بينت الخطوط العريضة لمشروع موازنة الدفاع الأمريكية للعام 2020 والتي ستقر في يونيو القادم قدرا كبيرا من المحورية لبناء قدرة المقاتل الأمريكي على خوض حروب الإنفاق في إطار عمليات مكافحة الإرهاب واستهدافها برا وجوا، وكذلك تسعى واشنطن إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الصاروخية و الجوية خلال العام القادم وتنفيذ عمليات الصيانة والتحديث لمنظومات ومعدات الجيش الأمريكي حفاضا على أقصى درجات الاستعداد القتالي والكفاءة العملياتية مع تعزيز القدرة الاستعدادية للعمليات العسكرية للقوات المسلحة الأمريكية خارج البلاد وفقا للخطة الاستراتجية الموضوعة.
وتبلغ الموازنة الإجمالية المقترحة من الإدارة الأمريكية لحماية الأمن القومي الأمريكي 750 مليار دولار منها 718 مليار دولار لأغراض الدفاع بلغ نصيب القوات التقليدية الأمريكية منها نحو 182 مليار دولار أمريكي.
وتحتم مواجهة الإرهاب خارج الأراضي الأمريكية أن يكون التدريب على أعمال القتال في الإنفاق وكشفها تحت سطح الأرض محورا للتدريب القتالي للجيش الأمريكي في العام القادم لمواجهة التنظيمات الإرهابية فى خارج الولايات المتحدة التى تمرست فى بناء الإنفاق وفى مقدمتها تنظيم الدولة فى أفغانستان والمعروف باسم “تنظيم خوراسان” وقد بدأ هذا التنظيم بناء شبكة من الأنفاق رصدتها أقمار التجسس الأمريكية فى أفغانستان بدءا من أبريل 2017، وكذلك رصدت الاستخبارات الأمريكية العسكرية اتجاه كوريا الشمالية إلى استراتيجية بناء الأنفاق لتوفير الحماية لمئات الآلاف من قواتها حال نشوب مواجهات مع الولايات المتحدة وهى الاستراتيجية ذاتها التى تتبناها إيران والتى قامت على إثرها ببناء قواعد عسكرية كاملة تحت الأرض.
ولمواجهة ذلك التهديد تضمنت بنود الإنفاق الدفاعي الأمريكية بندا يخص تطوير مقذوفات خارقة للأنفاق العميقة تحمل الاسم / جى بى يو – 57 / و تطلق من القاذفات الاستراتيجية الأمريكية / بي – 2 / وهي قذائف غير نووية جربتها واشنطن فى العام 2017 ضد أنفاق تنظيم خوراسان وأطلق عليها فى حينه اسم / أم القنابل / التى تزن 5300 رطل والقادرة على اختراق الأعماق الأرضية حتى 200 متر بينما كانت قوة اختراق هذا النوع من القذائف فى نسخه الأولى لا تتعدى 20 مترا.
وقالت مصادر عسكرية وتشريعية أمريكية لدورية (ديفنس نيوز) التي تصدر فى واشنطن إن هناك تصميم من إدارة الرئيس دونالد ترامب على تحقيق نقلة نوعية تحديثية فى قدرات الجيش الأمريكى بحلول العام 2028 وأنه يجرى العمل منذ العام الماضى على تحقيق تلك الخطة الاستراتيجية وتعيين قيادة خاصة للإشراف على تنفيذ تلك الخطة مع تخصيص موازنة قدرها سبعة مليارات دولار لأعمال الأشغال و الإنشاءات الخادمة للقوات الأمريكية خارج الولايات المتحدة وداخلها .
وعلى صعيد الجاهزية العملياتية تهدف استراتيجية الدفاع الأمريكية الوصول بها الى الذروة بحلول العام 2022 بإنشاء 25 مركز تدريب عملاقا تتناوب على التدريب فيه تشكيلات بقدرة 25 لواء مقاتل فى اطار تدريبات رفع كفاءة دورية تتراوح مددها ما بين 14 إلى 22 أسبوعا تدريبا لافراد قوات المشاه الامريكية .
