قمتان تحملان الرقم ” 7 ” وتتشاركان في هدف واحد هو التنمية المستدامة في أفريقيا هما ( قمة مجموعة الدول السبع الكبرى، و مؤتمر طوكيو الدولي السابع لتنمية أفريقيا ” تيكاد 7″، وتعقدان بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الحالي.
تعد قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التى تستضيفها مدينة “بياريتز “الفرنسية واحدة من أكثر القمم الكبرى التي تحظى بمتابعة واسعة على مستوى العالم، لما لها من أثر ودور فعال في مناقشة القضايا الاقتصادية التي ترتبط بها السياسات الاقتصادية في مختلف دول العالم.
وتأتى دعوة مصر لحضور قمة مجموعة الدول السبع انطلاقا من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وتعبيرا عن العلاقات الوطيدة بين مصر وفرنسا ، وتقديرا لمصر وقيادتها ودورها الإيجابي في قارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والعالم ، بالإضافة إلى ما حققته مصر على الصعيد الاقتصادي خلال السنوات الخمس الماضية.
ويحمل الرئيس السيسي إلى القمة “ملف التنمية والشراكة مع إفريقيا” بعدما تم وضع خطة استراتيجية لها حتى عام ٢٠٦٣ ، وتم تحديد أولويات التنمية فيها، وطموحاتها في التقدم والتعاون الدولي من أجل التنمية، ووضع خطة لتيسير اندماج دولها في الاقتصاد العالمي، وتيسير التبادل التجاري، ونقل التكنولوجيا، وتشجيع الاستثمارات إلى أفريقيا في مجالات البنية الأساسية والطاقة وغيرها، فضلا عن التنسيق بشأن القضايا السياسية وقضايا السلم والأمن في أفريقيا والعالم.
يشارك في القمة 24 وفدا ومن بين المشاركين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ، ورئيسا وزراء اليابان وكندا، وتشهد القمة أول حضور لرئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، حيث يناقش مع قادة المجموعة ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي “البريكست” الذي وعد بتنفيذه بحلول 31 أكتوبر القادم .
كما تشارك في القمة دول (جنوب إفريقيا والسنغال ورواندا وبوركينا فاسو وأسبانيا والهند وأستراليا وشيلي)، بالإضافة إلى مشاركة ممثلي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
وتعقد القمة هذا العام على خلفية استمرار وجود خلافات وانقسامات كثيرة بين قادتها منذ عقدت اجتماعها السابق فى كندا ، وما شهدته من جدل وانقسام أثناء التطرق لمناقشة القضايا الخلافية الكبرى التي يشهدها العالم ، خاصة فيما يتعلق بقضايا المناخ والبيئة ، والحرب التجارية المعلنة بين الولايات المتحدة والصين، والتوترات القائمة بشأن التعامل مع إيران، وملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وكانت المجموعة قد تأسست في عام 1976، بعدما انضمت كندا إلى مجموعة الست التي تشمل فرنسا، وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والتي تجمعت في بادىء الأمر لمواجهة الأزمات الاقتصادية التي شهدها منتصف السبعينيات بروح منفتحة وبناءة، خاصة صدمة البترول وإصلاح نظام النقد العالمي بعد نهاية نظام “بريتون وودز” والتخلي عن نظام تحويل الدولار إلى ذهب.
كما يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة “تيكاد7” التى تستضيفها مدينة يوكوهاما اليابانية في الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الجاري، وهي محفل كبير في اليابان استضافت دورتها السابقة بمشاركة 4500 شخصية عالمية مما يعكس أهمية هذا المحفل الذي يعقد هذا العام تحت عنوان “الشعوب والتكنولوجيا والتنمية”.
ويؤكد هذا الشعار حرص اليابان على تقديم خبراتها في مجال التنمية البشرية والاهتمام بقدرات الشعوب مع ما تملكه من قدرات تكنولوجية وفنية عالية يمكنها أن تسهم في الانتقال بعملية التنمية في أفريقيا إلى مستويات أرفع.
وتشمل أجندة المؤتمر كل ما له علاقة بآفاق التنمية سواء كانت بشرية أو اقتصادية أو تنموية أو مالية أو اجتماعية أو صحية، إضافة إلى الاعتناء بقضايا البنى التحتية وتطوير المدن وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية ونقل التكنولوجيا والعمل المالي والمصرفي وعملية تطوير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويبرهن “مؤتمر تيكاد” دائما على أنه منتدى أقرب لعملية التنمية في أفريقيا ويعد شراكة أفريقية تنموية مع الحكومة اليابانية التي تقدم من خلال ذراعها التنموية “وكالة اليابان للتعاون الدولي (JICA)” الكثير من المكاسب لشعوب القارة الأفريقية.
ويشار إلى أن حجم العلاقات السياسية واللقاءات المتكررة على مستوى القمة بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تضع العلاقات المصرية اليابانية في مكانة متميزة.
المصدر : أ ش أ