مرت 4 أعوام على الأزمة اليمنية التي صنفتها الأمم المتحدة كأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
4 سنوات انقضت على بداية عملية عسكرية حملت اسم “عاصفة الحزم” لمساعدة القوات الحكومية اليمنية في استعادة سيطرتها على المناطق التي انتزعها الحوثيون.
وتعود جذور الأزمة اليمنية إلى العام 2013 بعدما تحول الحراك الشعبي إلى مواجهات مسلحة، واستمرت المواجهات العسكرية بين القوات اليمنية الحكومية والحوثيين حتى تمكنت جماعة أنصار الله من السيطرة على صنعاء في سبتمبر 2014 .
في 26 مارس 2015 شهد النزاع في اليمن نقطة تحول جذرية بعد قرار الرياض إنشاء تحالف عربي لدعم القوات اليمنية الحكومية في مواجهة الحوثيين، وشنها “عاصفة الحزم”، قبل أن تليها عملية لاحقا باسم “إعادة الأمل”.
وقد أطلق ذلك شرارة نزاع مسلح شامل، ضد الحوثيين، لتمتد رقعة النزاع ويسقط العديد من القتلى والجرحى والمصابين من الجانبين، ناهيك عن الأمراض والأوبئة التي أصابت اليمن السعيد.
وتواصل التصعيد وبلغ ذروته في نوفمبر 2017، حين قصف الحوثيون للمرة الأولى العاصمة السعودية بصاروخ باليستي، وسط تزايد التوتر بين الرياض وطهران واتهامات سعودية لغريمتها إيران بتزويد جماعة الحوثي بالأسلحة والذخيرة.
وهذا التصعيد أعقبه تطور خطير إثر قتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في 4 ديسمبر من العام نفسه على أيدي حلفائه السابقين الحوثيين .
مع احتدام المعارك، خاصة في ميناء الحديدة الاستراتيجي، والحصار المفروض عليه من قبل التحالف العربي، بدأت في 6 ديسمبر محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة.
وكتتويج للمحادثات أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 13 ديسمبر عن سلسلة اتفاقات تم التوصل إليها بين الجانبين، بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، علما أنه وفي اليوم التالي أعلن الموفد الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث نشر مراقبين دوليين في المنطقة.
وفي 22 ديسمبر انتشر فريق من مراقبي الأمم المتحدة في الحديدة للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تبادل الحوثيون والحكومة الاتهامات بخصوص حدوث خروقات.
ورغم الاتفاق الذي اعتبره العديد لحظة فارقة وصفحة جديدة تنهي الأزمة في البلاد إلا أن الوضع ميداينا لم يتغير .
بين نزوح ومجاعة وكوليرا، خلف الصراع اليمني معاناة إنسانية تعد الأسوأ في العالم، وفق الأمم المتحدة.
ففي مارس 2017 وصف المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الأزمة في اليمن بأنها “الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم”، الأمر ذاته أكده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في فبراير 2019.
وأوضح “أوتشا” أن تقديراته تشير إلى أن “80 بالمئة من السكان أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14.3 مليون شخص بشكل عاجل.
من جهتها أكدت “منظمة العمل ضد الجوع” الفرنسية أن عدد النازحين داخل اليمن بلغ 3.3 ملايين شخص.
إلى ذلك، تفشى وباء الكوليرا في اليمن مؤديا إلى وفاة أكثر من 2500 شخص منذ أبريل 2017، وتم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابة نحو 1.2 مليون شخص، بحسب منظمة الصحة العالمية.
كما تقول منظمة “سيف ذي تشيلدرن” الإنسانية البريطانية إن قرابة 85 ألف طفل ماتوا من الجوع أو المرض في الفترة بين أبريل 2015 وأكتوبر 2018، وقتل آخرون خلال المعارك.
جدير بالذكر أن الحرب تسببت في سقوط عدد كبير من المدنيين، حيث بلغ عدد القتلى 12749، فيما بلغ عدد الجرحى 20453، حسب إحصاءات غير نهائية للأمم المتحدة.
كما تسببت الحرب في دمار كبير جعل اليمن يخسر رقما ليس بالقليل من البنية التحتية حيث شملت الأضرار: “712 مسجدا، 763 مدرسة ومعهدا، 223 منشأة سياحية، 206 معالم أثرية، 103 منشآت رياضية، 113 منشأة جامعية، 26 منشأة إعلامية، 663 مخزن غذاء، 515 ناقلة غذاء، 15 مطارا ، 14 ميناء.
المصدر :وكالات