أصبحت مصر محط أنظار الكثير من عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، بعد أن فازت بتنظيم بطولة كأس أمم افريقيا لكرة القدم في نسختها الجديدة 2019، والتي ستقام خلال الفترة ما بين 21 يونيو و 19 يوليو المقبلين.
وتعد هذه هي المرة الخامسة التي تنظم فيها مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية، وهو العرس القاري الكبير الذي يستعد له المصريون لإظهاره بصورة حضارية ومبهرة وإخراجه في أروع الصور، بعد أن سبق واستضافتها في أعوام 1959، و1974، و1986، و2006، وحصدت اللقب فى كل المرات باستثناء نسخة عام 1974 والتى حصدت فيها زائير اللقب.
وكان الاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف” قد سحب تنظيم بطولة القارة السمراء من الكاميرون على خلفية عدم جاهزيتها لاستضافة البطولة وتم اسنادها إلى مصر التي تقدمت بملف كامل من حيث البنية التحتية والملاعب وأماكن إقامة وفود المنتخبات المشاركة، وتقرر أن تقام مباريات البطولة على ملاعب استادات القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس، والسلام، والدفاع الجوي.
ويبذل المسؤولون في أرض الكنانة جهودا مكثفة وعلى مدار الساعة لإنجاز كل ما يتعلق باستضافة هذا الحدث الهام، من أعمال البنية التحتية وتجهيز الملاعب ، خاصة وأنه سيشارك في البطولة 24 منتخباً لأول مرة في تاريخها ، الأمر الذي يتطلب مجهودا كبيرا من الجميع ومتابعة مستمرة من القيادة الرياضية والسياسية.
وفيما يتعلق بجاهزية استاد القاهرة الدولي ، حدد اللواء أركان حرب علي درويش رئيس هيئة الاستاد يوم الخامس عشر من مايو الجاري موعدا للانتهاء من أعمال الصيانة والتطوير الخاصة به ليكون جاهزا على أكمل وجه لاستضافة حفلي الافتتاح والختام ومباريات المجموعة الاولى التي تضم المنتخب الوطني ومنتخبات الكونغو واوغندة وزيمبابوي اضافة الى مباريات أدوار الثمانية، وقبل النهائي، والنهائي ضمن منافسات كأس الأمم الإفريقية 2019.
وتأسس استاد القاهرة عام 1960 وخضع لصيانة كبيرة في عام 2005 قبل استضافة كأس الأمم الإفريقية 2006 ، ويتسع لـ75 ألف مشجع.
وقال درويش ” تطوير الاستاد يسير في كل الاتجاهات بداية من مداخل الملعب ومرورا ببوابات الجماهير والمدرجات وجميع الكراسي والمقصورة وغرف خلع الملابس وأرضية الملعب”.
وأضاف ” سيتم صيانة شاشات عرض النتائج بجانب تركيب شاشة جديدة في واجهة المقصورة، وتطوير وتعديل المقصورة الرئيسية واﻷمامية لزيادة السعة طبقا لاشتراطات الاتحاد اﻹفريقى لكرة القدم «كاف»، بجانب تطوير قاعات كبار الزوار طبقا لاشتراطات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وتطوير غرف تغيير الملابس لتواكب اشتراطات “فيفا”، إلى جانب تجهيز غرفة تقنية الفيديو « الفار» المقرر تطبيقها بالبطولة لمساعدة الحكام للوصول إلى القرارات السليمة في حالة حدوث أي ملابسات تحكيمية.
وأكد درويش أن استاد القاهرة اصبح جاهزا بنسبة 98 في المئة مطلع الشهر الجاري وسيتم الانتهاء من كافة الترتيبات يوم 15 الشهر ذاته ليصبح جاهزا لاستضافة المجموعات التي حددت له.
وتابع درويش: “سيتم تطوير هيئة استاد القاهرة بالكامل بعد الانتهاء من منافسات بطولة القارة السمراء، وذلك لاستغلال المساحات الفارغة لكي تستوعب أكبر عدد ممكن من جماهير الألعاب المختلفة ، خاصة وأن الاستاد يوجد به عدد كبير من الملاعب والمضامير المختلفة من بينها مضمار للفروسية ، والخماسي ، وملاعب للهوكي بجانب الصالات المغطاة ، والصالة المكشوفة ، ومجمع الاسكواش ، ومجمع التنس بالاضافة إلى الملاعب الفرعية.
تجدر الاشارة إلى أن صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية نشرت تقريرا مؤخرا عن عدة ملاعب بمقدورها استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا مستقبلا في ظل تصريحات أليكساندر سيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والذي ألمح الى ان استاد القاهرة الدولي مرشح ضمن ستة ملاعب من خارج قارة أوروبا، يمكنها استضافة الحدث الكبير.
وأوضحت الصحيفة – في تقريرها عن استاد القاهرة – أن المهندس الذي أشرف على بناء الملعب وهو الألماني فيرنر مارخ، هو نفسه مصمم الملعب الأوليمبي في مدينة برلين بألمانيا.
