كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية توقف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بسبب خلاف في وجهات النظر بين البلدين حول تناول أزمة شركة “هواوي” الصينية التي لا تزال مدرجة على القائمة السوداء لوزارة التجارة الأمريكية رغم وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيف القيود المفروضة على عملاق الاتصالات الصيني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس-أنه لم يتم حتى الآن عقد لقاءات مباشرة بين مسئولي البلدين منذ أن قرر الرئيسان ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، استئناف المفاوضات التجارية عقب قمة ثنائية جمعهما على اجتماع مجموعة قمة العشرين نهاية الشهر الماضي، وبرغم قرار الرئيس الأمريكي بالسماح للشركات الأمريكية بتصدير منتجاتها إلى “هواوي”، إلا إنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى توافق بين دوائر صنع القرار الأمريكي بشأن ماهية المنتجات التي يمكن تصديرها دون التسبب في إثارة مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأمريكي .
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه من المتوقع أن يعقد مسئولو البلدين اتصالات هاتفية الأسبوع الجاري حيث تترقب بكين كيفية معالجة الولايات المتحدة لأزمة “هواوي” قبل أن تقرر تقديم أية تعهدات للجانب الأمريكي بشأن الاتفاق التجاري المستهدف، ناسبة إلى رئيس مركز دراسات الصين والعولمة قوله بإن” الخلاف بشأن هواوي تسبب في تغيير مسار المحادثات بشكل جذري .. بحيث سيعطل وتيرة إتمام اتفاق تجاري التي تتمنى الولايات المتحدة أن تكون أسرع من ذلك بكثير”.
من جانبها، قالت “وول سترت جورنال”:”يبدو أن الولايات المتحدة استسلمت لفكرة الانخراط في معركة طويلة الأمد مع الصين.. حيث هدد الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع صينية بقيمة 325 مليار دولار، في حال أراد ذلك ، مشيرا إلى أن الطريق إلى اتفاق تجاري مرضي للطرفين لا يزال طويلا..وهو ما استدعى انتقادات من قبل الخارجية الصينية التي اعتبرت أن ترامب يريد من وراء ذلك وضع عقبة ثقيلة في طريق التوصل لاتفاق”.
ولفتت الصحيفة إلى أن تعطل المفاوضات يشكل عامل ضغط كبير على نواب الكونجرس المعارضين لتصعيد التوترات التجارية مع الصين نتيجة تأثير ذلك السلبي على مصالح المزارعين وأصحاب الأعمال في الولايات الأمريكية التي يمثلونها، بعد أن توقفت مبيعاتهم إلى الصين عقب انهيار المفاوضات بين البلدين في مايو الماضي.
وانهارت المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة منذ مايو الماضي بعد أن قررت إدارة الرئيس ترامب إدراج “هواوي” على القائمة السوداء التي تحظر على الشركات الأمريكية تزويد نظيرتها الصيني بأية منتجات دون الحصول على تراخيص مسبقة بزعم أن الشركة قد تستخدم شبكات الهاتف المحمول في التجسس لصالح الحكومة الصينية ..وهو الأمر الذي نفته “هواوي”.
المصدر أ ش أ