نشاط حافل، وزخم سياسى متميز، شهدته مصر هذا الأسبوع، شمل عقد قمة ثلاثية مع قادة الأردن والعراق ، وسلسلة من اللقاءات مع كبار المسئولين المصريين والأوروبيين والاسيويين ، وتوج بعقد قمة ثنائية مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس رومن راديف رئيس بلغاريا، الذى وصل مصر الاثنين على رأس وفد كبير فى زيارة رسمية تستمر ٣ أيام.
قمة ثنائية تؤكد مكانة مصر القوية على الساحتين الإقليمية و العالمية، والدور الذى تقوم به للمساهمة فى حل المشكلات المختلفة، وتعزز العلاقات القوية التى تتمتع بها مع مختلف دول العالم بما يسهم فى تطوير ودفع العلاقات الثنائية إزاء القضايا الدولية المختلفة ، وفى الوقت ذاته لجذب الاستثمارات، وجميع أوجه التعاون المشترك من أجل مستقبل أفضل لمصر والمصريين ، بالإضافة إلى كونها ستفتح الطريق أمام بلغاريا للتعاون مع الدول الإفريقية التى تترأس مصر أتحادها خلال العام الحالى.
وتعتبر مصر من أوائل الدول العربية التي بدأت علاقتها مع بلغاريا، حيث بدأت العلاقات بين البلدين منذ أكثر من 90 عاما ، وتبادلت الدولتان التمثيل الدبلوماسى بينهما على مستوى قنصلى فى عام 1925، تطور إلى مستوى المفوضية فى عام 1929، ثم رفع إلى مستوى السفراء عام 1957، ولبلغاريا سفارة في القاهرة ومصر لديها سفارة في صوفيا، كلا البلدين أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط.
مصر وبلغاريا، تتشابهان فى التاريخ العريق والمعالم التاريخية والقيم التى يتمتع بها شعبى البلدين ، فيما يتعلق بقيم التسامح الدينى ، وتتشابه البلدان إلى حد كبير في المجال السياحي حيث تعد بلغاريا أحد المقاصد السياحية الهامة في أوروبا على مدار العام في ظل وجود العديد من المنتجعات السياحية سواء على شاطئ البحر أو في الجبال حيث تمتاز بطبيعة خلابة.
وحفلت العلاقات بين البلدين بسلسلة من الزيارات المتبادلة بين المسئولين المصريين والبلغار ، وكان آخرها الزيارة التى قام بها بويكو بوريسوف رئيس الوزراء البلغاري فى شهر أكتوبر الماضى حيث التقى مع الرئيس السيسى ، وزيارة الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى فى شهر فبراير الماضى ، للمشاركة فى اجتماعات الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية البلغارية للتعاون الاقتصادى.
وتتسم العلاقات الاقتصادية المصرية البلغارية بالقوة والزخم، حيث تعتبر بلغاريا مصر أهم شريك تجاري واقتصادي لها في الشرق الأوسط وإفريقيا ،،و تتمثل أهم الواردات المصرية من بلغاريا فى المعدات و الأجهزة الكهربائية، الأخشاب، قطع الغيار للمصانع، ومنتجات غذائية و ألبان ، فيما تتمثل أهم الصادرات المصرية لبلغاريا فى المنتجات المعدنية، منتجات الغزل، بعض الزراعات و الأرز، المنسوجات، ملح الطرق، وقد زادت الصادرات المصرية لبلغاريا فى الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ بنسبة 158 في المائة لتصل قيمتها إلى 207 ملايين دولار.
ويوجد 23 شركة بلغارية تعمل فى مصر بمجالات التمويل والصناعة والخدمات والبناء والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، وهناك العديد من الفرص الاستثمارية التى يمكن أن تساهم فيها صوفيا فى محور تنمية قناة السويس والعلمين الجديدة واقامة مشروعات مشتركة بين البلدين، خاصة في القطاعات التي تتمتع فيها الدولتين بمزايا نسبية مثل: البنية الأساسية والصناعات الكيماوية والمعدنية والغذائية، والسياحة، والطاقة الجديدة والمتجددة.
ومؤخرا تم تشكيل مجلس استثماري “مصري- بلغاري” مشترك، وتوسيع الصادرات المصرية والتعاون فى مجالات الزراعة والسياحة والاتصالات والطاقة الجديدة والمتجددة والصحة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والطيران المدني والثقافة والشباب والرياضة ، ويبقى التعاون الثقافى بين البلدين ليمثل ركنا اساسيا من أركان التعاون المشترك بينهما ، ويوجد معدل جيد لتبادل الزيارات بين الفرق الفنية والرياضية المصرية والبلغارية بهدف المشاركة فى الفعاليات والتظاهرات الثقافية والبطولات الرياضية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)