وبخصوص استاد الاسكندرية، أكد الدكتور شريف سعد مدير عام الاستاد أن الاستاد سيكون جاهزا لاستضافة فعاليات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم يوم 15 مايو الجاري ، ويستضيف استاد الاسكندرية مباريات المجموعة الثانية التي تضم منتخبات نيجيريا وبوروندي وغينيا ومدغشقر.
وقال مدير عام استاد الإسكندرية في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط: تم الانتهاء مطلع الشهر الجاري من كافة الأعمال الميدانية ومن بينها تجديد غرف الملابس وتحديث منظومة الري الخاصة بالمسطح الاخضر، وتطوير مدرجات الاستاد على أن يتم استكمال مرحلة التطوير الخاصة بالجانب الإلكتروني قبل منتصف الشهر ليصبح جاهزا لاستضافة العرس الأفريقي.
وأوضح سعد أنه فور موافقة الاتحاد الافريقي لكرة القدم “كاف” على ملعب الإسكندرية على استضافة إحدى المجموعات، قام بالتقدم بطلب إلى الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الاسكندرية، بشأن تشكيل لجنة لمتابعة عمليات الاحلال والتطوير في الاستاد، وهو الامر الذي وافق عليه المحافظ وقام بتشكيل لجنة برئاسة أحمد جمال نائب المحافظ وعضوية اللواء أحمد بسيوني السكرتير العام، واللواء حمدي حشاش السكرتير العام المساعد ، بجانب جميع الأجهزة التنفيذية المعنية وذلك بهدف إستكمال عمليات الرصف بالمنطقة المحيطة بالإستاد بالاضافة إلى متابعة مراحل تطوير أماكن الاقامة والتدريب، بجانب مراجعة شبكات الصرف والمياه، والإضاءة بالشوارع والميادين المحيطة بالاستاد لاستضافة الجماهير مع توفير الخدمات الخاصة بهم من دورات مياه وكافتيريات.
يذكر أن استاد الاسكندرية متعدد الاستخدامات وهو حاليا يستخدم في مباريات كرة القدم كما تم استخدامه في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2006 التي احتضنت مصر فعالياتها ، ويعد هذا من أقدم الأستادات في مصر وأفريقيا حيث تم بناؤه عام 1929، وكان يتسع لحوالى 13,660 مشجعا ، وقد سمي حينها بملعب فؤاد الأول ، وافتتح بحضور الملك فؤاد الأول بمباراة جمعت بين فريقي الاتحاد السكندري وفريق القاهرة وانتهت لمصلحة الاتحاد 2-صفر، وعقب ثوره يوليو 1952 تم تغيير اسم الملعب إلى ملعب البلدية، ثم تغير اسمه الى استاد الإسكندرية.
ويتسع الاستاد حاليا بعد التجديد لـ20 الف متفرج، ويقع الاستاد في حي محرم بك وهو الملعب الرسمي لاندية الاتحاد السكندري والأوليمبي وسموحة، وقد شهد العديد من اللقاءات الدولية علي مر السنين إضافة إلى أنه أول ملعب في الوطن العربي يتم تركيب أبراج إنارة فيه.
وكان قد أسند تصميم الملعب عند تأسيسه إلى المهندس المعمارى الروسى نيكوسوف الذى قام بتصميم الملعب من وحى أقواس النصر اليونانية على النمط الرومانى القديم، ولكن بطريقة حديثة، وقد راعى أن يحتوى تصميم الملعب على أجزاء من أسوار الإسكندرية الإسلامية القديمة والتى كانت موجودة في نفس الموقع الذى بني عليه الملعب والتى تقع في الجانب الشمالي من الاستاد وتطل على المشجعين.
وتم تجديد الملعب في عام 1996، وذلك قبل بطولة كأس العالم للناشئين التى استضاف الملعب بعض مبارياتها، حيث تم تركيب 1200 كرسي اضافي في المقصورة الرئيسية، كما تم تجديده قبل استضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2006 التي تُوّج بها المنتخب المصري، وتم تجديده أيضًا قبل افتتاح البطولة العربية للأندية 2017 التي استضافتها مصر في الإسكندرية والقاهرة.
ويستضيف استاد السويس مباريات المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات تونس وانجولا ومالي وموريتانيا وهو استاد متعدد الاستخدامات ويقع في مدينة السويس، ويعتبر الملعب الرسمي لنادي بتروجيت ويسع حوالى 20 ألف متفرج، واقيمت عليه بعض مباريات كأس العالم للشباب عام 2009 .
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مؤخرا أنه سيتم الانتهاء من أعمال تطوير استاد السويس في 21 مايو الجاري وذلك خلال تفقده لأعمال التطوير الجارية فيه، برفقة اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس، ووزراء الصحة والإسكان والتنمية المحلية.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي بزيادة عدد شاشات العرض داخل الاستاد، وكذلك زيادة مقاعد المشجعين إلى 20500 ،كما وجه بزيادة سعة غرفة تبديل الملابس، مع إجراء اختبارات لبوابات الدخول والخروج للوقوف على كفاءتها واستيعابها لأعداد المشجعين على أن تجرى في الأسبوع الأول من يونيو المقبل مباراة تجريبية على أرض الملعب.
