فى دراسة جديدة مفصلة نشرت فى مجلة “نيتشر” ، لجأ فريق من الباحثين فى جامعة”كولومبيا” الأمريكية إلى شرح الخطوات التي اتبعوها لتحديد كيفية تأثير التغييرات المائية للأرض، مثل الجفاف أو الفيضانات ، على قدرة القارات على حصر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات من عدة نماذج كوكبية لتحديد نسب انخفاض إنتاجية المناطق الأحيائية؛ أي كمية الكربون التي تكسبها المنطقة أو تفقدها خلال فترة زمنية محددة بسبب التغيرات في رطوبة التربة.
وما توصل إليه الباحثون كان مذهلاً.. حيث قالت الباحثة “جوليا جرين” في بيان صحاي ، ” توصلنا إلى أن قيمة إنتاجية المناطق الأحيائية ستكون في الواقع أعلى مرتين تقريبًا من قيمتها إن لم تتعرض رطوبة التربة لهذه التغييرات”.. و بعبارة أخرى ، فإن الأرض تمتص نحو نصف كمية ثاني أكسيد الكربون التي كان من المفترض أن تمتصها..
و يمكن أن يكشف هذا البحث عن بداية دورة خطيرة جدًا ؛ فالتغيرات المناخية تسبب المزيد من الظواهر الجوية الشديدة، مثل الجفاف والفيضانات. وتؤثر هذه الأحداث على التربة بطريقة تنعكس على قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ويشير البحث إلى أنه كلما امتصت الأرض كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون، ازداد تغير المناخ سوءًا وتسبب في حدوث المزيد من الأحداث المناخية القاسية.. وقالت جرين :” هذه مشكلة كبيرة قد تجعلنا نشهد زيادة كبيرة في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فضلًا عن ارتفاع مماثل في آثار الاحتباس الحراري وتغير المناخ، خاصة إن استمرت رطوبة التربة في تقليل قيمة إنتاجية المناطق الأحيائية بمعدلها الحالي، وبدأ معدل امتصاص الكربون في الأرض بالانخفاض بحلول منتصف هذا القرن، تمامًا مثلما أشارت نماذجنا”.
و من المعلوم أن النباتات تحتاج إلى غاز ثاني أكسيد الكربون للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي يعد جيدًا جدًا بالنسبة للبشر؛ إذ إننا ننتج نحو 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام خلال ممارسة نشاطاتنا ، فتعالج نصف هذه الكمية النباتات وتخزنها التربة وتمتصها المحيطات، وينتقل النصف الآخر إلى الغلاف الجوي .. لكن يمكن أن يتغير هذا الوضع في المستقبل ؛ إذ تشير دراسة جديدة أجريت في جامعة كولومبيا إلى أن المعدل الحالي لامتصاص ثاني أكسيد الكربون قد لا يدوم.. وقال الباحث «بيير جنتاين،» «إن وصلت الأرض إلى الحد الأقصى لمعدل امتصاص الكربون، قد يتسارع الاحتباس الحراري متسببًا في عواقب وخيمة على الناس والبيئية “.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)