية نحو ٤٠٠ ألف فدان من أراضى شمال سيناء زراعيا ، وإنشاء قرى توطين للسكان ، ويشمل مخطط تنمية شمال سيناء توجيه استثمارات حكومية بنحو مليار و٦١٩ مليون جنية تمول الخزانة العامة توزيعها على عدد من برامج تخدم شتى المجالات.
أ ش أ