من جانبه، قال سعيد محمد وكيل وزارة الشباب والرياضة في تصريحات صحفية إن التطوير سيشمل زيادة أعداد المقاعد وترقيمها، بالإضافة إلى تغيير المقصورة الحالية إضافة إلى إنشاء غرفة ملابس جديدة، في كافة الملاعب التي تستقبل البطولة وانشاء استديو تحليلي أعلى غرفة الإذاعة.
ويستعد استاد الإسماعيلية لاستضافة مباريات المجموعة السادسة التي تضم الكاميرون وغينيا بيساو وغانا وبنين المشاركة في البطولة، ويسع الاستاد الذي يقع في مدينة الاسماعيلية 18,525 متفرجا ويضم ملعبا فرعيا لكرة القدم وملعبين للتنس وحمام سباحة، ويعتبر من أقدم الملاعب في مصر والمنطقة حيث أنشئ عام 1939 ويعد واحدا من ستة ستادات تم استخدامها في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسخة 2006 التي نظمتها مصر، كما كان من بين الملاعب التي استضافت مباريات كأس العالم للشباب 2009 .
وقال سامى عبد الحليم، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسماعيلية، إن مسؤولى شركة “استادات” تسلموا استاد الإسماعيلية، لبدء تطويره ورفع كفاءته،من حيث صيانة مدرجاته، وغرف خلع الملابس وبوابات الدخول والخروج بخلاف أرضية الملعب، وتركيب كاميرات مراقبة وتطوير الحمامات وإضاءة الملعب ، استعدادًا لاحتضان فعاليات مباريات المجموعة السادسة.
من جانبه وقع اللواء حمدى عثمان، محافظ الإسماعيلية، بروتوكولا مع المعهد العالى للفنون التطبيقية بالتجمع الخامس، لتطوير وتجميل مداخل ومخارج الإسماعيلية، والشوارع والميادين الرئيسية، استعدادًا لاستضافة هذا الحدث الهام.
وكان محافظ الإسماعيلية قد شكل لجنة للإعداد والترتيب لاستضافة الحدث الرياضى الأول فى أفريقيا، حيث تقوم اللجنة بمتابعة استكمال أعمال تطوير الطرق والمحاور فى الإسماعيلية بجانب عمل لمسات فنية وجمالية فى مداخل المحافظة.
كما تم تكليف شركة مياه الشرب والصرف الصحى وإدارة مياه هيئة قناة السويس، بمراجعة وصيانة خطوط الصرف الصحى بجميع الطرق، وأعمال صيانة لخطوط مياه الشرب بجميع الأحياء.
ويستعد استاد الدفاع الجوي لاستضافة مباريات المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات السنغال وتنزانيا والجزائر وكينيا، وقد تم افتتاح القرية الأولمبية للدفاع الجوي، والتي تشمل الملعب الرئيسي، فى 2 يوليو 2012، كإضافة جديدة للملاعب الدولية المعتمدة، ولتكون مركزاً رياضياً شاملاً.
ويتسع الاستاد لـ 30 ألف متفرج، وسمي بهذا الاسم لأنه يواكب يوم احتفال قوات الدفاع الجوي بذكرى بناء حائط الصواريخ الحصين والذي كبد سلاح الطيران الإسرائيلي خسائر بالغة في الاسبوع الأول من شهر يونيو لعام 1970 والذي أطلق عليه (أسبوع حصاد الفانتوم).
وكانت مباراة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلى ونظيره صن شاين النيجيري في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا 2012 أول لقاء رسمي يقام عليه، كما شهد مباراة العودة للمنتخب المصري مع غانا في تصفيات كأس العالم 2014.
وفيما يتعلق باستاد السلام الذي يستضيف مباريات المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات المغرب وليبيا وكوتديفوار وجنوب افريقيا فقد وقع عليه الاختيار بديلاً لاستاد بورسعيد الذي خرج من خطة اللجنة المنظمة لأسباب هندسية، وهو من الاستادات متعددة الاستخدامات ايضا ويقع في مدينة السلام بالقاهرة، ويتسع لأكثر من 25 ألف متفرج، وقد تم الانتهاء من بنائه عام 2009 لاستضافة مباريات المجموعة الثانية في كأس العالم للشباب 2009 وحظي بإعجاب جميع الفرق ومنظمي البطولة، وهو يستخدم في الغالب في مباريات كرة القدم وخاصة مباريات الإنتاج الحربي.
وكانت اللجنة المنظمة لبطولة كأس أمم إفريقيا 2019 قد قامت بزيارة الاستاد ضمن جولة تفقدية للاستادات التي وقع عليها الاختيار لاستضافة أمم أفريقيا للوقوف على جاهزيتها للبطولة في ظل أعمال الصيانة والتطوير التي بدأت قبل شهر، ووفقا لبيان اللجنة المنظمة فإن العمل يجري على قدم وساق في استاد السلام وعمليات التطوير تسير وفق الجدول المحدد”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )