قال متحدث باسم جيش جنوب السودان إن الرئيس سلفا كير أقال قائد الجيش وعين بدلا منه أحد الموالين له من قبيلته بعد بدء ظهور علامات على تحول الصراع المستمر منذ أربعة أشهر إلى صراع قبلي بشكل متزايد.
وأقال كير أيضا رئيس المخابرات بعد أيام من طرد القوات الحكومية من مركز نفطي رئيسي على أيدي المتمردين الموالين لنائب الرئيس المقال ريك مشار.
وقال فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش إن الجنرال بول مالونج حل محل قائد الجيش الجنرال جيمس هوتماي.
ويدور الصراع أساسا بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. وقتل آلاف الأشخاص وشرد أكثر من مليون شخص من منازلهم.
وقال مصدر “إن مالونج أحد الموالين لكير وهو متشدد من الدنكا” .
وكان ماي أبرز شخصية من قبيلة النوير داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو ميليشيا سابقة تحول إلى الجيش الوطني في الجنوب بعد انتهاء الحرب الأهلية مع السودان في عام 2005.
وقال جونا ليف محلل الشؤون الأفريقية بمؤسسة كونفليكت آرمامنت البحثية “إن ماي كان ينظر إليه على أنه رمز للتعاون بين الدنكا والنوير داخل الجيش وإن عزله لم يكن متوقعا”.
وتعرض الجيش لانشقاقات منذ اندلاع القتال في ديسمبر . وانشق كثيرون من مقاتلي ميليشيا النوير السابقين الذين اندمجوا في الجيش بعد الاستقلال عام 2011 وانضموا إلى قوات مشار.
وقال أقوير “إن رئيس المخابرات بول ماش حل محله الجنرال ماريال نور جوك. وينتمي الرجلان لقبيلة الدنكا”.
ولم يعط الرئيس كير سببا للإقالة التي أعلنت عبر التلفزيون الرسمي ليل الأربعاء.
وتقول الأمم المتحدة إن قوات المتمردين لاحقت بعد سيطرتها على بانتيو الأسبوع الماضي رجالا ونساء وأطفالا كانوا مختبئين في مسجد وكنيسة ومستشفى وقتلتهم على أساس العرق.
وينفي المتمردون تلك المزاعم لكنهم يعترفون بأنهم يستهدفون حقول النفط التي تشكل شريان حياة للاقتصاد وتمد الحكومة بأغلب إيرادات الميزانية.
ووقع الجانبان وقفا لإطلاق النار في يناير لكنه لم يصمد.
وقال لول رواي كوانج المتحدث باسم المتمردين “إن قوات مشار سيطرت على بلدة رينك وتقترب من بالوج في ولاية أعالي النيل حيث توجد أكبر منشآت النفط في البلاد. وأضاف أن المتمردين طالبوا شركات النفط مجددا “بوقف الانتاج وإجلاء الموظفين والعمال لتجنب الوقوع في مرمى النيران”.
لكن أقوير قال إن قوات الجيش صدت المتمردين في رينك. ويصعب على الصحفيين الوصول إلى تلك المناطق النائية وهو ما يصعب بدوره التحقق من روايات الطرفين للأحداث.
وقالت الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) لدول شرق أفريقيا التي تتوسط في محادثات السلام بين الجانبين إن الصراع يعطل النشاط الاقتصادي بالمنطقة ويوقف إنتاج الغذاء في وقت يواجه فيه جنوب السودان مجاعة خطيرة.
ودعت إيجاد في بيان “المجتمع الدولي إلى التحرك الآن للضغط على الطرفين لوقف الحرب ومنع وقوع كارثة أفدح في جنوب السودان” .
ومن المتوقع استئناف محادثات السلام المتعثرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 28 أبريل .
المصدر : رويترز