ذكرت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن الانقسام بين الولايات المتحدة وبريطانيا بشأن التعامل مع إيران تزايد بشكل مطرد في الفترة الأخيرة.
وقالت الصحيفة – في تقرير في هذا الشأن (بثته على موقعها الالكتروني) – ” إن رفض بريطانيا تأييد النهج الناري لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه العدوان الإيراني الأخير أثار قلق الخبراء والمشرعين بشأن حالة “العلاقة الخاصة” بين اثنين من الحلفاء المقربين تاريخياً.
وأوضحت الصحيفة أن المملكة المتحدة رفضت يوم الاثنين الماضي دعوة الولايات المتحدة لبذل جهود مشتركة بين الدول لحماية السفن غير الإيرانية التي تبحر في مياه الخليج، على الرغم من أن طهران استولت على ناقلة نفط بريطانية كانت تبحر في المنطقة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة اختارت بدلا من ذلك زيادة وجودها العسكري في المنطقة، وهو تطور مقلق لأولئك الذين عملوا منذ فترة طويلة على تعقب وتعزيز العلاقة بين حليفي الناتو “لندن وواشنطن”.
وتعليقاً على ذلك، نقلت الصحيفة عن إيلان جولدنبرج، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والذي أصبح الآن خبيراً في شؤون الشرق الأوسط وإيران، قوله: “إنها علامة مخيبة تلك التي تظهر حقيقة أن الولايات المتحدة وأقرب حلفائها لا يمكنهما العمل معا على قضية بعينها”.
وبالمثل – حسب الصحيفة – يبدو أن الولايات المتحدة لا تميل إلى تقديم المساعدة لبريطانيا .. حيث قال وزير الخارجية مايك بومبو يوم الخميس الماضي إن “المسؤولية تقع على عاتق المملكة المتحدة من أجل رعاية سفنها”.
ورداً على هذا التصريح، قال جولدنبرج: “إن هذا الأمر يمكن أن يكشف شيئاً عماً وصلنا إليه في مستوى هذه العلاقات في الوقت الحالي”.
وأضاف جولدنبرج – الذي كان في لندن في وقت سابق من هذا الأسبوع وتحدث مع المسئولين الأمريكيين والبريطانيين مباشرة- إن هناك خوفاً بين الحلفاء بشأن مسار الشراكة القائمة مع الولايات المتحدة لمواجهة العدوان الإيراني .. ويتمثل هذا الخوف في إمكانية الانجرار إلى صراع عسكري بسبب الولايات المتحدة”.
وتابع جولدنبرج (في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة “ذا هيل”): “إنهم قلقون من أنهم إذا فعلوا شيئا مثل إقرار حرية الملاحة في المنطقة، بزعم حماية السفن البريطانية، وفي حال وقع خطأ من جراء ذلك، فهذا ينذر بنشوب صراع يمكن أن تقوده الولايات المتحدة”.
وفي هذا الصدد ، قالت الصحيفة ” إن سياسة “أمريكا أولاً” لإدارة ترامب تجعل الحلفاء يرفضون أيضا فكرة دعم الجهود الأمريكية في إيران لأنهم غير متأكدين من أن الولايات المتحدة سوف تساعدهم في حالة نشوب صراع أكبر”.
وفي الواقع، أضاف بومبيو أيضًا:” أنه بينما يلعب الجيش الأمريكي دوراً في مراقبة النشاط في مضيق هرمز، ينبغي على العالم القيام بدور أكبر في هذا أيضًا للحفاظ على هذه الممرات البحرية مفتوحة”.
المصدر: أ ش أ