ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم /الاثنين/ أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم إشارات متناقضة بشدة بشأن حربه التجارية مع الصين يوم أمس /الأحد/، حيث أنهى اليوم بتصعيد تهديداته بفرض رسوم جمركية أعلى، رغم أنه ظل معزولًا عن زملائه من قادة العالم المجتمعين في قمة ال7 الكبار في فرنسا لمناقشة إستراتيجية هزت الاقتصاد العالمي.
وقالت الصحيفة -في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن ترامب اعترف بالأمس – بعدما قضى يوما كاملا للدفاع عن أوامره بالبحث عن بديل لإخراج الشركات الأمريكية من الصين- بأنه كانت لديه “أفكارا ثانوية” حول فرض جولة جديدة من الرسوم على البضائع الصينية، وفي غضون ساعات، عكس مساره مرة أخرى، وقال إنه يأسف فقط لعدم رفع الرسوم الجمركية أعلى من ذلك.
وأضافت الصحيفة:” أن خطاب ترامب المزدوج جاء على خلفية اجتماعات متوترة انعقدت في مدينة “بياريتز” الفرنسية ، لكنها ظلت ودية، موضحة “أن الخطاب تسبب في تعزيز الشكوك بشأن جهود ترامب لتغيير السلوك الصيني، من خلال المراهنة على مصير مليارات الدولارات التي تنتج من التجارة التي تتدفق بين البلدين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة اتفقوا منذ فترة طويلة على أن سياسات الصين تشكل تهديدًا حقيقيا، لكن هناك إجماعًا قليلًا حول نهج ترامب، وتشككات من أن ترامب ربما يدفع الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود، وهو ما قد يصيب الاقتصادات الأوروبية المضطربة بالفعل بضراوة.
وتابعت الصحيفة ” أنه مع ذلك، وبعيدًا عن استغلال فرصة تجمع الكبار في فرنسا لتشكيل جبهة موحدة ضد سياسات التجارة الصينية، فقد نأى ترامب بنفسه مرة أخرى من خلال تأكيد عزمه بعدم التراجع”.
واستطردت ” أن رؤساء الدول من بعض الديمقراطيات الرائدة في العالم تعاملوا بحذر مع ترامب أثناء القمة التي عُقدت في جنوب فرنسا، على أمل تجنب حدوث ثورة غاضبة… لكن العديد منهم تحدوا ترامب علنا بشأن قضايا التجارة، وكوريا الشمالية وروسيا “، موضحة أن بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الجديد -الذي شوهد وجهاً لوجه مع الزعيم الأمريكي أكثر من الزعماء الآخرين- سخر من ترامب علناً بشأن قيمة التجارة الحرة ومخاطر المواجهة الممتدة بسبب التجارة”.
كما أبرزت “نيويورك تايمز” أن مؤشرات ضعف الاقتصاد العالمي التي جددت المخاوف من حدوث ركود في الولايات المتحدة وأوروبا، عكست المخاطر الكامنة في محاولات ترامب أحادية الجانب لمواجهة السياسات الصينية التي يؤكد الجميع- بمن فيهم منتقدوه- بأنها تضر بالمصالح الأمريكية.
وفي داخل الولايات المتحدة، انتقد الديمقراطيون نهج ترامب قائلين إن النفوذ الأمريكي في الحرب التجارية يضعف بسبب فشل الرئيس في العمل مع الحلفاء لإتباع نهج منسق لتغيير مسار الصين، فحتى الآن، تهربت الصين من بعض رسوم ترامب عن طريق شراء المزيد من احتياجتها من الدول الأخرى، على الرغم من أن النزاع التجاري قد أثر أيضًا على حلفاء واشنطن مثل ألمانيا، التي تشهد حاليا تباطؤ في اقتصادها.
المصدر: أ ش أ