ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الأحد، أن الرئيس دونالد ترامب سعى أمس لتخفيف حدة التوترات مع إيران، ومد يده بغصن الزيتون “للبدء من جديد” في المحادثات النووية، حتى أنه شكر طهران على قرارها “الحكيم” بعدم إسقاط طائرة عسكرية أمريكية على متنها أفراد.
وقالت الصحيفة، إن رفض ترامب المضي قدما في شن ضربة عسكرية ضد إيران لإسقاطها طائرة بدون طيار في مياه الخليج، أدى إلى تفادي أزمة جديدة كان من المحتمل أن تندلع في الشرق الأوسط، حيث كانت إيران والقوات التابعة لها على استعداد للرد على الأهداف الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
ومع ذلك، أضافت الصحيفة “في الوقت الذي تلاشى فيه شبح هجوم وشيك، ما زالت احتمالات تجدد الصراع تستمر في الوقت الذي تتفاقم فيه المشكلات الأساسية بين البلدين”.
من جانبها، لم تُظهر إيران، الغاضبة من العقوبات الأمريكية التي فرضت عليها بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، أي اهتمام بإعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع إدارة ترامب التي عملت على خنق اقتصادها، ومنعها من بيع النفط في السوق الدولية.
وقال ترامب، مخاطبا المراسلين قبل مغادرته إلى كامب ديفيد، يوم أمس، إنه يريد أن يفعل أشياء رائعة للخصم، وأضاف:”أن إيران تريد أن تصبح دولة ثرية مرة أخرى، دعونا نجعل إيران عظيمة مرة أخرى”، لكنه لم يبدِ أي اهتمام بتخفيف العقوبات – بل ووعد بالمزيد، على الرغم من إصرار إيران على وجوب رفعها قبل بدء أي حوار.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد الأحداث الدرامية ليوم الخميس الماضي، توجه عدد من كبار المسئولين الأمريكيين إلى الشرق الأوسط لحضور اجتماعات، حيث وصل مستشار الأمن القومي جون بولتون إلى إسرائيل، يوم أمس، بينما وصل يوم أمس الأول، برايان هوك المسؤول في وزارة الخارجية عن الملف الإيراني إلى المملكة العربية السعودية، بينما أشادت كلتا الدولتان بحملة “أقصى ضغط” التي تمارسها واشنطن ضد طهران.
وتعليقا على ذلك، قال فيليب جوردون الباحث في مجلس العلاقات الخارجية ومسؤول سابق في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما: “إن تجنب المزيد من التصعيد سيكون أمرا صعبا، نظرا لإصرار الطرفين على عدم التراجع، والتفاوض النووي الجديد، الذي يدعي ترامب أنه يريده، سيكون إحدى الطرق لتجنب الصدام، لكن من غير المحتمل أن تدخل إيران في محادثات مع إدارة لا تثق بها، بل إنها أقل احتمالا للموافقة على نوع الاتفاق بعيد المدى الذي يقول ترامب إنه ضروري”.
المصدر: وكالة الشرق الأوسط (أ ش أ)