حذر المكتب الوطنى لمكافحة الإرهاب والأمن التابع للحكومة الهولندية من ان انحسار مساحات السيطرة لتنظيم “داعش” الإرهابي فى منطقة الشرق الأوسط لا يعنى فى حد ذاته انتهاء التهديد الذى يشكله التنظيم على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والغرب.
ونبه المكتب الهولندى الى وجوب توخى أجهزة الأمن الغربية أقصى درجات الحذر، ووجوب عدم إنهاء حالة الاستنفار فى مواجهة “داعش” اتكالا على الهزائم التى منى بها التنظيم فى منطقة الشرق الأوسط.
واستطرد المكتب الوطنى لمكافحة الإرهاب فى هولندا – الذى تأسس فى العام 2005 وصار تابعا لوزير العدل والأمن العام فى الحكومة الهولندية اعتبارا من العام 2012 – بالقول ان هزيمة “داعش” فى سوريا ستجعل بقايا التنظيم حول العالم أكثر شراسة وفجورا فى عملياتها بدافع الانتقام.
وجاءت تحذيرات المكتب الوطنى لمكافحة الإرهاب بهولندا فى اطار بيان شامل حول تقدير الموقف الراهن من التهديدات الإرهابية القادمة من منطقة الشرق الأوسط، وأشار تقدير الموقف الهولندى إلى أن تنظيم القاعدة لا يعد أقل خطورة عن “داعش” من حيث كونه مصدرا للتهديد.
وذكر أن “داعش” و”القاعدة” يتبنيان نفس الأفكار المتطرفة وأن كلاهما يعمل بدأب على تجنيد جيل جديد من الأنصار والمتطرفين في أوساط الشباب والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى بكثافة للتواصل مع قطاعات الشباب وبث الأفكار المتطرفة فى عقولهم من خلال حملات تجنيد منظمة.
ورصد المركز الهولندى ما اعتبره جانبا تهديديا على المدى القصير وبصورة مباشرة جراء هزيمة “داعش” فى سوريا مؤخرا، وهو العائدون من منتسبى التنظيم ذوي الأصول الأمريكية والأوروبية الى بلدانهم، معتبرا ان العائدين من داعش قنابل موقوتة قابلة للانفجار فى أي وقت ومتى حانت الظروف المناسبة فى شمال أمريكا وأوروبا.
وأضاف أن العائدين من ساحات القتال فى الشرق الأوسط من منتسبي داعش من الرجال والنساء لم يتخلوا عن أفكارهم المتطرفة وأنهم سيحاولون تسميم المجتمعات الأمريكية والأوروبية بها ونقل المعركة الى داخل تلك المجتمعات، مؤكدا أن داعش والقاعدة يعملان على تطوير نوعيات من أسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية واستخدامها فى العمليات القادمة ضد المدنيين والعسكريين على السواء فى البلدان الغربية.
على صعيد متصل، رصدت دورية انتل نيوز الإخبارية الأمريكية المتخصصة فى الشأن الاستخبارى ومكافحة الإرهاب تسلل العشرات من منتسبى “داعش” إلى داخل الأراضي العراقية بعد أن تلقى التنظيم ضربات موجعة فى سوريا.
ونقلت الدورية الأمريكية عن مصادر استخباراتية رصدها اعتماد “داعش” على قرية باغوز السورية الواقعة على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق كمعبر لانتقال الدواعش الفارين من سوريا الى العراق وهو ما استدعى السلطات العراقية نشر 20 ألفا من حرس الحدود على الحدود مع سوريا الممتدة لمسافة 370 ميلا لإحكام سيطرتها ومنع تسلل الدواعش من الجانب السورى.
ونقلت الدورية الأمريكية عن مسئولين استخباراتيين قولهم ان ما لا يقل عن الف من فلول الدواعش قد بدأوا انتقالهم الى العراق منذ سبتمبر من العام الماضى، كما قدر مسئولون فى الاستخبارات العراقية عدد منتسبى داعش داخل الأراضى العراقية بما يتراوح بين خمسة إلى سبعة آلاف عنصر تعمل أجهزة الأمن العراقية على تعقبهم والإيقاع بهم.
كما كشفت دراسة حديثة صدرت عن مركز مكافحة الإرهاب التابع لجامعة هارفارد الأمريكية انه برغم الفصل المشدد والذى يصل الى حد التعسف فى معاملة داعش للنساء والأفكار الداعشية عموما المسفهة لدور المرأة، فقد لعبت النساء الدواعش دورا حيويا فى نشاطات التنظيم وعملياته وبما يجعل من النساء ذراعا حقيقيا من أذرع التنظيم الارهابي وهو ما أكدته الباحثة في شئون الحركات الإرهابية فى جامعة هارفارد فيرنا ميرنوفا والتى تشارك فى الإشراف على برنامج ” الأمن الدولى ” بمركز بيلفور سنتر لمكافحة الإرهاب ودراسات الأمن التابع للجامعة.
وقالت ميرنوفا إنه قبل أربعة أعوام وفى ذروة سيادة داعش على مناطق شاسعة من أراضى سوريا والعراق اقتصر دور النساء على الرعاية الاجتماعية لأسر مقاتلى التنظيم وإرضاع أطفال التنظيم للأفكار المتطرفة منذ نعومة أظفارهم.
وأشارت الخبيرة الأمريكية فى مقابلة نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقتطفات منها الى انه مع بداية العام 2017 بدأت نساء داعش فى لعب دور أكبر فى التنظيم وظهرت صورهن بكثافة على مواقع التنظيم الدعائية وهن يتدربن على استخدام السلاح تماما كالرجال، ويؤكد القريبون من مناطق الاشتباكات بين داعش وقوات التحالف الدولى فى سوريا ان ظاهرة النساء الدواعش المسلحات صارت جلية وواضحة فى الأشهر الأخيرة كما برز دورهن فى عمليات التغطية السرية على أنشطة الرجال وتشتيت جهد الملاحقة الأمنية.
المصدر : أ ش أ