وتضمنت موازنة الدفاع الأمريكية للعام القادم 2ر9 مليار دولار أمريكى كموازنة للانفاق الطارىء وذلك بموجب طلب تقدم به البنتاجون للمشرعين ولقى موافقة كبيرة منهم مع مرونة فى توجيه هذا الاعتماد لاستكمال الانشاءات العسكرية التى بدأت فى عهد الرئيس الامريكى السابق باراك اوباما ، وكذلك منح الادارة الامريكية الحالية القدرة على استكمال اجراءات ضبط حدود الولايات المتحدة الجنوبية مع المكسيك .
وفى المقابل قررت الإدارة الأمريكية إجراء خفض بنسبة 10 في المائة من إسهام الولايات المتحدة فى موازنة مبادرة الردع الاوروبى بدءا من العام القادم لتصل الى 9ر5 مليار دولار بانخفاض قدره 600 مليون دولار عن اسهام العام الجارى وهو 6ر5 مليار دولار و توجيه 250 مليون دولار من هذا الوفر كمساعدات عسكرية لأوكرانيا.
كما تتجه الولايات المتحدة لتعزيز تواجدها العسكرى فى اوروبا و التوسع فى عمليات التدريب واجراء المناورات المشتركة من الحلفاء الاوروبيين ، و تخطط الولايات المتحدة لتنفيذ مشروعين تدريبيين عملاقين متعددى الاطراف بالتعاون مع البلدان الحليفة لها خلال العام 2020 احدهما مع الحلفاء الاوروبيين / ديفندر يوروب / و الاخر مع حلفاء الولايات المتحدة فى الباسيفيك / ديفندر باسيفيك / و سيتم زيادة متوسط متوسط عدد ساعات التدريب لقوات الابرار الجوى الامريكية من 8ر10 ساعة للفرد المقاتل حاليا الى 6ر11 ساعة فى العام القادم .
وسيخصص للقوات البرية الامريكية ونظم قتالها 151 مليار دولار من موازنة دفاع الولايات المتحدة للعام القادم ومنه 4ر31 مليار دولار لتمويل عمل القوات الامريكية فى خارج الاراضى الامريكية حول العالم ، و تشتمل خطة الدفاع الامريكية للعام 2020 زيادة عدد القوات العاملة للجيش الامريكى الى 488 الف مقاتل مقابل 478 الفا فى العام الجارى وان يتم رفع عدد القوات الامريكية العاملة بمعدل الفى فرد من المحترفين سنويا بدءا من العام القادم .
أما قوات الحرس الوطنى الأمريكية والتى تعد جيش الجبهة الداخلية الأمريكى وتعمل كرديف مستدعى لقوات الجيش العاملة فسوف يتم زيادة عددها الى 336 الفا بحلول العام القادم ، اما قوات الاحتياط الامريكية القابلة للاستعداء من القطاع المدنى فسكون عددها ربع مليون مواطن امريكى بدءا من العام القادم .
و ستشهد موازنة الدفاع الامريكية للعام القادم زيادة فى اعتمادات الاصلاح و الصيانة للمعدات و نظم القتال الامريكية بواقع مليار دولار لتصل الى 42 مليار دولار مقارنة بموازنة العام الجارى البالغة 8ر40 مليار دولار، وسيتم انفاق تلك الاموال على تطوير 58 مركزا للتدريب القتالى و تحديث منشآت ستة ألوية من قوات الأمن و الشرطة العسكرية و الانضباطية للجيش الامريكى بالاضافة الى تحديث منشآت 11 لواء جويا امريكيا مقاتلا و توسيع مساحة قواعدها .
وستكون موازنة البحث والتطوير للجيش الأمريكى للعام 2020 نحو 2ر12 مليار دولار ، اما موازنة الاختبارات التجريبية للمعدات و الاسلحة و تقييم الاداء فتصل فى موازنة الولايات المتحدة الدفاعية للعام القادم الى 8ر21 مليار دولار امريكى وهى الموازنة التى تمول برامج مشتروات الجيش الامريكى من الموردين المحليين و الدوليين و تقييم الاسلحة وفقا لأولويات التحديث المرعية فى الجيش الامريكى وهى دقة الاصابة والمدى و استباقية الجيل التكنولوجى لمركبات القتال حفاظا على التفوق النوعى مع الجيوش المنافسة و تعزيز قدرة المقاتل الامريكى الفرد على انتاج النيران .
