على أمل الاحتفاظ بمتعة التدخين الأمن دون أضرار، وصولا إلى مرحلة الإقلاع، خرجت السيجارة الإلكترونية إلى النور في عام 2004 من الصين حيث تم إنتاجها، ثم غزت العديد من أسواق الدول، بما فيها الدول الغربية عبر شبكة الإنترنت، وفي الآونة الأخيرة، انتشرت وراج تدخينها حول العالم كبديل للسيجارة التقليدية خاصة بين الشباب، إلى أن بلغ عدد مدخنيها حتى الآن حوالي ١ر١ مليار شخص، بحسب أحدث إحصاء لمنظمة الصحة العالمية.
الآثار طويلة الأجل لاستخدام السجائر الإلكترونية غير معروفة بعد، وفوائدها ومخاطرها الصحية غير مؤكدة، فهناك أدلة مبدئية على أنها قد تساعد الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، وعلى الرغم من أن تلك الأدلة لم تثبت جدارتها كوسيلة أكثر فاعلية وأمانا من الوسائل الأخرى، إلا أن هناك قلقا من احتمال أن يبدأ غير المدخنين والأطفال في تعاطي النيكوتين من خلالها بمعدل أعلى مما كان متوقعا في حالة لو لم تبتكر.
واليوم، أعلن مجلس الوزراء الهندى عن حظر كامل وبشكل فوري على السجائر الإلكترونية، بعدما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا عن وفاة ٦ أشخاص بسببها، بالإضافة إلى إصابة ٤٥٠ شخصا بأمراض تنفسية، مما دفع العلماء والمسئولين لاعتقاد أن مخاطرها تفوق فوائدها، وأنها قد تكون شبحا جديدا فى صناعة الموت، رغم تأكيد منتجيها أن خطر حدوث أعراض سلبية من تدخينها منخفض، والآثار السلبية الأقل خطورة المحتملة التى تشير إليها تلك الشركات هى آلام البطن والصداع وضبابية الرؤية، وتهيج الحلق والفم والقيء والغثيان والسعال.
“كالمستغيث من الرمضاء بالنار”، تكون الوقائع قد أثبتت أن مشقة الإقلاع عن التدخين طواعية أكثر أمنا، وأهون من طلب مساعدة السيجارة الالكترونية فى هذا الشأن، إذا ما صح تسببها في وفاة الأمريكان الستة، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار من السلطات الأمريكية والهندية بحظرالسجائر الإلكترونية، باعتبارها مشكلة صحية جديدة وشبحا يهدد بالموت ينبغي مواجهته.
تشبه السيجارة الإلكترونية السيجارة العادية بشكل كبير في التصميم، إلا أنها تختلف معها فى إنتاج بخار مصنوع من جزيئات دقيقة ومتناهية الصغر تختلف فى تركيبها الدقيق بين المصنعين، وقد تم تحديد ٦٠ مركبا كيميائيا مختلفا في السيجارة الواحدة، ورغم احتوائها على سموم أقل، إلا أنه يحتمل أن يحتوي هذا البخار على مواد كيميائية ضارة غير موجودة في دخان التبغ العادي، حيث تشير الاحتمالات إلى وجود مادة كيمائية معروفة بأنها مهيجة للجهاز التنفسي، تتصاعد نتيجة قيام جهاز التسخين فى السيجارة بتسخين محتواها حتى درجة ٢٤٧ درجة مئوية تسبب أضرارا صحية بالغة.
وتتكون السيجارة الإلكترونية من أسطوانة في شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بها خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة، ومصباح صغير للإضاءة تعطي مدخنها الإحساس كأنه يمسك سيجارة عادية، وبطارية قابلة للشحن مصنوعة من عنصر “الليثيوم” الكيميائي تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور، مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين، ومستشعر الزفير الخارج من فم المدخن، والذي يساعد على تشغيل البطارية تلقائيا، وخلية التسخين التى تقوم بتسخين النيكوتين السائل في السيجارة، والمحلول السائل وما يميزه من نكهات مختلفة من الفواكه والأعشاب.
أول ظهور لفكرة استبدال التبغ كانت في عام 1963، وكانت الفكرة مبنية على استبدال التبغ بهواء ساخن بنكهة، حيث حاولت شركات التبغ تطوير أجهزة توليد الهباء الجوي من النيكوتين، ثم استحدثت السيجارة الإلكترونية في الصين على يد الصيدلي الصيني هون ليك الذى ابتكرها في عام 2003، بعدها بدأت في الظهور في السوق الصينية في مايو عام 2004 كبديل ومساعد للإقلاع عن التدخين، وبدآت الشركة التي يعمل بها هون ليك بتصدير منتجاتها إلى العالم في عام 2006، وحصلت على براءة اختراع عالمية في عام 2007.
وتصنع معظم السجائر الإلكترونية في الصين بسبب التداخل مع قوانين التبغ وسياسات العقاقير الطبية، وتتم مناقشة قوانين السجائر الإلكترونية في العديد من البلدان، وتتنوع أشكالها بين أربعة تصميمات، وهى ذات التصميم الصغير الشبيه بالسجائر التقليدية، وذات الاستخدام الواحد، وذات الحجم المتوسط، والقابلة للتعديل.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)