أصبح مقررا على الإسرائيليين العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية خلال عام، بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة ائتلافية خلال المهلة التي مُنحت له، عقب انتخابات أبريل الماضي.
ومن المقرر أن يتوجه الإسرائيليون إلى الانتخابات في 17 سبتمبر المقبل، فيما اعتبر هذا الأمر لطمة لنتنياهو، ذلك أنه كان قد أعلن بكل ثقة فوزه في الانتخابات الأخيرة، لكنه لم يستطع تجميع تكتل من المحافظين لحكم البلاد مثلما كان متوقعا.
ولم يحدث من قبل أن استطاع حزب واحد الحصول على أغلبية مطلقة في الكنيست، مما جعل الحكومة الائتلافية هي العرف السائد.
ورغم ذلك سيصبح نتنياهو في يوليو، صاحب أطول فترة في مقعد رئيس الوزراء، إذ أكد اعتزامه خوض الانتخابات معربا عن ثقته بالفوز، غير أن خصومه ستتاح لهم قريبا فرصة أخرى لإسقاطه.
وفيما يلي بعض الشخصيات الرئيسية في الحملة الانتخابية المقبلة:
- بنيامين نتنياهو: هو اليميني المخضرم الذي اشتهر باسم “بيبي” صاحب الشخصية السياسية المهيمنة في جيله، وقد حصل حزب الليكود الذي يتزعمه على 35 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدا في أبريل.
وبدا أن للحزب حلفاء طبيعيين بما يكفي لتشكيل ائتلاف محافظ، لكن ثبتت صعوبة ذلك رغم كل ما بذله نتنياهو من جهود.
كما يواجه نتنياهو احتمال توجيه الاتهام إليه في 3 قضايا فساد. ولم يصدر المدعي العام الإسرائيلي بعد قراره في هذا الشأن.
وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات ويتهم خصومه السياسيين بـ”السعي للإيقاع به دون وجه حق”.
ورغم أن حزب الليكود التف حول زعيمه حتى الآن، فربما يتغير هذا الوضع إذا ما اشتم أعضاء الحزب ضعفا في رئيس وزراء لم يستطع تشكيل حكومة. ومن المنافسين المحتملين لنتانياهو داخل حزبه إسرائيل كاتز وجدعون ساعر.
ومن المرجح أن يركز حزب ليكود خلال الحملة المقبلة على مواقفه التقليدية، بما في ذلك السياسات الأمنية المتشددة فيما يتعلق بإيران وسوريا والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. ويعارض كثيرون من أعضائه إقامة دولة فلسطينية.
وقال نتنياهو في أحد وعوده قبل الانتخابات السابقة، إنه سيعلن السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، واحتمال ضمها إذا ما فاز بفترة جديدة.
ومن المرجح أن يركز في دعايته الانتخابية على العلاقة الوثيقة التي تربطه بالرئيس الأمركي دونالد ترامب، مثلما فعل في الحملة السابقة.
لكن لم يتضح بعد مدى تأثير الاضطرابات السياسية الداخلية على آفاق خطة السلام في الشرق الأوسط، التي يديرها جاريد كوشنر، صهر ترامب.
- بيني جانتس: رئيس سابق لأركان الجيش الإسرائيلي ويتمتع بشعبية، لكنه وافد جديد على ساحة العمل السياسي، وبرز كمنافس خطير لنتنياهو في انتخابات الشهر الماضي بمؤهلات أمنية لا غبار عليها.
ويرأس جانتس حزب “أزرق أبيض” الوسطي الجديد الذي خاض الحملة الانتخابية ببرنامج يقوم على الحكم النظيف والسلام والأمن. وبلغ عدد المقاعد التي فاز بها 35 مقعدا، وهو نفس العدد الذي حصل عليه حزب الليكود.
ومن الشخصيات البارزة الأخرى الأعضاء في حزب “أزرق أبيض”، موشيه يعالون وزير الدفاع اليميني السابق، ويائير لابيد وزير المالية السابق الذي كان ينتمي ليسار الوسط.
وقد دعا جانتس إلى السعي للسلام مع الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه حماية مصالح إسرائيل الأمنية، مشيرا إلى أنه سيقدم تنازلات إقليمية للفلسطينيين، لكنه تحاشى الجهر برأي في مسألة قيام الدولة الفلسطينية.
- أفيجدور ليبرمان: هو مهاجر من الاتحاد السوفيتي السابق ولد في مولدوفا ويرأس حزب “إسرائيل بيتنا”، الذي يشغل خمسة مقاعد في الكنيست الإسرائيلي. وهو الذي شن الهجوم السياسي الذي أضعف قبضة نتنياهو على السلطة.
وكان ليبرمان في وقت من الأوقات مديرا عاما لديوان رئيس الوزراء تحت رئاسة نتنياهو، لكنه انقلب على معلمه السابق وأسعد قاعدة مؤيديه من العلمانيين بالوقوف في وجه اليهود المتدينين المتشددين في إسرائيل، فيما يتعلق بمسألة الخدمة العسكرية الإلزامية.
ولا يريد حزب التوراة اليهودي المتحد، أحد الحلفاء الرئيسيين لنتنياهو، إرغام طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية. لكن ليبرمان وكثيرون من الإسرائيليين يريدون أن يتحمل هؤلاء الطلبة نصيبهم من عبء الخدمة الإلزامية.
وأثار ليبرمان جدلا في الماضي بالتشكيك في التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسلام وفي ولاء الأقلية العربية في إسرائيل.
وقبل 6 أشهر، أطلق الشرارة التي أدت إلى الأزمة الحالية في إسرائيل، عندما أضعف ائتلاف نتنياهو اليميني الحاكم بالاستقالة من منصب وزير الدفاع.
وكان السبب المعلن هو أن نتنياهو لم يأمر بعمل عسكري قوي بما يكفي يستهدف حركة حماس في قطاع غزة، غير أن كثيرين يشتبهون في أن السبب الحقيقي لتصرفاته هو “الطموح الشخصي”.
- آفي جاباي: كان جاباي رئيسا لشركة الاتصالات الإسرائيلية “بيزك” وقاد حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط إلى كارثة انتخابية، إذ انخفض عدد مقاعده في البرلمان من 18 إلى ستة مقاعد.
وقد أيد جاباي علانية حل الدولتين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وشددت حملة الحزب على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وعلى السعي للسلام.
المصدر: وكالات