طلب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس إجراء تحقيق عاجل في المذبحة العرقية التي قتل فيها مئات الأشخاص في بلدة بانتيو النفطية بجنوب السودان وعبر عن استعداده “لاتخاذ إجراءات إضافية” إذا وقع مزيد من الهجمات على المدنيين.
وقال المجلس الذي يضم 15 عضوا في بيان إنه يريد من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لحقوق الانسان إيفان سيمونوفيتش العودة إلى جنوب السودان بأسرع ما يمكن لتقييم التصاعد الأخير في العنف.
وقال المجلس في بيان “أشار أعضاء مجلس الأمن إلى استعدادهم لاتخاذ إجراءات إضافية إذا استمرت الهجمات على المدنيين والانتهاكات لاتفاق وقف الأعمال القتالية.”
ويدرس أعضاء المجلس فرض عقوبات على الطرفين المتحاربين في جنوب السودان.
وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم وقتل الآلاف منذ اندلع القتال في ديسمبر بين قوات الرئيس سلفا كير والجنود الموالين لنائبه المقال ريك مشار. وأدى القتال الى تفاقم التوترات العرقية بين قبيلة الدنكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار.
وطالب المجلس كير ومشار وزعماء آخرين بأن “يتحلوا بروح الزعامة بالتصريح علنا بأن كل الهجمات على المدنيين غير مقبولة ويلتزموا بمحاسبة من يأمرون بشن مثل تلك الهجمات أو ينفذونها وينهوا العنف على الفور ويعودوا إلى عملية السلام الشاملة.”
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون اتصل بزعماء شرق افريقيا يوم الخميس للتعبير عن دعمه لمحاولاتهم للتوسط في اتفاق سلام من خلال الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) لدول شرق افريقيا.
واتهمت الأمم المتحدة المتمردين بملاحقة رجال ونساء وأطفال في مستشفى وكنيسة ومسجد الأسبوع الماضي في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط ثم قتلهم على أساس عرقي.
وقالت الأمم المتحدة إنه بعد سيطرة المتمردين على بانتيو هاجم سكان من الدنكا في بلدة بور بولاية جونقلي قاعدة للأمم المتحدة لجأ إليها نحو 5000 شخص أغلبهم من النوير مما أدى إلى مقتل 58 شخصا وإصابة 98 بينهم اثنان من قوات حفظ السلام الهندية.
وقالت سامنثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في بيان يوم الخميس”يجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراء ضد من يواصلون تقويض جهود السلام ويسارع بعمل نظام عقوبات يستهدف من يفسدون عملية السلام والمسؤولين عن الفظائع.”
وأضافت أنه يجب على حكومة جنوب السودان “بذل جهود أكبر بكثير” لوقف الهجمات على الأمم المتحدة.
وقالت الصين – أكبر مستثمر في قطاع النفط بجنوب السودان – إنها “ستشارك بكل جدية” في مناقشات مجلس الأمن لكنها لم تقل ما إذا كانت ستؤيد العقوبات.
المصدر: رويترز