قالت صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها إن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل خرج من الانتخابات التي جرت أمس الأول خائباً، كما انتخابات إبريل (نيسان) الماضي. فشل مرتين في محاولته تشكيل حكومة والبقاء في منصبه كي يتجنب المحاكمة بتهمة الفساد وإساءة الأمانة، ما قد يقوده إلى السجن.
وأكدت الصحيفة إن نتنياهو استخدم كل الأسلحة المتاحة لديه كي يتمكن من الحصول على الأكثرية النيابية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، وتمنحه الحصانة من
وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات لم تعط «الليكود» بزعامة نتنياهو، وتحالف «أبيض- أزرق» بزعامة بيني غانتس الأكثرية المطلوبة(61 نائباً) في تكرار لنتائج إبريل الماضي، وهذه النتائج تبقي «إسرائيل» في مأزق سياسي يحتاج ربما إلى معجزة للخروج منه.
ونقلت الصحيفة عن محرر صحيفة «هاآرتس» العبرية يوسي فيطر الذي كتب أن نتنياهو كان يحتاج إلى «كافة مهارات السحر والشعوذة التي يملكها من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمة»، وأشار إلى أن نتنياهو قاد شخصياً حملة انتخابية «مع ثلة من المساعدين الموهوبين، عديمي الأخلاق والكوابح».
وقالت الصحيفة إنه من أجل أن ينجو من المحاكمة، أطلق حملة قذرة ضد فلسطينيي ال 48، وحرض ضدهم لتشجيع المتطرفين اليهود على التصويت لصالحه، كما أطلق وعوداً بضم المستوطنات ومنطقة الأغوار والحي اليهودي في الخليل إلى دويلة الاحتلال، وقام بمغامرات كادت تشعل صراعاً مسلحاً على الجبهتين الجنوبية والشمالية، وفي سوريا والعراق تحت شعار حماية «أمن «إسرائيل»»، وتلقى دعماً غير محدود من الإدارة الأمريكية.
وأكدت الصحيفة إنه رغم كل ذلك أصيب بخيبة أمل وجاءت نتيجة الانتخابات بعكس ما تشتهي سفنه، ما يعني أن مستقبله السياسي بات على المحك، بعد عشر سنوات قضاها في السلطة، وهو بذلك يخطو خطوات ثابتة نحو قفص الاتهام.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من ذلك هناك إمكانية للخروج من المأزق السياسي الحالي، قد تكون حكومة الوحدة الوطنية هي الحل، وذلك يقتضي موافقة تحالف «أزرق- أبيض» و«الليكود» و«إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان وبقية المكونات الحزبية التي حصلت على مقاعد في الانتخابات، طبعاً باستثناء القائمة العربية المشتركة التي ترفض المشاركة في أية حكومة، كما أن الأحزاب اليهودية ترفض في الأساس مشاركتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيني غانتس زعيم «أزرق – أبيض» لا يعارض تشكيل حكومة وحدة وطنية يتناوب على رئاستها مع الليكود، وكذلك ليبرمان يشجع على تشكيل مثل هذه الحكومة، لكن يبقى سؤال: هل يقبل نتنياهو بحكومة ليس هو رئيسها الأوحد، ويوافق على التناوب مع آخر من حزب خصم، بعد أن كان يعتبر نفسه «ملكاً» يسعى لتسجيل رقم قياسي في الحكم، وسعى لأن تتمحور الانتخابات حول شخصه.
وبحسب الصحيفة فإن هناك هناك سيناريو آخر وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة «أبيض – أزرق» والليكود ولكن من دون نتنياهو الذي تنتظره اتهامات سوف تقوده بالتأكيد الى السجن، لأن بعض خصومه السياسيين يعتبرون وجوده في أية حكومة بمثابة عبء سياسي وأخلاقي لا يمكن تحمله.
واختتمت الصحيفة بانه المهم أن نتنياهو فشل، ويقول أحمد الطيبي عضو القائمة العربية المشتركة «الانتخابات تؤكد أن عهد نتنياهو انتهى.. نحن فخورون بجماهيرنا التي صوتت لنا، وفشل نتنياهو هدية نقدمها لهم».