كما تعمل الولايات المتحدة على مضاعفة حجم استثمارات قواتها المسلحة فى غضون الاعوام الخمسة القادمة بواقع 8ر32 مليار دولار امريكى وصولا بها من 2ر24 مليار دولار فى الوقت الراهن الى 57 مليار دولار بنهاية اجل الخطة و تنويع استثمارات الجيش الامريكى فى كافة القطاعات بأقصى ما يمكن من درجات الرشادة الاقتصادية و التمويلية .
كما تتبنى استراتيجية الدفاع الامريكية و اعتماداتها الموازنية للعام القادم ادخال حزمة تحديثات تطويرية على نظام القتال البرى المتحرك للمشاه / المشاة الميكانيكية / من خلال استحداث مركبات قتال لتشكيلات الجيش الامريكى البرية اكثر تطورا عن مركبات برادلى التى تشكل فى الوقت الراهن عصب المشاه الامريكية المميكنة ، و تم رصد 387 مليون دولار امريكى فى موازنة العام القادم 2020 لهذا الغرض ، و تم كذلك رصد 427 مليون دولار امريكى لتحديث قدرات الاستطلاع الهجومى للقوات المسلحة الامريكية و مشاتها الميكانيكية .
وبالاضافة الى ذلك سيتم خلال العام القادم التوسع فى تحديث عربات المشاه المميكنة / برادلى / باجمالى 3393 عربة على مراحل متدرجة بالاضافة الى شراء 2530 عربة من الجيل الاحدث من عربات القتال لافراد المشاه خلال العام ذاته / و سيتم كذلك انفاق 2ر10 مليار دولار امريكى على تطوير نظم الاتصالات فى مراكز القيادة و السيطره للجيش الأمريكى بارتفاع نسبته 2 فى المائة عن الموازنة المخصصة لهذا الغرض فى العام الماضى .
كما تم رصد 428 مليون دولار امريكى لتطوير و توسيع نطاقات استخدام منظومات الدفاع الصاروخى الامريكية للارتفعات المنخفضة و تم رصد 248 مليون دولار لتحديث منظومات الاطفاء الجوى العسكرى ، و 22 مليار دولار لتطوير القوات الجوية الامريكية و زيادة عدد اسرابها العاملة و التدريبية منها 7ر3 مليار دولار لصيانة و تطوير المروحيات الاباتشى و الشينوك و شراء 37 مقاتلة بلاك هوك فى العام القادم ، فضلا عن اعتماد 2ر3 مليار دولار امريكى لتوفير ذخائر المقاتلات وهى نفس موازنة التذخير للعام الجارى ويشمل ذلك صواريخ / هيل فاير / باجمالى 9570 صاروخ خلال العام القادم مقابل 7818 صاروخ فى العام 2019 .
و سيكون للقوات الجوية الامريكية نصيب مهم من موازنة الدفاع الامريكية 2020 تصل الى 6ر165 مليار دولار وبزيادة قدرها 10 مليارات دولار على موازنة العام الجارى اى ما يعادل 6 فى المائة من موازنة سلاح الجو الامريكى للعام الجارى ، وسيتم فى العام القادم مواصلة تحديث القاذفات الاستراتيجية / بى 21 / وشراء مزيد من المقاتلات المتطورة / اف – 35 / بما قيمته 9ر4 مليار دولار و تخصيص 3 مليارات دولار امريكى لتطوير القاذفات الاستراتيجية / بى 21 / و تعزيز اسطول المروحيات / سيكوريسكى / الامريكية من طرازات الاغاثة و الانقاذ القتالى بفاتورة قدرها 7ر1 مليار دولار وبإجمالى 12 مروحية وكذلك شراء ذخائر للمروحيات العاملة فى الخدمة بقيمة ملياري دولار مقابل 7ر1 مليار دولار للعام الجاري.
و تجدر الاشارة فى هذا الصدد الى ان سلاح الجو الامريكى يخطط لشراء 80 من مقاتلات الجيل الخامس / اف – 15 – اكس / بنهاية الاعوام الخمسة القادمة وامتلاك 1500 مقاتلة من طراز / اف – 35 / المعروفة باسم الشبح .
المصدر: وكالات أنباء