قال المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي إنه لن يكون هناك شئ اسمه جماعة الإخوان إذا انتخب رئيسا.
وأكد السيسي، في أول ظهور إعلامي أمس الإثنين مع لميس الحديدي وإبرهيم عيسى، أن مشكلة الاخوان ليست معه شخصيا ولكن مع الشعب المصرى بأكمله، واصفا الإخوان بأنهم تميزوا بـ “الغباء السياسي” و”الغباء الديني”، على حد قوله.
وشدد السيسي على أنه إذا ما أصبح رئيسا للجمهورية لن يكون هناك مكان لجماعة الإخوان قائلا “لن يصلح أن يكون هناك فكر مثل فكرة جماعة الإخوان مرة أخرى، الشعب المصري هو من أنهى جماعة الإخوان وليس أنا، الأمر أكثر من إرادة الرئيس.. الإخوان علموا في عقول الناس لمدة 8 شهور وهذا يدل على الغباء السياسي والديني.”
وقال “لن تكون هناك جماعة الإخوان إذا اصبحت الرئيس.. وهذا ليس معاداة للدين أو للإسلام.. أنا لا يمكن أن أعمل ما يخالف ما أمر الله به.”
وأعرب المرشح الرئاسي عن اعتقاده بأن الجماعات الإرهابية مجرد سواتر للإخوان.
وقال إن عمليات الجيش استغرقت وقتا طويلا فى سيناء لتجنب سقوط أبرياء قدر الإمكان، وأضاف “في حال فوزي بالرئاسة سأطالب القوات المسلحة بمزيد من المعاونة لقوات الشرطة في مكافحة الإرهاب”.
قال إن تحقيق الاستقرار الأمني هو أول أولويات برنامجه الانتخابي يليه تحقيق التنمية الاقتصادية.
وأضاف السيسي أن حجم العنف الذي حدث في مصر في الفترة الماضية أمر طبيعي لأن ما حدث في 30 يونيو أمر عظيم.
وتابع “عند مقارنة معدل الإرهاب في سيناء بمعدل الأمن سنجد أن معدل الإرهاب ينخفض”، وقال “الأمن لا يتحقق بهذه السرعة.. والقوات المسلحة ستساعد الشرطة في مكافحة الإرهاب إذا لزم الأمر.”
وقال إن حجم التغيير الذي حدث في سيناء غير مسبوق، مشيرا إلى أنه تم تدمير 1300 نفق من التي كانت تستخدم في التهريب بين مصر وقطاع غزة، وأضاف “حدودنا كانت مفتوحة.. والأرباح التي كانت تتحصل عليها حماس انتهت وحجم الوقود المهرب خلص.”
واعتبر السيسي أن العنف الذي حدث عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي كان متوقعا، وقال “البناء الفكري لهذه الجماعات أكد حتمية استخدامهم للعنف.. تلك الجماعات ترى أن المجتمع كافر.”
وأشار إلى لقاء جمعه بخيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان، وقال “التقيت معه واستمر لأكثر من 45 دقيقة يتحدث عن قدوم مقاتلين من كل الدنيا يقاتلوا المصريين وكان بمثابة تهدبد واضح وتحذير من التدخل في المشهد السياسي”.
وتابع “قلت له الواحد يموت أحسن قبل ما المصريين يقعدوا في بيوتهم خايفين.. اللي هيرفع سلاح في وش الجيش هننسفه من على وش الأرض.. ما يحدث في سيناء ممكن يخلص في يوم ولكن الكثير من أرواح النساء والاطفال كانت ستضيع.”
وقال إن أهم شئ يجب تحقيقه في الفترة المقبلة هو الموازنة بين محاربة الإرهاب واحترام حقوق الانسان، وأضاف “لابد من التأكيد على أنه عند وجود خطر بهذ الحجم لابد أن تكون هناك تجاوزات لفرض الأمن، نريد تحقيق الأمن والحرص على عدم حدوث تجاوزات وإذا حدثت ان يتم التحكم فيها.”
واعتبر أن إصدار قانون التظاهر كان أمرا لابد منه لمحاربة العنف والإرهاب، وقال إنه “ينظم حق التظاهر ولا يمنعه أو يحظره من يريد التظاهر يطلب تصريح.”
وشدد “البلد ستقع بحالة التظاهر غير المسؤول.. قانون التظاهر ينظم التظاهر ولا يمنعه.. وحالة الفوضى التي يخلقها التظاهر غير المسؤول ستجعل البلد يقع.”
وعن طلبات العفو الرئاسي عن النشطاء لمحبوسين لخرقهم قانون التظاهر قال السيسي “طلبات العفو القضاء هو المسؤول عنها ولكل حادث حديث.”
وعن برنامجه الانتخابي قال السيسي إنه “حلم قابل للتحقيق”، وأضاف “نحن نعيش على مساحة من الأرض بقالنا آلاف السنين وهذه الأرض لم تزد وهي 7% من مساحة مصر تجمع كل شئ الصناعة والزراعة وقسمت على الـ 90 مليون مواطن، من الممكن ان يكون هناك تصور آخر.”
وتابع أن برنامجه الانتخابي هو نتاج جهد كبير لعلماء ومفكرين وباحثين وخبراء من داخل وخارج مصر وهو قابل للتنفيذ، وقال “أنا لن أنام وانتم أيضا لن تناموا لا يمكن أن اترك لأحفادنا ميراثا من الديون.. لا يمكن أن يبقى 12 مليون شخص بدون عمل، سنعمل ليل نهار حتى يكون الانتاج ضخما جدا لسد العجز الموجود.”
وأكد أن البرنامج يحتاج لفترة زمنية لتحقيقه قائلا “ليس من المعقول أن ما تراكم عبر سنين طويلة يمكن حله بين يوم وليلة ولكن عبر فترة زمنية معقولة.. مثلا التمدد على مساحة الجمهورية وتغيير التركيبة الجغرافية والسكنية يحتاج لوقت.”
وأشار إلى أن برنامجه يتضمن ممر التنمية ومحور قناة السويس وتنمية سيناء وغيرها، وقال “الكلام كله كان يقال من قبل ولكن الفرق هو الإرادة .. الإرادة هي اللي هتجعل الناس تعيش.”
وأعرب عن اعتقاده بأن التزامه الصمت في الفترة الماضية كان ضرويا، وأضاف “كنت بمثل للناس والمصريين القدوة الحسنة والمثل في كل أمر، دولة قانون عندما تقرر لجنة الانتخابات شئ لابد ان امتثل له لأنه قانون.”
وتابع “بعد انتهاء خدمتي في القوات المسلحة كنت اتصل بالجميع وكل الاطياف حتى اسمع آراء مختلفة لمصلحة البلد، انا حريص اني متكلمش كتير، أحد اشكاليات النظم السابقة هو عدم اتصالها مع الناس.. لازم نتكلم.”
وقال “انا لا استطيع ان احترم نفسي اذا وضعت خطة للاستيلاء على السلطة، ولا احترم آراء الناس، احترام إرادة المصريين أشرف من تولي السلطة.”
وعن أسباب ترشحه لانتخابات الرئاسة قال السيسي إن التحديات التي تواجه مصر والاستهداف الداخلي والخارجي تحتم على أي وطني مسؤول لديه فرصة أن يتقدم ويحمي شعبه ووطنه، “التهديدات وضخامتها كان لا يمكن أن اترك الناس، لايمكن ان اترك مصر لهذا الخطر والتهديدات.”
وأضاف “استدعاء المصريين خاصة البسطاء منهم هو السبب الآخر لترشحي، تلبية أوامر الناس هو جزء مهم من احترام المصريين.. المصريون عندما يريدون شيئا ينفذوه”، مشيرا إلى أن يوم الاستفتاء على الدستور كان بالتوازي مع نزول المصريين للاستفتاء استدعاء واضح له بالترشح للرئاسة.
ولفت السيسي إلى أنه استشار القوات المسلحة عند اتخاذ قرار الترشح، وقال “كان يجب أن أخطرهم، القائد العام منصب حساس والموضوع كبير كان لابد من المناقشة فيه لأنه يترتب عليه تغييرات.. نتيجة القرار تغيير في المناصب، عند اتخاذ قرار مثل هذا لابد أن يتم ترتيب الجيش قبل أن يخرج منه المشير.”
وأشار السيسي إلى أن أعضاء المجلس العسكري قالوا له عند طرح قرار ترشحه “إذا كنا نحب الوطن فليس لنا خيار آخر.”
وأوضح السيسي أنه لم يشاور أي عاصمة أجنبية في قرارات 30 يونيو وقال “انا لست محملا ولا مدينا لأحد إلا الله والوطن والشعب فقط، لم نتعاون لم نتآمر لم نستأذن ولم نتشاور مع جهات داخلية ولا خارجية.”
وقال السيسي إنه تعرض لمحاولتي اغتيال حتى الآن، وأضاف “نحن نثق ونؤمن بالقدر .. لا يستطيع أحد أن يأخذ روحي قبل أوانها، نحن نأخذ بالاسباب ولكن هذا لا يعني ان استخبى، سوف اتحمل مسؤولية المنصب إذا توليته بكل ما يتضمنه.”
وأوضح أن الخلفية العسكرية هي خلفية متنوعة وأن الخدمة في القوات المسحلة اكسبته مهارات وخبرة، مؤكدا أن عمله في المخابرات إضاف إلى شخصيته.
واعتبر أن الخطاب الإسلامي أفقد الإسلام إنسانيته، وقال “هذا أمر خطير.. أحنا قدمنا ربنا بصورة خاطئة للناس، الحاكم لا يكون داعية لكن يجب أن يكون منتبها ومسؤولا، ولا يترك من يتقدم باسم الدين.”
وتابع أن الرشد والممارسة الحقيقية للدين ليس ما يحدث الآن، الحاكم يتعامل مع الواقع بشكل متكامل ويضع أوامر ضابطة لما يحدث، ما يحدث الآن من قتل وعنف باسم الدين هو إساءة للدين.
وقال “إسلام الدولة غير إسلام الفرد، الناس لا يكونوا متماثلين طابور داخل الجنة، الدين محتاج يتراجع”، وأضاف ” أنا قلت للجميع عند لقائي بهم خطابكم الديني لا يرتقي.”
وتابع “حال فوزي سنتواصل ونتفاهم مع القوى السياسية وهذا ما سيتم، والأمر لا يقتصر على القوى السياسية بل كل أطياف المجتمع، أتصور وهذا ما يجب أن يحدث في المستقبل.
وقال السيسي إنه سيقبل الانتقادات ولكن ليس التجاوزات مضيفا “هستحمل الانتقادات لكن ليس التجاوزات.. أنا اتعامل مع الناس بالخلق الحسن ولا اقبل من الآخرين أقل من هذا كشخص وكرئيس، وإذا كان هذا مفهوما عند الناس بصفته في مصلحة الوطن فيجب أن يتم تصحيحه”.
“لماذا يتجاوز معي أحد أنا اتحدث بكل صراحة وشفافية وإذا لم تصدقني إذا فهناك خطأ في التواصل.”
ولفت إلى أن التقويم الأخلاقي مهمة من مهمات الرئيس، وقال إن “القانون لوحده ليس كافيا.. يجب أن يكون هناك آليات أخرى إلى جانبه لتقويم الاشخاص، ويجب العمل على تلك الآليات وهي مؤسسات التعليم والعبادة والإعلام.. الكل يساهم في ضبط الحالة والأخلاق التي نقول إن بها مشكلة الآن، وهذا يحتاج لوقت.”
وعن الانتقادات التي وجهت له لإعلانه ترشحه للرئاسة وهو يرتدي البدلة العسكرية قال السيسي “أي رأي هحترمه وإذا تحفظ البعض على ذلك فاحترم رأيهم.. لكن على البعض ان يتفهموا قيمة هذه البدلة لي ولمصر، وهذه يمثل شكر للجيش ولجميع أفراده الذين عملت معهم لمدة سنتين.”
وشدد “لن أقبل كلمة عسكرة الدولة سأتوقف عندها.. الجيش لم يحكم من قبل لكي يحكم في المستقبل.. الثلاثين سنة الماضية الجيش كان يقوم بدوره في حماية الوطن والتنمية.. إذا أصبحت رئيسا الجييش لن يحكم مصر.”
وتابع “أنا لن أسمح لأحد أن يقول كلمة عسكر مرة أخرى، الجيش كان في خدمة الشعب.. العسكر فئة من القوات كانت موجودة في العصر القديم واللفظ يستخدم الآن للإساءة ونحن نقول القوات المسلحة أو الجيش، والقوات المسلحة لن تتدخل في الحكم إذا اصبحت الرئيس.”
وقال “لو قدر لي أن أصبح رئيسا.. مصر سترى أمرا جيدا جدا.”
المصدر: الوكالات