أثارت الاستقالة التي تقدم بها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون موجة من ردود الفعل، خاصة وأنه يقف ورائها بوادر تعاطي من ترامب مع الملف الإيراني، وسط معارضة شديدة من بولتون لهذا التغير في السياسية الأمريكية تجاه طهران.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن خلافات سياسية في مجموعة من القضايا الحساسة نشبت بين ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون، ما أدى للحاق الأخير بركب المسؤولين المستقيلين من البيت الأبيض، لكن بولتون ليس هو العقبة الوحيدة أمام انطلاق الحوار مع طهران.
طرحت صحيفة “العرب” رؤيتها للاستقالة التي تقدم بها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، مشيرة إلى إنه وبعد 17 شهراً من تعيين الرئيس ترامب لبولتون مستشاراً للأمن القومي، طغت الخلافات بينهما.
وأوضحت الصحيفة، أن إيران مثلت واحدة من الملفات المهمة التي تباينت فيها الرؤى السياسية بين ترامب وبولتون، بالإضافة إلى مجموعة من القضايا الأخرى مثل كوريا الشمالية وفنزويلا، الأمر الذي انتهى إلى لحاق بولتون بركب المسؤولين الذين اختاروا مغادرة البيت الأبيض بسبب أسلوب ترامب.
وأشارت “العرب” إلى أن استقالة بولتون تأتي نتيجة لسياسة “ترامب أولاً”، وهي السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي منذ أن وصل إلى السلطة. وأوضحت أن الخلاف بين الرجلين بولتون وترامب كان واضحاً منذ البداية رغم التقائهما في فكرة رفض الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران.
ورأت، أن تشدد بولتون أدى إلى تفاقم الخلافات بينهما خاصة مع اتباع ترامب لسياسة العقوبات، مع إمكانية الحوار، وهو ما رفضه بولتون المتشدد في التعاطي مع إيران.
رأت صحيفة “اندبندنت عربية”، أن بولتون كان لاعباً أساسياً في توجيه السياسة الأمريكية حيال إيران عبر تشديد العقوبات وتكثيف حملة “الضغط القصوى”، وهو ما لم يوافق عليه ترامب، إضافة إلى تحفظ بولتون من بعض السياسات التي أنتهجها ترامب، ومنها تراجعه عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران بعد أسقاط طائرة مسيرة أمريكية.
وكان لإعلان ترامب رغبته في لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، إذا ما تم التوافق على الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى إعادة إطلاق مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي، سبباً لتوسيع دائرة الخلافات بين بولتون وترامب.
تقول صحيفة “الشرق الأوسط”، إن الرئيس الأمريكي ترك الباب مفتوحاً نحو التفاوض مع طهران، وتؤكد الصحيفة، أن ترامب يعتقد أن طهران تريد إبرام اتفاق مع واشنطن بخصوص برنامجها النووي. وأشارت الصحيفة إلى أهمية التحركات الإيرانية، وسط أنباء عن إبلاغ الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يجري مفاوضات، في ظل العقوبات الأمريكية.
يقول الدكتور محمد مبارك في مقال له بصحيفة “أخبار الخليج” البحرينية، إن إيران فشلت في محاولة إطلاق صاروخ إلى الفضاء الخارجي، وهو الفشل الذي جاء نتيجة لما تردد عن حصول انفجار في قاعدة إطلاق الصواريخ الإيرانية.
وأشار مبارك إلى نشر الرئيس الأمريكي لصورة علوية وقريبة لموقع فشل عملية الإطلاق عبر حسابه على تويتر، وبات واضحاً وجود ما يشبه الانفجار في هذا الموقع، الأمر الذي يؤكد أن هذه الصورة التي نشرها الرئيس ترامب لم تكن مجرد صورة عابرة، أو صورة تتحدث عن انفجار في موقع، وإنما هي رسالة تقول للنظام الإيراني: نحن نخترقكم بالكامل!.
المصدر: وكالات